النجمة يستحق لقب الدوري اللبناني عن جدارة
منذ بدء إياب الدوري اللبناني لكرة القدم، ظهرت بوضوح ملامح تغيير جوهري في عروض ونتائج فريق النجمة، الملقب في بيروت بـ«القلعة النبيذية».
عناصر الفريق ـ الذي أضاع الدوري خلال «الأمتار الأخيرة» من الموسمين الماضيين ـ تفاعلت سريعاً مع فكر واستراتيجية عمل الثعلب الألماني ثيو بوكير. وبعد وقت قصير من تولي المدرب الجديد الإشراف على الفريق في الفترة الفاصلة ما بين الذهاب والإياب ، بدأ زحف النجمة بشكلٍ ثابت وسريع نحو صدارة الدوري، ليحتلها «البيروتي» بعد 6 أسابيع من انطلاق مرحلة الإياب، ويحافظ عليها حتى نهاية الدوري.
تعيين بوكير مثّل «الصدمة» التي تحتاجها صفوف النجمة، بعد أن أخفق الفريق في احتلال مركز أفضل من الخامس بعد دور الذهاب. التغيير طرح نفسه على إدارة النجمة التي لم تجد أفضل من مدرب منتخب لبنان السابق للاستعانة بجهوده والإفادة من خبرته الواسعة في الملاعب اللبنانية. والأخير لم يخيب الظن، إذ جاءت النتائج المتوالية لتؤكد نجاح المدرب البراغاماتي بتلميع صورة الفريق وقيادته نحو شاطئ الأمان، وصولاً إلى التتويج بلقب الدوري للمرة الثامنة بعد مواسم 1972 – 1973 و1974 – 1975 و1999 – 2000 و2001 – 2002 و2003 – 2004 و2004 – 2005 و2008 2009.
اختلفت أمور جوهرية في أداء النجمة مع بوكير. فالثعلب الألماني عمل على فكفكة عُقد فنية ونفسية حالت دون معانقة النجمة الألقاب والبطولات، كان كثير من النقاد والمراقبين يؤكدون أن الفريق يستحق قطافاً أوفر مما جناه في السنوات الأخيرة، لا سيما أن صفوفه تزخر بالمواهب والخامات المميزة، في مختلف الخطوط والمراكز.
تمكن بوكير من بث روح جديدة في أداء اللاعبين، مانحاً إياهم الثقة والاستقرار بعدما واجهوا عاصفة انتقادات هوجاء طالت أداء مفاتيح الفريق، خصوصاً في خط الهجوم الذي اعتُبر علّة العلل، فكان أضعف الخطوط بين الفرق المنافسة على الصدارة في الذهاب 19 هدفاً ، وذلك على رغم أنه يضمّ نخبة من نجوم الكرة اللبنانية كحسن المحمد وخالد تكه جي إضافة إلى السوري رجا رافع الذي لم يستمر طويلاً في الفريق فغادر النجمة بعد أسايبع قليلة من بداية الدوري مفضلاً العودة إلى زاخو العراقي. وتغيرت الحال كلياً في الإياب إذ سجل النجمة 29 هدفاً في 11 مباراة، بعد 19 هدفاً فقط في عدد المباريات نفسها ذهاباً.
واستفاد بوكير من عودة مهاجم الفريق الدولي السابق أكرم مغربي إلى الفريق. والأخير أضفى حيوية وخطورة على هجوم الفريق، بفضل تفوقه في نواح هجومية عدة خصوصاً في الكرات الرأسية التي سجل منها أكثر من هدف. وأعطى بوكير الفرصة لمهاجم الفريق الشاب حسن القاضي الذي برهن عن كفاءة عالية.
وتؤكد الأرقام أحقية النجمة في لقب الدوري، فهو لم يعرف طعم الخسارة مع بوكير في الإياب، إذ حقق 8 انتصارات و3 تعادلات في 11 مباراة خاضها بقيادة «الثعلب الألماني». والأهم أن النجمة امتلك البدائل اللازمة والقادرة على تسجيل الأهداف في حال عاند الحظ مهاجميه، فالقائد عباس عطوي والمهاجم حسن المحمد 8 أهداف وخالد تكه جي 5 أهداف والسنغالي سي الشيخ 4 أهداف وحتى الظهير علي حمام 9 أهداف أثبتوا قدرتهم على هز الشباك في كثير من المناسبات، والأخير وهو مدافع الفريق وهدافه لهذا الموسم. أما مهاجم الفريق الرئيسي أكرم مغربي فسجل 7 أهداف. وبعد 22 أسبوعاً من منافسات الدوري امتلك النجمة أقوى هجوم 48 هدفاً متقدماً على الصفاء 42 هدفاً والراسينغ الثالث 39 هدفاً . كذلك امتلك النجمة ثاني أقوى دفاع بـ24 هدفاً هزت شباكه، خلف الصفاء صاحب أقوى دفاع بـ23 هدفاً. وهي أرقام تؤكد جدارة «القلعة النبيذية» بلقب الدوري اللبناني لهذا الموسم.