حراك أوروبي لإحياء عملية السلام
بشرى الفروي
كشفت مصادر في الرئاسة الفلسطينية عن نية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تشكيل طاقم تفاوضي تحضيراً لاستئناف المفاوضات السياسية مع الجانب «الإسرائيلي»، فيما أكدت المصادر «ان الطاقم سيضم شخصيات سياسية مخضرمة في السلك الدبلوماسي الفلسطيني ذات وزن سياسي ثقيل إضافة إلى شخصيات إقتصادية وأمنية رفيعة المستوى، مضيفاً انه يجري الآن الإعداد لتشكيل الطاقم الجديد بناء على طلب من الإدارة الأميركية التي طالبت السلطة الفلسطينية البدء بتشكيل لجنة تفاوضية مع الجانب «الإسرائيلي» تكون هي المرجعية الوحيدة في الشؤون التفاوضية مع «إسرائيل».
وأشارت الى رغبة صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين في إعفائه من المشاركة في الجولة التفاوضية الجديدة مع «إسرائيل».
جاءت هذه التغييرات بالتزامن مع استقالة توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق من منصبه كمبعوث خاص للجنه الرباعيه الخميس الماضي، بعدما شغل هذا المنصب منذ حزيران 2007.
الرجل الذي تعرض في شكل دائم للانتقاد بسبب غياب اي تقدم في عمليه السلام في مرحلة وجوده في هذا المنصب حيث عبر متابعون فلسطينيون عن امتعاضهم لدور بلير متهمينه بالإنحياز لـ«إسرائيل».
بينما كان الموقف «الإسرائيلي» مغايراً حيث اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان بلير بذل «جهوداً كبيره» من اجل السلام.
ويرى مراقبون أن استقالة بلير جاءت مؤشراً لحدوث تغيير في التعاطي الغربي في شأن الملف التفاوضي الفلسطيني «الإسرائيلي»، حيث دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي «فيديريكا موغيريني» كيان الاحتلال «الإسرائيلي» والفلسطينيين الى استئناف مفاوضات التسوية معتبرة ان «الوضع على الارض لا يحتمل». واننا واهمون اذا اعتقدنا ان لدينا خيار إبقاء الوضع على حاله». وقالت موغيريني «في غياب أي عملية سياسية ومع إنسداد الأفق لا يمكننا توقع اي شيء آخر سوى مزيد من العنف». ودعت أيضاً المسؤولين الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية وحماس الى «اطلاق عملية مصالحة وطنية».
حيث بدأ وزراء الخارجية من دول الاتحاد الاوروبي بالتوافد الى المنطقة محاولين بث الروح في الدفع لعملية السلام، وذلك بعد أكثر من سنة على هجر الراعي الاميركي لطاولة المفاوضات، ربما يريد الاوروبي راعي بديل لكن البعض يقول انه لا يمتلك العصا الضاغطة والتي تخشاها «تل ابيب» لتعيد حساباتها بما يحرك النبض في العملية السياسية.
وعلى هامش زيارة وزير الخارجية الالماني «فرانك فالتر شتاينماير» أعلن نتنياهو التزامه بحل الدولتين مشترطة أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح وأن تعترف بـ «إسرائيل» كدولة يهودية، ومن جهته أكد الوزير الالماني أنه تجب دراسة كافة الخيارات للتوصل الى تسوية مع الفلسطينين، وعبّر عن دعمه لإقامة دولة فلسطينية بقوله: «ما زلنا مقتنعين بأن الأمن الحقيقي «لإسرائيل» لن يكون ممكناً على الأمد الطويل من دون قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وسلمية».
جاء هذا الحراك الاوروبي الأخير لملء الفراغ الناجم عن غياب أي مبادرة للولايات المتحدة في عملية المفاوضات، حيث تسبب نتنياهو بأزمة كبيرة مع الحليف الاميركي اذ أكد أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية وتعهد بمواصلة الاستيطان.
هذه المتغيرات بالملف الفلسطيني ترسم تساؤلات يعتبر مراقبون أنها بداية تحول جديد بالملف الفلسطيني تماشياً مع التحولات الكبرى المقبلة على المنطقة والتي سيكون الملف الفلسطيني جزءاً لا يتجزأ منها.