دمشق: منفتحون للتعاون في مكافحة الإرهاب والتحالف فشل فشلاً استراتيجياً

استهجنت سورية المواقف التي أعلن عنها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وما تضمنه البيان الصادر في اختتام مؤتمر دول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية الذي انعقد في باريس والذي أظهر في شكل واضح فشل استراتيجية هذا التحالف في مكافحة الإرهاب التكفيري المتمثل بتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» بدليل المحاولة المكشوفة في إلقاء مسؤولية هذا الفشل على الدول التي تكافح فعلاً هذا الإرهاب.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية «لقد أمنت السياسات الغربية الخاطئة البيئة الخصبة لانتشار المد الإرهابي الذي يشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليمي والدولي الأمر الذي حذرت منه سورية والكثير من القوى الدولية الفاعلة والتي دعت إلى قيام تعاون دولي لمكافحة الإرهاب في إطار الأمم المتحدة واحترام السيادة الوطنية باعتباره السبيل الوحيد للقضاء على آفة الإرهاب».

وأضاف المصدر «إن ما يثير الريبة في مؤتمر باريس مشاركة دول مثل السعودية وتركيا وقطر والتي أصبح معروفاً للقاصي والداني دورها التدميري في توفير كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية المسلحة وتسهيل عبور الإرهابيين إلى سورية في انتهاك فاضح لقرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب وظاهرة المقاتلين الأجانب».

وفي السياق، قال رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام «إن سورية منفتحة على التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب ضمن إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن المعنية بمحاربة هذه الظاهرة التي باتت تشكل خطراً وتهديداً لأمن واستقرار المنطقة والعالم».

وأوضح اللحام أن الحكومة تبذل جهوداً كبيرة لتأمين احتياجات المواطنين الأساسية والمعيشية رغم الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له البنى التحتية والخدمية على أيدي التنظيمات الإرهابية المسلحة، مؤكداً أن سورية بقيادتها وجيشها وشعبها ماضية في دحر الإرهاب وداعميه ومموليه أينما وجد على أراضيها حتى تحقيق النصر.

الى ذلك، قال جون ألين مبعوث الرئيس الأميركي المكلف بتنسيق عمليات التحالف ضد «داعش» أمس، إن نمو التنظيم محفوف بتبعات عالمية وإذا لم يتم تحجيمه فقد «يفسد تقدم البشرية».

وقال ألين خلال مؤتمر صحافي في قطر إن تنظيم «داعش» ليس مشكلة عراقية أو سورية فحسب ولكنه مشكلة إقليمية قد تحدث تداعيات عالمية، مشيراً الى أن مهمة التصدي لتدفق المقاتلين الأجانب ليست مهمة تركيا وحدها، وقال إن حدود تركيا مع سورية والعراق هي «خط الدفاع الأخير».

وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، ذكر ألين أن «مناقشة نشيطة جداً تدور بين عدد من الدول بشأن كيفية تحقيق انتقال سياسي في دمشق لكن مثل هذا الحل لن يشمل الأسد».

هذا وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف قالت في وقت سابق، أن واشنطن تستبعد احتمال أي تعاون مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت هارف رداً على سؤال عن إمكانية التعاون بين واشنطن ودمشق في محاربة الإرهاب، إن ذلك الأمر يعد «اقتراحاً عبثياً محضاً، وإن ذلك لن يحدث، بالطبع»، وأضافت أن الرئيس الأسد «ليس له مستقبل في سورية».

ميدانياً، ارتفعت حدة المواجهات على جبهات ريف حلب الشمالي وريف الحسكة الجنوبي ومناطق متفرقة من محافظة درعا السورية حيث سقط العشرات من المسلحين بين قتلى وجرحى.

وأفاد نشطاء إن الطائرات الحربية السورية قصفت مناطق في بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، ما خلف 16 قتيلاً على الأقل من المسلحين، مشيرين إلى أن عدد القتلى قابل للارتفاع.

في المقابل قالت مصادر رسمية سورية إن الجيش تمكن من تدمير خطوط إمداد وتصفية عدد من المسلحين شرق بلدة تيارة، شمال شرقي النيرب في الريف الشمالي للمحافظة، كما دمر مستودعاً للذخيرة والأسلحة، في محيط مطار النيرب بقرية الوضيحي بريف حلب الجنوبي.

كما قصف الجيش بالمدفعية مناطق في محيط الكلية الجوية الواقعة على بعد نحو 40 كلم شرق مدينة حلب على الطريق الدولي الواصل إلى الرقة، وأشارت مصادر عسكرية إلى أن تنظيم «داعش» تكبد خسائر فادحة بالأفراد والمعدات.

وفي ريف الحسكة الجنوبي، دارت اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش السوري ومجموعات الدفاع الشعبية من جهة ومسلحين من تنظيم «داعش» في محيط سجن الأحداث ومحطة الكهرباء الرئيسية وقرية صخر.

وأوضح مصدر في المحافظة بأن عناصر من التنظيم حاولت اقتحام سجن الأحداث، وهو بناء قيد الإنشاء، بواسطة 5 سيارات مفخخة لتفجيره، ويقع السجن جنوب مدينة الحسكة بحوالى 10 كلم.

ويحاول التنظيم الارهابي السيطرة على السجن لإيجاد موطئ قدم في الخاصرة الجنوبية للمدينة، ولكسر خطوط دفاعها الأولى، ما قد يهدد باقتحامها إذا نجح التنظيم في التقدم.

سلاح الجو السوري استهدف مناطق كم البلغار والكم الصيني بالشدادي، وقرى الداوودية وورد شقرا ونهاب غربي وقبر شامية بريف الحسكة الجنوبية، ما أسفر عن مقتل عشرات المسلحين.

وفي شأن متصل، قتل أكثر من 20 مسلحاً من الجماعات المسلحة في مدينة تل رفعت غرب مارع، خلال الاشتباكات المتواصلة مع تنظيم «داعش» في ريف حلب الشمالي.

الاشتباكات العنيفة دارت بين تنظيمات «نور الدين الزنكي» و «الجبهة الشامية» و «لواء الفتح»، فيما انضمت حركة «أحرار الشام» إلى القتال إلى جانب الجماعات المسلحة ضد «داعش».

تطور استدعى توجه أرتال من مسلحي «أحرار الشام» من ريف إدلب إلى ريف حلب الشمالي في محاولة لاستعادة ما فقدته الفصائل لمصلحة «داعش» الذي سيطر على بلدة صوران التي تبعد 12 كيلومتراً عن معبر السلامة الحدودي مع تركيا، تخللها ذبح التنظيم 35 مسلحاً، فيما أظهر تسجيل مصور بثه «داعش» كما قال إنه سيطر على قرية «أم القرى» في ريف حلب الشمالي بعد معارك بينه وبين الفصائل المسلحة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى