في ساحة النجمة جلستان اليوم وغداً… والغياب على حاله
على إيقاع اجتماع المجلس النيابي اليوم لمناقشة الرسالة التي أرسلها رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى المجلس النيابي حول الاستحقاق الرئاسي ، وقبيل جلسة نيابية جديدة غداً لانتخاب رئيس للجمهوريةً، تكثفت اللقاءات والمشاورات والاتصالات على أكثر من صعيد، ففي بكركي ناقش البطريرك الراعي مار بشارة بطرس الراعي الملف الرئاسي واطلع من مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري على آخر ما توصلت إليه المساعي واللقاءات والمبادرات المطروحة لإتمام الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، الذي ينتهي في 25 الجاري، كما عقدت معظم الكتل النيابية اجتماعات لتحديد موقفها ومواكبة اللقاءات التي تحصل في الخارج.
التحرير والتنمية
وفي عين التينة، ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر أمس اجتماع كتلة التحرير والتنمية، وجرى عرض لأجواء جلستي مناقشة رسالة رئيس الجمهورية المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، وانتخاب الرئيس المقررتين اليوم وغدا.
ثم استقبل بري الوزير وائل أبو فاعور موفداً من رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الذي أطلعه على أجواء اللقاءات في باريس، وتطرق الحديث إلى المستجدات حول الاستحقاق الرئاسي، وحضر اللقاء الوزير علي حسن خليل.
التغيير والإصلاح
من جهته، قرر تكتل التغيير والإصلاح حضور جلسة مجلس النواب لمن يريد من نواب التكتل للاستماع إلى كلمة رئيس الجمهورية ميشال سليمان التي وجهت إلى النواب ومناقشتها، مشيراً إلى أنّ «رسالة سليمان لمجلس النواب جاءت متأخرة».
وبعد الاجتماع الدوري للتكتل في الرابية برئاسة العماد النائب ميشال عون، لفت الوزير السابق سليم جريصاتي إلى «أنّ صلاحية الرئيس إرسال رسائل إلى مجلس النواب غابت عن أوضاع دستورية سابقة «افترست العهد الرئاسي»، ومنها تعطيل المجلس الدستوري».
وأعلن «أنّ التكتل سيذهب إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية إذا تغيرت الظروف باتجاه الوفاق الذي يسعى إليه التكتل، وأفضت المفاوضات إلى نتيجة».
وأضاف: «إنّ التكتل تناول ما يسمى بتعطيل جلسات انتخاب الرئيس، موضحاً «أنّ الرأي العام أصبح متيقناً بأنّ الأمر ليس تعطيلاً، وإنما تمسك صارم لا يصيبه إنهاك للميثاق».
وذكر جريصاتي بنقاشات اللجنة السياسية التي تألفت في بكركي، والتي تمثل فيها الأقطاب الأربعة، وقال: «إنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي شدّد على وجوب إجراء انتخابات رئاسية بما يأتي برئيس جديد للجمهورية قادر على القيام بمسؤولياته بشكل جدي، ومعبر عن وجدان المسيحيين ويستعيد دورهم، ويأتي بما فيه خير اللبنانيين».
وأوضح جريصاتي «أنّ مذكرة بكركي وردت فيها مواصفات الرئيس المطلوب أي الرئيس القوي والذي يؤمن المشاركة الفعلية في مقومات الوطن، أي الصيغة والميثاق ودونهما كلّ استحقاق».
اللقاء الديمقراطي
كما عقد اللقاء الديموقراطي، اجتماعاً في منزل النائب هنري حلو، برئاسة النائب وليد جنبلاط وحضور وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور وعددٍ من النواب.
وقال حلو إثر انتهاء الإجتماع: «علينا جميعاً أن نحترم في هذه المرحلة الدستور، دستور النصوص ونقف في مواجهة التعطيل الذي يحصل منذ شهر وأكثر، ونخشى أن يحصل ذلك بعد يومين».
وأضاف: «ليس لدينا إلا الحوار والتوافق للخروج من هذا المأزق»، داعياً لإنقاذ قصر بعبدا».
وحول اللقاءات التي تحصل بين باريس والرياض أكد حلو أنّ «الشيء الأهم هو العودة إلى لبننة الاستحقاق، ولا يجب أن ننتظر ما سيحصل من لقاءات خارج لبنان، فلدينا الفرصة من الآن ولغاية أسبوع لنجعل الاستحقاق لبنانياً بكل ما في الكلمة من معنى».
وعن جلسة الخميس المقبل أجاب: «كلقاء ديموقراطي سنكون في جهوزية كاملة في المجلس النيابي الخميس المقبل، لنكمل المسيرة مسيرة الاستحقاق».
المستقبل
وعقدت كتلة المستقبل اجتماعها في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، واستعرضت الأوضاع في لبنان من مختلف جوانبها، حيث أكدت «أنّ الجهود يجب أن تنصبَّ من كل القوى لإنجاز انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء الولاية الدستورية للرئيس ميشال سليمان، إذ أنّ هذه المهمة تأتي في صدارة المهمات المطلوبة من النواب في هذه الظروف».
وأكدت «أنّ الشغور في موقع رئاسة الجمهورية مرفوض وغير مقبول لأنه ينعكس سلباً على الثقة بلبنان وعلى قدرة اللبنانيين على التوافق من أجل تجديد مؤسساتهم الدستورية حيث أنّ عدم إنجاز الانتخاب ضمن المهلة الدستورية يعطي انطباعاً سلبياً عن اللبنانيين وعلى وجه الخصوص عن المسؤولين والنواب الذين من الواجب التزامهم بالدستور والقوانين».
وكرّرت الكتلة تمسكها بـرئيس «القوات» سمير جعجع مرشحاً لانتخابات الرئاسة، ودعت قوى الثامن من آذار لتسمية مرشحها من أجل إفساح المجال أمام النظام الديمقراطي لكي يلعب دوره كاملاً، لا تعطيله وإدخال البلاد في شغور ينعكس سلباً على صورة لبنان وصورة استقراره».
مكاري
وأوضح نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري «أنّ لقاءات باريس بين الرئيس سعد الحريري ورئيس القوات سمير جعجع لم تتوصل إلى حلّ في شأن الاستحقاق الرئاسي»، لافتاً إلى «أنّ إمكانية انتخاب رئيس جديد للجمهورية في جلسة الخميس «ضئيلة».
وأضاف: «إذا حصل انتخاب يوم الخميس ونال النائب ميشال عون 65 صوتاً وما فوق يُصبح رئيساً للجمهورية ونبارك له»، معتبراً «أنّ الانقسام وعدم الاتفاق على رئيس يجعل مصير جلسة الخميس كسابقاتها، إلا إذا رشّحت قوى 8 آذار إسماً عندها يُصبح للانتخابات معنى وأكثر جدّية، وربما إذا دعا الرئيس نبيه بري إلى دورات متتالية يُمكن أن نصل إلى حلّ».
وأكد مكاري مشاركته في الجلسة التي دعا إليها الرئيس نبيه بري اليوم لمناقشة الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى المجلس في شأن الاستحاق الرئاسي».
قزي
ووصف وزير العمل سجعان قزي زيارة رئيس الحكومة تمام سلام للسعودية بـ «أنها طبيعية وتندرج في إطار تعزيز الوجود اللبناني في المملكة، وكذلك لضمان ظروف عربية تواكب انتخاب رئيس للجمهورية، وشكرها على مكرمتها للجيش اللبناني البالغة 3 مليارات دولار».
وأكد في حديث صحافي «أنّ العنوان الوحيد الذي يجب أن يذهب إليه المرشحون للرئاسة هو ساحة النجمة حيث مقرّ مجلس النواب»، متمنياً «أن يكون هناك اتفاقاً على هذا الاستحقاق، فنحن لسنا أمام أزمة مرشحين بل أمام مشكلة هي أنّ البعض يسعى إلى تعطيل هذه الانتخابات».
ورأى «أنّ من السابق لأوانه الحكم على نتائج الانفتاح الإيراني – السعودي الذي لم يبدأ أصلاً، وإذا حصل سيأخذ أشهراً عدة، وبالتالي فإنّ على المسؤولين في لبنان انتخاب رئيس بغضّ النظر عن الصراعات الخارجية التي لن تنتهي قريبا»، مشدّداً على «أنّ كل رئيس جمهورية حين ينتخب يصبح رئيساً لكلّ لبنان، أكان مرشح تحدٍ أو توافقياً».
كرم
ورأى عضو كتلة «القوات» النائب فادي كرم في تصريح «أنّ فريق 8 آذار ما زال مستمراً في تعطيل النصاب كونه لم يحصل على تسوية ينتظرها من الخارج، وهذه المسألة تضع الاستحقاق الرئاسي بيد التسويات الخارجية»، داعياً إلى «انتظار هذين اليومين وممكن أن نحصل على انتخابات ديموقراطية».
وأشار إلى «أنّ هناك استمرارية لما كانت تعلن عنه 14 آذار وهي أنّ ليس عندها فيتويات على أي مرشح، ومنفتحة على دراسة كل الاحتمالات المطروحة».
وأكد كرم «أنّ اللقاء بين وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل ورئيس القوات سمير جعجع يعلنه الرجلان»، لافتاً إلى «أنّ جعجع سيقوم بزيارات للقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين وغير اللبنانيين المعنيين في وضع الشرق الأوسط وربما ينتقل من باريس إلى عواصم أخرى».