مفاوضات إیرانية ـ أميركية جديدة لكتابة نصّ الاتفاق النووي الشامل
انطلقت في فيينا أمس المحادثات بین إیران والولايات المتحدة علی مستوی مساعدي وزيري خارجیة البلدین لكتابة النص الشامل للاتفاق بشأن النووي الإيراني.
وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء «إرنا» إن المحادثات تجرى بمشاركة عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني ومجید تخت روانجي، مساعد وزیر الخارجیة الإیراني ونظیرتهما الأميركية ویندي شیرمن.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده وجدت أجوبة وحلولاً لكل المسائل العالقة وإننا في مرحلة صياغتها والمسائل التقنية تجد دائماً سبيلاً للصياغة، معتبراً أن ما يعيق التقدم هو الطلبات المبالغ فيها وطرح مسائل جديدة.
وأعرب ظريف في تصريح على هامش اجتماع وزراء خارجية شنغهاي للأمن والاستقرار الإقليمي في موسكو، عن أمله بالتزام الجميع بما تم التوافق عليه في لوزان، مشيراً إلى أن إيران وروسيا والصين ناقشت طرق وسبل تسهيل متابعة مهمة مسار المفاوضات.
من جهة أخرى، أكد رئيس مجلس الشوري الإيراني علي لاريجاني، أن إطار المحادثات النووية بين إيران ومجموعة «5+1» هو الإطار الذي حدده قائد الثورة الإسلامية، وقال: «لتعلم دول «5+1» أن إطار المحادثات الخاصة بالطاقة والقضايا النووية، هو الإطار الذي حدده سماحة قائد الثورة الإسلامية وأن المفاوضين بإمكانهم أن يواصلوا عملهم في هذا الإطار».
وأضاف: «إن إطار المحادثات النووية واضح المعالم، فالشعب عانى الكثير من أجل بلوغ التقنية النووية إلى مستواها الحالي، وهذه التقنية مصنعة محلياً ولم نحصل عليها من أحد، وعلى هذا فلا يمكن انتزاع الحق النووي من الشعب، مهما كلف ذلك».
وأوضح لاريجاني: «أن إيران الإسلام استطاعت وعلى رغم ما عانته من ضغوط وقيود وبفضل توجيهات سماحة القائد وعزم أبنائها الغيارى أن تبلغ هذا المستوى من التقنية النووية».
وأضاف المسؤول الإيراني: «ومن هذا المنطلق، فإطار المحادثات النووية واضح ونحن نوافق عليهاالتي في هذا الإطار، ولكن إذا ما طرحت بعض المطالب المبالغ فيها بشأن الموضوع النووي، فحينها سنعلم أن البعض يريد الإخلال بالمحادثات ووقف مسارها».
وفي تحول لافت، قالت وسائل إعلام العدو «الإسرائيلي» إن «الجيش يرى الاتفاق المقبل بين دول «5 + 1» وطهران بخصوص الملف النووي يمكن أن يوفر وضوحاً حول ما إذا كانت إيران على طريق إنتاج قنبلة ذرية».
ونقلت وسائل الإعلام العدو مقتطفات من تصريحات ضابط «إسرائيلي» كبير في جيش الاحتلال خلال لقاء مغلق مع الصحافيين أنه يرى في هذا الاتفاق المزمع إبرامه بحلول الموعد النهائي المحدد في 30 حزيران فوائد أمنية ممكنة تحدّ من برنامج إيران النووي.
وقال الضابط إن الإجراءات التي تسعى إليها القوى العالمية مثل زيادة التفتيش الدولي على المنشآت النووية الإيرانية وتقليص عمليات تخصيب اليورانيوم: «تسمح بالافتراض أن هذا الخطر سيتراجع خلال السنوات المقبلة». وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت الخميس على لسان عباس عراقجي نائب وزير خارجيتها أن تقدماً كبيراً توصلت إليه الأطراف بما يخص النص النهائي للاتفاق المذكور أعلاه.
وفي السياق، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو تحذر من أي تحركات من شأنها أن تؤدي إلى تقويض الاتفاق حول الملف النووي الإيراني.
وفي حديث لوكالة «تاس»، قال ريابكوف: «ليس من المرغوب فيه أن تقع في المرحلة الختامية من المفاوضات أحداث ستؤثر تأثيراً مدمراً في الإمكان الهش لالتزام الموعد المقرر».
وأكد أن الجولة الراهنة لم تسجل تقدماً كبيراً من ناحية الاتفاقات الملموسة، مضيفاً: «لقد واجهنا وضعاً طبيعياً لمفاوضات حول قضايا شديدة التعقيد، عندما ترفع الأطراف سقف مطالبها وثمن الخطوات التي تخطوها بعضها مقابل البعض. لكن ذلك ليس تراجعاً أو أزمة، وليس هناك إطلاقاً ما يدل على إعادة النظر في ما تم الاتفاق عليه سابقاً».
وأكد ريابكوف أن إيران و»السداسية» لن تتوصلا إلى الربط بين قضية مراقبة برنامج طهران النووي وقضية إعادة فرض العقوبات المحتمل.
وذكر أن الاتفاق يقضي بإحداث آلية خاصة لمراقبة تنفيذه وإجراء مشاورات حول مسائل مثيرة للجدال، أما «وظائف هذه الآلية وحدود صلاحياتها، ودورها في الأوضاع التي يمكن أن توجه دولة ما اتهامات بحق مشارك آخر، فكل ذلك لا يزال محل البحث. وليس واضحاً حتى الآن كيف سيتفق ذلك مع مجلس الأمن الدولي والصلاحيات التي يتمتع بها المجلس وفقاً لميثاق الأمم المتحدة».