الانتخابات الرئاسية نحو تأكيد التفاف الشعب السوري حول الأسد وضحالة «الائتلاف المعارض»

حسن سلامه

تؤكد المعطيات والحقائق أن سورية في طريقها إلى تسجيل انتصار كامل، ليس على تجمعات المسلحين من كلّ «الألوان والأشكال» فحسب، بل كذلك على الحرب الكونية التي تحالفت فيها واشنطن والغرب وحكام الخليج، وصولاً إلى تركيا و»إسرائيل»، لتدمير سورية وإخضاعها للهيمنة الغربية وللمشروع الأميركي الصهيوني.

واضح أن الانتخابات الرئاسية في سورية مطلع الشهر المقبل يتوقع أن يسجل فيها الرئيس بشار الأسد انتصاراً ساحقاً، ما يؤكد مرة جديدة أن سورية بجيشها وشعبها وأكثرية مكوّنها تسير وراء القيادة السورية وما يمثله الرئيس الأسد من شهامة وثبات وطني وقومي في مواجهة المشاريع الأميركية ـ الشرق أوسطية. ويعني أن للانتخابات الكثير من الدلالات الوطنية السورية والخارجية انطلاقاً من الآتي:

1 ـ إن نسبة المشاركة المتوقعة التي ستفوق التوقعات الغربية ستعني بلا أدنى شك أن الرأي العام السوري بكامل تجلياته السياسية والطائفية يقف وراء ما يمثله الرئيس الأسد من موقف وطني وقومي صلب، في مواجهة ما حيك لسورية طوال السنوات الثلاث الماضية.

2 ـ أن هذه الانتخابات ستظهر ضحالة ما يسمى بـ»الائتلاف السوري المعارض» وسائر الذين باعوا أنفسهم للأميركي ودولارات النفط ، وسيتكشف حقيقة هذا «الائتلاف» الذي لا يمثل شيئاً من الشعب السوري، وإن رهاناته كلّها كانت ولا تزال على الغرب وعلى المجموعات المسلحة التابعة لتنظيم «القاعدة».

3 ـ ستؤكد الانتخابات مرة جديدة أن سورية، رغم ما تعرضت له من تآمر غربي ـ أميركي ـ خليجي، أقوى بكثير مما كان يتوقعه المنادون بإسقاط سورية وضرب موقعها القومي.

بناء على ذلك، تؤكد مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع أن سورية ستخرج من هذه الحرب أقوى مما كانت، فهي دخلت مرحلة الانتصار الفعلي على مشروع ضربها وإسقاطها، والحقائق تؤكد هذا المسار بغض النظر عن التوقيت العملي للانتصار، استناداً إلى الحقائق الآتية:

ـ أولاً، إن الأميركيين، ومعهم حلفاؤهم الغربيون والخليجيون، باتوا في مأزق جدي وحقيقي بسبب هزيمة مشروعهم في سورية، وهم يبحثون عن كيفية لملمة هذه الهزيمة والتخفيف من نتائجها عليهم وعلى ما يسمى بـ»الائتلاف السوري».

ـ ثانياً، إن الجيش السوري وبعد الإنجازات العسكرية الاستراتيجية التي حققها في مواجهة تجمعات المسلحين، يتجه إلى إنهاء البؤر التي يتجمع فيها المسلحون، من ريف دمشق إلى درعا، وصولاً إلى حلب وباقي المناطق.

ـ ثالثاً، بات واضحاً أن معظم تجمعات المسلحين التي تقاتل في سورية هي من جنسيات أجنبية وينتمي معظمها إلى تنظيمات تحمل توجهات «القاعدة»، بغض النظر عن الصراع القائم بين «داعش» وباقي التجمعات المسلحة. وتشير المصادر في هذا السياق إلى أن كثير من المجموعات المسلحة التي تحمل الهوية السورية تسعى إلى مصالحات في أكثر من منطقة. لكن المسلحين الأجانب وقادتهم يحولون دون ذلك، علماً أيضاً أن أكثرية المسلحين الذين قبلوا بالمصالحات في ريف دمشق وحمص هم من الذين يحملون الهوية السورية.

ـ رابعاً، إن كل «السيناريوات» التي عمل لها الأميركي والسعودي لإحداث اختراقات في بعض المناطق الاستراتيجية قبل الانتخابات الرئاسية بغية التأثير في الانتخابات، فشلت، ولم تحقق أيّاً من النتائج التي عمل لها المخططون لمنع إجراء الانتخابات أو على الأقل الحد من مشاركة الناخبين فيها.

ـ خامساً، إن دول الجوار السوري، بما في ذلك السعودية، اضطرت إلى إحداث تغييرات جدية لناحية تعاملها مع الوضع في سورية، فسعودياً سقط مشروع بندر بن سلطان، بل إن فشله في سورية أدى إلى إخراجه كاملاً من القرار داخل العائلة المالكة في السعودية، كما أن تركيا تنتظر اللحظة المناسبة لتنظيم كيفية انسحابها من الأزمة السورية.

ـ سادساً: إن تحوّلاً مهماً حصل في الغرب في ما يتعلق بدعم المجموعات الإرهابية خوفاً من تسرّب تلك الجماعات ليس في اتجاه الدول الحليفة للغرب في المنطقة العربية فحسب، بل في اتجاه شواطئ المتوسط وبعض الدول الغربية.

لذلك، تؤكد المصادر الدبلوماسية أن ثمة ثابتتين في مسار الوضع السوري، الأولى أن سورية تسير نحو انتصار محقق ولو احتاج الأمر إلى بعض الوقت، والثانية أن الغرب يعيد ترتيب أوراقه لتفادي الهزيمة الكاملة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى