روحاني: سنساند سورية حتى الرمق الأخير

جددت طهران التأكيد على أنها ستواصل دعمها لدمشق في معركتها ضد الجماعات الإرهابية، مشيرة إلى أن الإرهابيين سينقلبون على داعميهم عاجلاً أم آجلاً، وأن العلاقات الاستراتيجية التي تم ارساؤها بين البلدين تتعزز اليوم بوتيرة عالية.

واعتبر الرئیس الإيراني حسن روحاني أن الإرهابیین عجزوا عن التغلب على الشعب السوري، قائلاً: «إن بعض دول المنطقة ترتكب أخطاء في حساباتها وتتصور أن العناصر المسلحة أداة بأیدیها على الدوام».

وشدد روحاني أمس، خلال استقباله رئیس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، على أن «طهران ستقف حتى النهایة إلى جانب الحكومة السورية وشعبها»، مشيداً بمقاومة الطرفين للجماعات المسلحة ووقوفها «سداً منيعاً أمام التطرف والإرهاب».

وقال روحاني: «مما لا شك فیه أن الحق سینتصر في معركـة الحق ضد الباطل»، مضيفاً: «أن القوی الأجنبیة لن تتمكن من فرض شروطها علی الشعب السوري»، لافتاً إلى أن «السوريين يعيشون آلام حرب مفروضة من قبل بعض الدول والجماعات الإرهابیة».

واتهم رئیس مجلس الشعب السوري بعض الدول في زعزعة الأوضاع في المنطقة عبر دعم الجماعات الإرهابية في سوریة، قائلاً: «إن هذه الجماعات تنفذ أجندات الولايات المتحدة والغرب والذي يخدم بدوره مصلحة إسرائيل».

وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن الولايات المتحدة الأميركية تدعم الإرهاب في سورية والمنطقة، مشيراً إلى أن مزاعمها حول تشكيل تحالف ضده خدعة.

وقال شمخاني خلال لقائه اللحام في طهران «إن إيران تولي اهتماماً خاصاً بسورية وهي تتابع عن كثب تطورات الأحداث فيها، فالإرهاب الذي تتعرض له يهدد الامن والسلم العالميين وهو يتمدد عابراً للحدود لأنه لا توجد ارادة جادة لمكافحته».

وأضاف: «إن إيران تقف إلى جانب الشعب السوري وشعوب المنطقة وهي تؤكد دوماً على عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية لسورية وضرورة احترام سيادتها»، معرباً عن ثقته بأن النصر سيكون حليف سورية التي صمدت وقاومت على مدى أكثر من أربع سنوات.

الى ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ضرورة الحل السياسي للأزمة في سورية وإنهاء المعاناة الإنسانية فيها داعياً المجتمع الدولي الى بذل جهود متواصلة لوقف تنقل الإرهابيين بين العراق وسورية.

وأكد العبادي في مؤتمر صحافي أمس في باريس في ختام اجتماع يعقده «التحالف ضد داعش»، استمرار حصول «داعش» على الدعم المالي من خلال تهريب النفط وبيع الآثار سراً عبر أشخاص ودول، واصفاً هذه العملية بالجريمة الدولية ويجب أن يقف المجتمع الدولي والتحالف الذي تقوده واشنطن ضدها.

ولفت العبادي إلى أن «داعش» لم يؤسس في العراق، بل نما وتأسس في سورية وما زال يمتد من خارج الأرضي العراقية، مبيناً أن دور التحالف الدولي يتمثل في وقفة صارمة ضد مسلحي التنظيم الإرهابي لما يمثله من خطر على العالم بأسره.

كما أبرز رئيس الحكومة العراقية أن الوضع السوري يحتاج إلى حل لارتباطه بتطور «داعش»، مضيفاً أن مهمة التحالف وقواته تكمن في منع تسرب مقاتلي «داعش» من سورية ومن دول مجاورة إلى الأراضي العراقية.

وفي السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن الحرب ضد «داعش» ستكون طويلة الأمد، مشيراً الى أن جهود التحالف تركزت على محافظة الأنبار لتحرير الرمادي وأن الاستقرار في العراق لن يتحقق إلا مع عملية انتقال سياسي في سورية بحسب تعبيره.

وبخصوص الأزمة السورية، قال فابيوس أنه من الضروري تجنب وقوع سورية في فوضى عارمة، متمسكاً بمبدأ الانتقال السياسي، الذي قال إنه سيساعد في مواجهة «داعش».

ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ خطوات تمكنه من كشف الذين يشترون النفط من تنظيم «داعش» الإرهابي مؤكداً ضرورة الحصول على موافقة الحكومة السورية قبل تنفيذ أي قصف لمواقع التنظيم على الأراضي السورية.

وقال لافروف «إننا لسنا ضد جهود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في إطار محاربة «داعش» ولكن ذلك يجب أن يجري عبر مجلس الأمن الدولي كما أنه من الخطأ تنفيذ قصف في الأراضي السورية من دون إذن من دمشق».

وأضاف: «يجب أن يكون هناك تنسيق مع الحكومة السورية من اجل مواجهة تنظيم «داعش» وما يبعث على الأسف هو أن شركاءنا الاميركيين لا يمكنهم فعل ذلك لاسباب ايديولوجية».

ورداً على سؤال حول امكانية تأييد روسيا لاعمال عسكرية برية يمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة في بلدان الشرق الأوسط بهدف نشر الاستقرار قال لافروف: «هل تعتبر أن القوات الاميركية هي القوات الوحيدة التي يمكنها أن تقوم بذلك، فقد كانت هذه القوات في أفغانستان وكانت في العراق ولننظر الآن الى أين وصل العراق وأفغانستان».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى