ترقّب «إسرائيليّ» لعملية نوى في ريف درعا
حسين مرتضى
معركة جديدة بدأها الجيش السوري، ضمن عملياته العسكرية المستمرّة في مختلف المناطق، هذه المرة من ريف درعا الغربي المحاذي للجولان المحتلّ.
حدّد الجيش السوري بنك الأهداف بوضوح، بعد عمليات رصد دقيقة نفذها في مختلف مناطق الريف الغربي لدرعا، وتحديداً بعدما تقدمت المجموعات المسلحة الشهر الفائت، بدعم من الكيان «الإسرائيلي» المباشر، وانطلاقاً من بلدة الرفيد التي تقع على كتف تل الفرس وداخل منطقة العزل، في اتجاه تل الجابية بأعداد كبيرة.
التكتيك العسكري الذي التزمه الجيش السوري يقضي بإيجاد قواعد نارية تساعد في قطع طرق الإمداد عن المجموعات المسلحة، وتحديداً القادمة من ريف القنيطرة الشرقي، في حين يعمل على استمرار تدفق الإمدادات العسكرية لقواته المتقدمة في الريف الغربي لدرعا، حفاظاً على استمرار العملية العسكرية، تزامناً مع فصل المناطق التي تشهد وجوداً للمسلحين عن بعضها ومنع المجموعات المسلحة من استقدام أيّ دعم لوجستي من حدود الجولان المحتل أو من عمق مناطق درعا.
العملية العسكرية بدأت من خلال مهاجمة المسلحين في التلال المحيطة ببلدة نوى، خاصة تلّ ام حوران وتلّ الجموع الذي استطاع الجيش السوري حصاره بعملية التفاف نوعية استكملت بالسيطرة على تل الجابية المطلّ على الكتيبة 74 في الشرق، وبعد تأمين التلال الاستراتيجية والقريبة من تل الحارة الاستراتيجي، فيما بدأت وحدات الإسناد الناري بالاستطلاع الناري الكثيف لتدمير مراكز قيادة المجموعات المسلحة وخطوط إمدادهم وتوجيه خسائر معنوية بعد شلّ قدرتهم عن الحركة والمناورة، والتغطية على تقدم الجيش عبر المحاور كافة، عقب كشف دفاعاتهم وتدميرها أمام وحدات المشاة. تحركت القوات المتقدمة التي شكلت قوة على هيئة رأس حربة تخترق دفاعات المجموعات المسلحة في بلدة نحو، مستفيدة من التغطية النارية عبر 3 جبهات وهي الشرقية والجنوبية والغربية، لتستكمل الهجوم قوة أخرى من الجهة الشرقية، فيما استطاع الجيش السوري السيطرة على قرية أم العوسج في الريف الغربي لدرعا، الواقعة على الطريق الواصل بين بلدتي زمرين وكفر شمس اللتين تحظيان بأهمية استراتيجية في معارك التلال التي أنجزها الجيش السوري بنجاح، ما سيسمح للجيش السوري بالسيطرة على باقي المناطق، خاصة في مثلث بلدات نوى جاسم انخل، التي تشكل صلة الوصل بين الريف الشمالي الغربي والريف الغربي.
أهمية بلدة نوى تكمن بتوسطها الطريق الذي يصل بين الشيخ مسكين في اتجاه تل الفرس ومنطقة الرفيد، إذ تمتدّ شبكة مواصلات كبيرة في تلك المنطقة، تتحكّم في المنطقة نوى، والتي ترتبط شمالاً مع جاسم عبر طريق معبّد، وغرباً في اتجاه الأرض المحتلة في الجولان السوري، وصولاً حتى طريق الرفيد وهو أيضاً طريق معبّد، ثم طريق معبّد آخر في اتجاه بلدة سيل مروراً بشرق تلّ الجموع وفي اتجاه الجنوب نحو بلدة شيخ سعد، ويمكن أن يصل هذا الطريق الذي يمرّ الى بلدة شيخ سعد حتى الشجرة وكوية وبيت آره على الحدود الأردنية، كما يمكن أن يتقاطع الطريق الذاهب في اتجاه السيل مع طرق أخرى بحيث يتصل بمجموعة كبيرة من البلدات والمدن في محافظة درعا، وهناك طريق آخر يربط نوى بالشيخ مسكين وهو الطريق الأساسي ثم في اتجاه إزرع.
لذلك اتجهت بوصلة الجيش نحو طريق نوى ـ الشيخ مسكين، انطلاقاً من إزرع، ما يعني قيام الجيش السوري باقتحام المعاقل اللوجستية للمجموعات المسلحة في تلك المنقطة، ما شكل ضربة معنوية كبيرة لها، الذي دفع المجموعات المسلحة بتوجيه نداءات الاستغاثة، التي لم تتوقف منذ بدء العملية العسكرية.
سيطرة الجيش السوري على بلدة نوى في ريف درعا وصفها مصدر عسكري بالتدخل الجراحي لفصل ورم سرطاني عن باقي أعضاء الجسم، مدلّلاً على انّ العملية معقدة ومهمة، إذ ستكون نقطة بداية عمليات الجيش في الريف الشرقي للقنيطرة بعد فصلها عن ريف درعا الغربي، وقطع التواصل الجغرافي مع المناطق في ريف دمشق الجنوبي، تحديداً منطقة خان الشيح وزاكية والكسوة، بالإضافة إلى إيقاف الدعم العسكري الذي يقدمه كيان الاحتلال «الإسرائيلي» للمسلحين هناك.