فضيحة «الفيفا»… مؤامرة أميركية ـ قطرية
توفيق المحمود
على رغم جميع الأحداث الساخنة التي تجتاح العالم إلا أن خبر استقالة جوزيف سيب بلاتر من رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم سيطر على كل المواقع والصحف الإخبارية في العالم أجمع، فالاستقالة جاءت في أعقاب فوز بلاتر بولاية خامسة على رغم فضائح الرشاوى التي ضربت اتحاد اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
فالجميع اعتقد أن استقالة الرئيس أتت لأن قسماً كبيراً من الرياضيين غير راضين عن بقائه للمرة الخامسة على التوالي كما أعلن هو في المؤتمر الصحافي الأخير، لكن في الحقيقة كان السبب هو التآمر من أجل منح قطر كأس العالم وتنظيمه في عام 2022.
فقد أعلنت صحيفة «واشنطن بوست» أنّ فضيحة الفساد في الفيفا تسلّط الضوء على استعداد مؤسسة كلينتون لقبول أموال وتبرّعات من مصادر مثيرة للجدال، لافتةً إلى قبولها تبرّعات قطرية كرشاوى لحصول قطر على حقّ تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الجلسة المغلقة لاجتماع مبادرة كلينتون العالمية السنوية لعام 2013، دعا الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إلى المنصّة خصماً سابقاً وهو حسن عبد الله الذوادي وهو رجل أعمال قطري وهو من الأشخاص الذين كانوا ضمن من هزمهم العرض الأميركي الذي كان يقوده كلينتون نفسه.
وتلقي كلينتون رشاوى من قطر أدّت إلى تحقيق دولي من قبل الفيفا استمرّ لأكثر من عام خلال وقت انعقاد مبادرة كلينتون العالمية، ولكنه أغلق بسبب ضغوط من بلاتر. وبالنسبة لمؤسسة كلينتون فقد جاءت تلك الخطوة بتبرّع كبير، وقال مسؤول بالمؤسسة إنّ اللجنة العليا القطرية لملف مونديال 2022 التي ترأسها الذوادي رعت الاجتماع السنوي لمبادرة كلينتون عام 2013، وهو الوضع الذي يتطلب تبرعاً لا تقل قيمته عن 250 ألف دولار، وقد لفت التبرّع القطري الانتباه وسط فضيحة كرة القدم الدولية حيث اتهمت السلطات الأميركية 14 من مسؤولي الفيفا بالرشوى والاحتيال واتهامات أخرى، وأن اللعبة شهدت فساداً على مدار عقدين، كما أعلنت السلطات السويسرية أنها تحقق بشكلٍ خاص في حصول قطر على حق تنظيم كأس العالم 2022.
كما كشفت صحيفة «ديلي بيست» الأميركية أن مؤسسة كلينتون تلقت من الفيفا تبرعات بنحو 100 ألف دولار، ونصف مليون دولار أخرى من اللجنة العليا لمونديال قطر 2022 السنة الماضية. وذكرت الصحيفة أن الفيفا التي تورّطت في فضائح فساد أخيراً ثبتت صلتها بمؤسسة كلينتون في اتفاقات عدة خلال السنوات الخمس الأخيرة ووجودها على قوائم المانحين لمؤسسة كلينتون، كما توجد لجنة مونديال قطر أيضاً على تلك القوائم.
وقالت الصحيفة إنه بعد استبعاد ملف أميركا من تنظيم مونديال كأس العالم التي كانت تتنافس عليه مع قطر نسخة 2022، حيث أكدت أن مؤسسة كلينتون تلقت ما يقارب نصف مليون دولار من لجنة مونديال قطر عام 2014، كما تلقت أيضاً مليون دولار أخرى من حكومة الدوحة.
يُذكر أن ملف تنظيم قطر للمونديال طاولته فضائح كثيرة في الأشهر الماضية أبرزها تقرير صحيفة «فرانس فوتبول» الفرنسية بعنوان «قطرغايت» الذي كشفت فيه عن تورّط الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في صفقة تقتضي بمنح الأخير صوته لقطر مقابل شراء الإمارة نادي باريس سان جيرمان وزيادة أسهمها في مجموعة «لاغاردير» الإعلامية وإطلاق محطة تلفزيونية رياضية لمنافسة قناة «كانال بلوس» الفرنسية، وذلك خلال اجتماع «سري» عُقد في قصر الإليزيه عام 2010 حضره إلى جانب ساركوزي كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي كان وقتها ولياً للعهد، وسيباستيان بازان المالك السابق لنادي العاصمة الفرنسية. ومن ضمن هذه الاتفاقات أيضاً غض النظر عن الارتباط الوثيق بين قطر وتنظيم القاعدة وهذا ما فعله أيضاً الرئيس الحالي فرنسوا هولاند مقابل رشاوى بملايين الدولارات للسكوت عن هذا الارتباط الوثيق بين قطر والقاعدة وفق ما أعلنت إحدى الصحف الفرنسية.
يتزامن هذا مع اقتراب هيلاري كلينتون من الفوز بالترشّح إلى الانتخابات الأميركية عن الحزب الديمقراطي والتي من المقرر أن تبدأ جولتها الثانية لانتخابات الرئاسة في ظلّ مزاعم بأن مؤسستها الأسرية جنت أرباحاً مفاجئة، وزوجها تلقى أموالاً مقابل خطبه المربحة في مقابل خدمات رسمية من وزارة الخارجية التي أدارتها بين أعوام 2009 و2013.
فهل يكون توقيت الحديث عن هذه الفضائح من أجل إسقاطها انتخابياً والحيلولة دون ترشّحها للانتخابات الرئاسية الأميركية من أجل دعم مرشّح ديمقراطي آخر؟