دوري أبطال أوروبا: ثأر جميل بين آليغري وإنريكي

سيفتخر ماسيميليانو آليغري ولويس إنريكي خلال الموقعة المنتظرة بين فريقيهما يوفنتوس الإيطالي وبرشلونة الإسباني السبت المقبل في نهائي دوري أبطال أوروبا، بما حققاه هذا الموسم إذ تمكنا من الثأر لنفسهما واستردا اعتبارهما بعد أن واجها حملة انتقادات من قبل جمهور فريقيهما الذي لم يؤمن بقدراتهما قبل أن يقتنع في نهاية المطاف أنهما الخيار الصحيح.

وحل آليغري في «يوفنتوس ستاديوم» في صيف 2014 وسط إهانات جمهور «السيدة العجوز» الذي لم يكن راضياً على الإطلاق عن اسم خليفة أنتونيو كونتي المنتقل لتدريب المنتخب الوطني، خصوصاً أن المدرب الجديد كان سابقاً في معسكر الخصم اللدود ميلان.

نجح آليغري في قيادة يوفنتوس للقبه الرابع على التوالي ثم أحرز لقب الكأس للمرة الأولى منذ 20 سنة، وها هو يقف الآن على بعد 90 دقيقة من الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 1996 بعد أن بلغ النهائي للمرة الأولى منذ 2003.

ليست هي المرة الأولى التي سيتواجه فيها الإيطالي آليغري مع الإسباني إنريكي، حيث سبق للمدربين أن تواجها في مناسبتين بالدوري الإيطالي لكرة القدم موسم 2011-2012 عندما كان آليغري مدرباً لميلان وإنريكي رباناً لروما.

وكانت الأسبقية لابن ليفورنو الذي فاز على أرض روما 3-2 وفي سان سيرو 2-1. وأكمل آليغري مع فريقه الموسم في مركز الوصيف برصيد 80 نقطة فيما احتل إنريكي مع فريق العاصمة المركز السابع بـ56 نقطة.

مخاطرة تقود للمجد

لم يكن الموسم الأول لإنريكي المدرب مع برشلونة سهلاً أيضاً، ومن الأصل لم يكن أحد يتوقع أن يصل الأمر به لتولي مهمة تدريب الفريق الأول في النادي الذي كان له الفضل أيضاً في تأهيله تدريبياً وذلك بمنحه مهمة الإشراف على الفريق الرديف من 2008 حتى 2011.

ولعبت الظروف الطارئة دوراً في وصول إنريكي إلى منصبه الحالي على رغم خبرته التدريبية المتواضعة مع روما الإيطالي 2011-2012 وسلتا فيغو 2013-2014 ، فرحيل رفيق دربه جوسيب غوارديولا عن الفريق عام 2012 بعد أن قاده إلى 14 لقباً في 4 أعوام، هز عرش الكتيبة الكتالونية وحاول القيّمون عليها تعويضه بمساعده تيتو فيلانوفا لكن المرض دخل على الخط وأدى في نهاية المطاف إلى وفاة الأخير.

ثم لجأ برشلونة إلى الأرجنتيني خيراردو مارتينو لكن الأخير فشل في مهمته وخرج من الموسم الماضي خالي الوفاض ما فتح الباب أمام إنريكي للسير على خطى غوارديولا والإشراف على الفريق الأول.

وكانت المخاطرة كبيرة بالتعاقد مع إنريكي، لكنه أثبت أن الرهان عليه وعلى حبه لقميص النادي كان في محله إذ تمكن في موسمه الأول معه من قيادته إلى ثنائي الدوري والكأس المحليين، وها هو على بعد 90 دقيقة من تكرار إنجاز غوارديولا عام 2009 والفوز بالثلاثية.

ما هو مؤكد أن مشوار إنريكي نحو المجد في موسمه الأول لم يكن سهلاً بل تخلله بعض المطبّات بعد أن حاول تكرار تجربته في روما حيث أقصى القائد الأسطوري فرانشيسكو توتي من التشكيلة الأساسية، وذلك من خلال تلقين نجمي الفريق الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار درساً لتأخرهما في عطلة الميلاد ورأس السنة من خلال إبعادهما من التشكيلة في المباراة الأولى من العام الجديد أمام ريال سوسييداد.

حافظ إنريكي على تركيزه في عمله وتمكّن بسلاسة من إدارة علاقته بميسي ونجوم الفريق الآخرين ما سمح له في أن يستخلص منهم أفضل ما لديهم والحصول على تركيبة هجومية قاتلة تمثلت بالثلاثي «الرهيب» المكوّن من ميسي والأوروغوياني لويس سواريز ونيمار، إضافةً إلى صلابة دفاعية ملفتة غير مألوفة في النادي الكاتالوني دخل شباكه 21 هدفاً فقط في الدوري هذا الموسم فيما سجل 110 أهداف وتميز في نواحي اللعبة كافة إن كان بالهجمات المرتدة أو الركلات الحرة والكرات الثابتة.

لقد صنع إنريكي فريقاً استعراضياً متمكناً، واذا استمر الوضع على هو عليه في ظل الاستقرار «الإجباري» نتيجة منع النادي من إجراء التعاقدات الصيف المقبل، فمن المرشّح أن يسير ابن خيخون على خطى رفيق الدرب غوارديولا واحتكار جميع الألقاب الممكنة لسنوات عديدة مقبلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى