تقرير
سلّطت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية الضوء على العلاقات الاقتصادية بين روسيا والاتحاد الأوروبي، مشيرةً إلى أن أوروبا لا يمكنها الاستغناء عن الغاز الروسي. وقالت: لا يمكن لأوروبا الاستغناء عن الغاز الروسي، خصوصاً أنه خلال السنوات الـ15 المقبلة، سيزداد الطلب على هذا النوع من الوقود بنسبة 2 في المئة سنوياً، أي أنّ الغاز سيصبح مصدر الطاقة المهيمن. هذه الحقيقة يعترف بها كافة المشتركين في منتدى رؤساء كبرى الشركات المنتجة للغاز في العالم.
يقول رئيس شركة «توتال» الفرنسية، باتريك بويانغ، إن تسييس مسألة توريد الغاز الروسي إلى أوروبا، أسلوب خاطئ بصورة مطلقة. ويوضح: «روسيا رائدة في سوق الغاز في العالم. لذلك من الضروري البحث عن حلول وسطية وتسوية المشاكل التي تظهر بين فترة وأخرى بالطرق الدبلوماسية. لأن روسيا شريك مهم للقارة العجوز».
من ناحيته، يقول رئيس شركة «Wintershall» ماريو ميرين، إن ثلثَي حجم الغاز يصل إلى أوروبا عبر الأنابيب. وأضاف: «إن قدرة السيل الشمالي تعادل 55 مليار متر مكعب، وإن الغاز الذي ينقل عبره غير معرّض لمخاطر الترانزيت». كما أشار إلى أن تنويع مصادر الغاز، أمر ضروري لأوروبا، ولكن مع بقاء روسيا حاضرة، لأنه يجب أن تدرك أوروبا أننا نعتمد على موارد الطاقة الروسية، من دون النظر إلى الأزمات السياسية. ومع ذلك فقد استنتجت وكالة الطاقة الدولية من نتائج إحدى الدراسات التي أجرتها مؤخراً، أن للغاز الروسي أفضلية اقتصادية مقارنة بمصادر الغاز الأخرى.
ويضيف ماريو ميرين: «أنا أرى وجود فرص جيدة أمام الشركات الألمانية للاستثمار والعمل في روسيا لفترة طويلة». كما أشار إلى أنّ العقوبات المفروضة على روسيا تعيق الاستثمار فيها، «هذه الوضعية تعني خسارة الجانبين. ومع ذلك روسيا كانت وستبقى منطقة مهمة لنشاط شركتنا».
وقال نائب رئيس شركة «غاز بروم» الروسية، آلكسندر مدفيديف: «نحن على استعداد لزيادة حجم الغاز المورّد إلى أوروبا، إذا ازداد الطلب».
مع كل هذا، يجب ألا ننسى خطط الاتحاد الأوروبي الأخرى، التي تحدّث عنها مدير عام شركة «Engie» جيرار ميسترال، في شأن التحوّل إلى «إنتاج أقلّ اعتماداً على الكربوهيدرات، ويجب خلق طاقة مختلفة رقمية ومتكاملة»، وهذا يشمل جميع البلدان المنتجة والمستوردة للوقود الأزرق.
وتجدر الاشارة، إلى أنّ المؤتمر الدولي الـ26 للغاز يعقد مرة كل ثلاث سنوات ، بدأ اعماله في باريس في الأول من حزيران الجاري ويختتم اليوم الجمعة. ويشارك في أعمال المؤتمر أكثر من 3500 مندوب يمثّلون شركات الطاقة في 70 دولة تنتج 95 في المئة من الغاز في العالم.