موسكو: حوارنا مع واشنطن براغماتي ولسنا في مرحلة «إعادة إطلاق»
انطلقت أمس في العاصمة البيلاروسية مينسك اجتماعات مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية.
وكان دميتري ميرونتشيك الناطق باسم وزارة الخارجية البيلاروسية، قد أكد في وقت سابق أن «وزارة الخارجية البيلاروسية تتلقى الطلبات لاعتماد الصحافيين» لتغطية اجتماعات مجموعة الاتصال، حيث من المتوقع أن تجرى في مينسك اجتماعات اللجان الفرعية الأربع للمجموعة.
تجدر الإشارة إلى أن أعضاء المجموعة شكلوا في اجتماعهم بمينسك في 6 أيار أربع لجان لشؤون الأمن، والعملية السياسية، والاقتصاد، والجوانب الإنسانية للأزمة، وكانت مجموعة الاتصال قد أنهت جولتها الأخيرة من المفاوضات في مينسك في 22 أيار، بفتح جولة جديدة لعمل اللجان الفرعية.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن العلاقات الروسية ـ الأميركية لم تدخل مرحلة «إعادة إطلاق» جديدة، لكن موسكو تعتبر أن البراغماتية تطبع اليوم حوار البلدين حول مجالات محددة يمكن لكليهما الاستفادة من التعاون فيها.
و أضاف الوزير الروسي: «أعتقد أننا نتحلى بدرجة كافية من البراغماتية في حوارنا. ويجري الرئيس فلاديمير بوتين من وقت لآخر مكالمات هاتفية مع الرئيس باراك أوباما، ويجري بينهما حوار براغماتي، وهما يبحثان مجالات محددة للتعاون، حيث يمكن لكلي الطرفين أن يحققا منفعة».
لكن هذا الزخم لا يرقى بسب لافروف إلى مرحلة «إعادة الإطلاق» في العلاقات بين البلدين التي كانت عنوان عام 2009 «لا أريد أن أطلق على هذا الحوار، إعادة إطلاق العلاقات من جديد، بل اعتبره نتيجة لتفهم ضرورة تطبيع العلاقات».
ويركز الحوار في الوقت الراهن على الأزمة الأوكرانية، إذ ذكر لافروف تعليقاً على محادثاته مع نظيره الأميركي: «اتفقنا مع كيري على مواصلة الاتصالات بين موسكو وواشنطن بشكل دوري، لكي نتبادل التقييمات ونرى كيف يمكننا أن نؤثر في طرفي النزاع، من أجل التطبيق الشامل لاتفاقات مينسك السلمية».
وذكر لافروف أن بلاده مستعدة لتحمل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل دول الغرب لفترة طويلة، علماً بأن تلك العقوبات تساهم في التنويع الاقتصادي داخل روسيا. وأوضح: «أننا نركز على سبل الاستفادة من هذه الظروف من أجل تنويع اقتصادنا. وبحسب تقييماتنا، يمكننا أن نعمل بهذا النظام لفترة طويلة جداً».
ورداً على سؤال حول توقعاته بشأن الحدود الزمنية المحتملة لتطبيق العقوبات ضد روسيا، قال: «لا نفكر في ذلك. إننا نركز على إعادة هيكلة اقتصادنا والتكيف مع الظروف الحالية، عندما بات عدد شركائنا التجاريين في أميركا اللاتينية وآسيا أكبر من شركائنا في أوروبا ومناطق أخرى».
وفي السياق، اعتبر المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر أن عدم توجيه الدعوة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور قمة السبع الكبار المقبلة كان خطأ.
لكن شرودر شدد خلال مشاركته في طاولة مستديرة عقدت في متحف بدوسلدورف على أهمية التعاون مع روسيا، وقال: «تملك روسيا بديلاً من أوروبا. أما العكس فغير صحيح».
وذكر السياسي الألماني المخضرم أن الغرب وروسيا ارتكبا أخطاء كثيرة في ما يخص الأزمة الأوكرانية. وشدد على ضرورة مواصلة المناقشات لتجاوز الخلافات، واعتبر أنه لو وجهت الدعوة للرئيس الروسي للحضور، لكانت القمة فرصة جيدة لبحث سبل تسوية الوضع في أوكرانيا، مؤكداً أن علاقات صداقة متينة تربطه ببوتين، وأنهما على اتصال دائم.
قرار عدم دعوة بوتين لحضور قمة السبع لقي قبل أيام انتقاداً مماثلاً من المستشار الألماني الأسبق هلموت شميت، الذي قال: «أرى بوضوح أن بوتين يشعر بإهانة بسبب تجاهل القوى الغربية لقلقه». وأعتقد أنه لو وجهت الدعوة للرئيس الروسي بالطريقة الصحيحة لقبل»، مضيفاً: «توقعاتي منخفضة بالنسبة للقمة المقبلة. ولن أكون سعيداً إلا إذا توقفت الدول الغربية عن صب الزيت على نار النزاع الأوكراني».
إلى ذلك، أفادت وزارة الدفاع في «دونيتسك الشعبية» أمس بأن القوات الأوكرانية خرقت نظام الهدنة خلال الـ24 ساعة الماضية 37 مرة.
ونقلت وكالة دونيتسك للأنباء عن وزارة دفاع هذه الجمهورية أنها رصدت 37 انتهاكاً، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية قصفت عدداً من البلدات وكذلك مدينتي غورلوفكا دونيتسك ومطار الأخيرة وبلدة أوكتيابرسكي.
وبحسب الوكالة، فإن القوات الأوكرانية استخدمت دبابات ومصفحات وهاون ومنظومات للدفاع الجوي وأسلحة نارية.
وأضافت وزارة الدفاع في دونيتسك أنها تحصي عدد الضحايا بين المدنيين ومسلحي قوات الدفاع الذاتي المحلية.
وكانت مدينة غورلوفكا في محيط دونيتسك شرق أوكرانيا قد تعرضت لقصف مدفعي استمر 40 دقيقة، نفذه جنود أوكرانيون، وقال إدوارد باسورين الناطق باسم قوات جمهورية «دونيتسك الشعبية» إن شخصاً قتل وأصيب 4 آخرون بجروح نتيجة القصف.