بين الصورة الايديولوجية والإطار… أين تكمن السياسة الغربية الـ «داعشية»؟
ناديا شحادة وفاديا مطر
يأتي اجتماع وزراء ومسؤولين من 20 دولة في باريس لمناقشة قضية محاربة «داعش» الذي بات الشغل الشاغل لصناع القرار في جميع دول العالم في ظل التطورات الميدانية للتنظيم الذي يجند مقاتليه من كافة دول العالم، وهذا ما أكده ممثل وزارة الخارجية الاميركية، إذ قال ان ما يزيد على 22 الف مواطن اجنبي من اكثر من 100 دولة يقاتلون في صفوف التنظيمات المتطرفة مثل «داعش»، الذي بات ينتشر ويتمدد في كل من العراق وسورية حيث سيطر على مدينة الرمادي في 17 أيار، التي مثلت أكبر نكسة للقوات الأمنية العراقية منذ سقوط الموصل ونجح التنظيم في وصوله الى مدينة تدمر في 20 ايار من العام الحالي.
وفي ظل هذه التطورات يأتي هذا الاجتماع الذي يراه المراقبون انه حضور وازن بالشكل فارغ من المضمون بغياب روسيا، التي تحث على الالتزام بالشرعية الدولية حيث أكد وزير خارجيتها على ضرورة احترام القانون الدولي وسيادة الدولة في التعامل الغربي مع الملفات الدولية.
يؤكد المتابعون على ان واشنطن التي تقود التحالف المنطوي تحت اسم محاربة «داعش» والتي تتبع سياسة ازدواجية المعاير في تعاملها مع التنظيم أصرت على تسليح المكونات بدل الدولة العراقية واستثنت الجيش السوري في حربها على «داعش» وتجاهلت آلاف الغارات التي يقوم بها الطيران السوري ضد ارتال «داعش» في سورية ومعاقله والمعارك التي خاضها الجيش السوري منذ ثلاثة اعوام، فواشنطن تحاول العمل المستمر على الفصل بين الساحات العراقية والسورية لتحقيق مزايا جديدة في سورية عبر «داعش». فاستثناء واشنطن للجيش السوري في التنسيق معه لاعتبارات ايديلوجية يطرح العديد من التساؤلات حول جديتها في القضاء على التنظيم الارهابي حيث اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان عدم تنسيق الغارات الجوية مع انشطة الجيش السوري كان خطأ ولا يزال.
وما يؤكده المتابعون ان اجتماع باريس كان اجتماعاً لدول مفلسة لا تمتلك استراتيجية واضحة لمحاربة التنظيم التي هيأت لها الحاضنة اساساً اميركا باحتلالها للعراق وكذلك دعمه مثلما تدعم مخطط تفتيت سورية والمنطقة بأسرها وقد أصبحت السيطرة على هذا التنظيم صعبة ان لم تكن مستحيلة، فبعد اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء في التحالف الدولي الذي بدا عليهم الارتياح لما اتت اليه نتائج استراتيجتهم التي اثبتت فشلها على مدار الفترة الماضية مع التقدم الميداني للتنظيم الارهابي في العراق وسورية تحت انظار طائراتهم وعلى وقع اتهام رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي التحالف الدولي بالفشل في مواجهة «داعش»، اكد وزراء الخارجية المنضوون في التحالف عقب اجتماعهم الذي عقد لتبادل الآراء في شأن استراتيجية التحالف في المنطقة اكدوا تقديم المزيد من الدعم للحكومة العراقية التي تقاتل التنظيم الارهابي على الارض حسب ما اعلن وزير الخارجية الفرنسي قبيل الاجتماع ودعمهم لخطة الحكومة العراقية في مواجهة «داعش» التي قدمها العبادي لتحرير مدينة الرمادي ومحافظة الانبار، إضافة الى الدعوة للاسراع في المصالحة الوطنية في العراق ومشاركة جيمع الاطياف في الحرب ضد «داعش».
قادة التحالف برئاسة أميركا الذين دفعوا الاطراف المحسوبة عليها لتفريغ بيان جنيف من مضمونه وعرقلة تنفيذه وسعوا لاستمرار الحرب في سورية وإقامة المعسكرات التدريبية باتوا اليوم يؤكدون ان الاستقرار في العراق لن يتحقق الا من خلال عملية انتقال سياسي في سورية على اساس بيان جنيف، هذا البيان الذي صدر في حزيران 2012 بعد اجتماع لممثلين عن الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن والمانيا وجامعة الدولة العربية ونص على تشكيل حكومة من ممثلين للحكومة والمعارضة بصلاحيات كاملة لتشرف على المرحلة الانتقالية.
فمع تمدد «داعش» الذي يسعى الى توحيد الساحات في قلب المشرق الذي بات يمثل تهديداً اقليمياً ودولياً واحتار اعداءه في القضاء عليه هل سنشهد مواجهة عالمية ودعوة لايقاف الحواضن والتمويل والتسليح الذي تضطلع به دول اقليمية التي تغذي النعرات الطائفية وتمنع المصالحة منها دول الخليج والولايات المتحدة الاميركية.