الراعي في احتفال يوبيل الحكمة: عدم انتخاب رئيس استباحة للدستور
رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أن لبنان في حاجة إلى رجال سياسة ودولة يضعون الوطن فوق كل اعتبار، معتبراً أن عدم انتخاب رئيس للجمهورية «يعني استباحة الدستور وزعزعة الوحدة الداخلية، والإمعان في الانقسامات والخلافات».
كلام الراعي جاء خلال احتفال لجامعة ومدرسة، بيوبيل 140 عاماً على تأسيسها وباليوبيل الذهبي لكهنوت رئيس أساقفة بيروت وولي الحكمة المطران بولس مطر.
وللمناسبة، ترأس الراعي ذبيحة إلهية في كاتدرائية مار جرجس المارونية في بيروت، بحضور النائب عبداللطيف الزين ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب ممثلاً رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، ممثلي رؤساء الطوائف المسيحية، السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا، وزراء ونواب حاليين وسابقين وممثلي القيادات السياسية والعسكرية والأمنية وشخصيات وقضائية وحقوقية وحزبية وتربوية واجتماعية.
وألقى مطر كلمة عرض فيها لنشأة «الحكمة» وتطورها، لافتاً إلى أنها «المدرسة الأولى التي دخلت في تاريخ لبنان الحديث أو التي قادت لبنان والكنيسة على طرق الحداثة والحضور العالمي».
ثم ألقى الراعي عظة أشار فيها إلى «الذين تخرجوا من الحكمة وتلألأوا في سماء لبنان والمنطقة»، وقال: «كم نود لو أن المدرسة السياسية تخرج مثل هؤلاء الذين خرجهم صرح الحكمة: رجال سياسة ودولة يدركون أن العمل السياسي فن شريف يمارس عبر المؤسسات الدستورية والعامة في خدمة الانسان والخير العام». ورأى «أن لبنان في حاجة إلى رجال سياسة ودولة يضعون الوطن فوق كل اعتبار، فيضحون بمصالحهم الخاصة وحساباتهم في سبيل إعلاء شأنه، وبناء دولة مدنية قادرة ومنتجة يعزز فيها الجيش ويحترم ويكرم ويشكر ويشجع مع سائر الأجهزة الأمنية التي تتفانى في حماية الأمن والسلام. رجال سياسة ودولة يكون شغلهم الشاغل تنظيم الحياة العامة بكل مقتضياتها اليومية، وإدارة شؤون الدولة ومؤسساتها بعيداً من الفساد والرشوة وهدر المال العام، ووضع المخططات في ميادين الاقتصاد والاجتماع والتشريع والثقافة، وإقامة أفضل علاقات تعاون وتبادل مع الدول، وتعزيز محبة الوطن وكرامته وتراثه وعاداته وتقاليده، التي تشكل هويته وثقافته».
وأضاف: «لبنان في حاجة إلى رجال سياسة ودولة يحترمون الدستور والميثاق الوطني، ويأبون، من أجل حماية كرامتهم وبحكم مسؤوليتهم، التمادي في عدم انتخاب رئيس للجمهورية، بعد أربعة عشر شهراً، وسنة كاملة من فراغ سدة الرئاسة. واحد فقط يقسم اليمين على حماية الدستور وضمان وحدة الشعب، هو رئيس الجمهورية. إن عدم انتخابه يعني استباحة الدستور وزعزعة الوحدة الداخلية، والإمعان في الانقسامات والخلافات».
واختتم: «لكن رجاءنا بالله يبقى صامداً، وإيماننا بالوطن كبيراً، مع صمود شعبنا على المحنة. هذه الثلاثة هي، من دون أي شك، باب الفرج والخروج من أزمة الرئاسة وما يتفرع عنها من أزمات».