«القومي» سلّم «الأونيسكو» مذكرة حول الارهاب الذي يتهدّد تدمر وآثار العراق
زار وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ عميد الثقافة والفنون الجميلة د. ميشال نخلة، وعضو المجلس الأعلى د. خليل خيرالله وناموس عمدة الثقافة مينار ناطور، المدير الإقليمي لمنظمة الأونيسكو، ممثل المنظمة لدى لبنان وسورية الدكتور حمد بن سيف الهمامي، وقد سلم الوفد القومي الهمامي مذكرة موجهة إلى الهيئات الدولية الرسمية والأهلية المعنية بحماية التراث الثقافي العالمي والحفاظ عليه، حول ما تتعرّض له الآثار في بلادنا، لا سيما في العراق والشام، وخصوصاً مدينة تدمر.
وبحث الوفد مع الهمامي أموراً تتعلق بتراث الأمة الثقافي والحضاري، وأكد الأخير حرص المنظمة الدولية على حماية هذا التراث.
نص المذكرة
ومما جاء في مذكرة «القومي»: بعد تدمير آثار العراق وسرقة جزء منها، ومن ثم تدمير آثار مدينة نمرود وبيع بعضها في السوق السوداء العالمية من قبل مجموعات الجهل والظلامية والارهاب، ها هي مدينة تدمر الأثرية، إحدى منارات التاريخ ومهد الحضارات، تتعرّض لنفس المصير، وتقبع تحت تهديد المجموعات الحاقدة.
وإذ لفتت المذكرة إلى ضرورة تحمّل المسؤوليات لحماية الآثار التي تحمل ذاكرة تاريخية وتنطق بعِبَر حضارية وتمثل رمزية ثقافية، أهابت بالمعنيين بحفظ التراث الثقافي والحضاري العالمي أن يتحرّكوا، وبحزم، لحماية مدينة تدمر الأثرية من الأخطار المحدقة بها.
وأشارت المذكرة إلى أنّ هناك دولاً معروفة تقف خلف المجموعات الإرهابية تحريضاً وتمويلاً وتدريباً، وطالبت الهيئات الحكومية والخاصة، المحلية والدولية، التدخل لدى المتخفّين خلف المجموعات المتطرفة من أجل لجمهم ومنعهم من الفتك بموقع تدمر التراثي الحضاري العالمي.
ودعت المذكرة المؤسسات الدولية إلى اتخاذ التدابير من أجل الحؤول دون تهريب وبيع كلّ ما هو مسروق من تدمر، ومن كافة مواقعنا الأثرية الأخرى، التي تمّ وضع الأيادي الآثمة عليها في وقت سابق.
وأكدت المذكرة أنّ ما لم يدّمر من التراث قد جرى تهريبه إلى خارج البلاد، وأنّ تدمير البعض منه ليس سوى غطاء لتهريب البعض الآخر من أجل بيعه من قبل تجار البشر والحجر.
وأطلقت المذكرة صرخة تحذير برسم المجتمع الدولي: إنّ ما يجري اليوم في الهلال السوري الخصيب قد يطال سائر المجتمعات، والتي لن تكون بمنأى عن الإرهاب والتطرف… وانّ هذه الصرخة هي بمثابة جرس إنذار مبكر بالنسبة إلى مستقبل البشرية، وللحفاظ على تراث من سبقونا، والذي يشكل الأساس للذاكرة التاريخية والجماعية لشعوب العالم الحديث.
وختمت المذكرة: نعبّر عن تقديرنا لكلّ من كتب أو صرّح أو تحرّك في هذا السياق، وندعو الأسرة الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها. فالهيئات الرسمية والدولية والأهلية المعنية بحماية التراث الثقافي العالمي والحفاظ عليه مدعوة إلى اتخاذ قرارات حاسمة والتحرك سريعاً قبل فوات الأوان.