البرازيل تريد نسيان نكسة كأس العالم

تأمل البرازيل أن تطوي صفحة سوداء من تاريخها الكروي العريق عندما تخوض بطولة أميركا الجنوبية «كوبا أميركا» التي تستضيف تشيلي نسختها الرابعة والأربعين من 11 حزيران إلى 4 تموز.

ويدخل «سيليساو» إلى البطولة القارية التي توج بلقبها 8 مرات آخرها عام 2007، وهو يبحث عن استعادة ثقة جماهيره العريضة بعد «المذلة» التي عاشها على أرضه الصيف الماضي في نهائيات كأس العالم حين خرج من نصف النهائي بخسارة تاريخية أمام ألمانيا 1-7 قبل أن يتلقى ضربة قاسية ثانية في مباراة المركز الثالث بخسارته أمام هولندا 0-3.

ويبدأ المنتخب البرازيلي حقبة جديدة مع مدربه الجديد – القديم كارلوس دونغا الذي حلّ خلفاً للويز فيليبي سكورلاي بعد نهائيات مونديال 2014.

ويبدو أن بطل مونديال 1994 أعاد لمنتخب بلاده الثقة بقدراته وبموقعه بين كبار اللعبة الشعبية الأولى في العالم، إذ خرج «سيليساو» فائزاً من جميع المباريات الودية التسع التي خاضها بقيادته، آخرها في السابع من الشهر الجاري ضد المكسيك 2-0 وبينها مواجهات ضد منتخبات كبيرة مثل الغريم الأرجنتيني 2-0 وكولومبيا 1-0 وفرنسا 3-1 وتشيلي 1-0 .

ويمني البرازيليون النفس بتكرار سيناريو نسخة فنزويلا 2007 حين توجوا باللقب القاري الأخير بقيادة دونغا بالذات من خلال الفوز على الغريمة الأرجنتين بثلاثية نظيفة.

ويعوّل «سيليساو» في مغامرته التشيلية على نجم برشلونة نيمار الذي سيحاول تعويض ما فاته في مونديال بلاده حيث اضطر لمشاهدة بلاده تتقهقر في نصف النهائي ومباراة المركز الثالث بعد تعرضه لإصابة خطيرة في ظهره خلال مواجهة الدور ربع النهائي ضد كولومبيا 2-0 .

صاحب العرف الممشوق والنظرة الثاقبة سيكون مركز الثقل في تشكيلة البرازيل التي تخوض كوبا أميركا في تشيلي. المدرب دونغا الذي قاد «سيليساو» إلى لقب كأس العالم 1994، إلى جانب كافو وروماريو وبيبيتو ورونالدو، سيسعى قدر الإمكان إلى الاستفادة من سرعة، رشاقة ومراوغات الشاب البالغ 23 سنة، والقادر على الرقص بين المدافعين وإذلالهم قبل زرع الكرة غالباً في زوايا حراس المرمى. تقنية قاتلة ممزوجة بروحية قائد اكتسبها في العهد الجديد لدونغا، ففي 62 مباراة بألوان القميص الصفراء سجل نيمار 43 هدفاً.

وإدراكاً منه لأهمية الدور الذي يمكن لنيمار أن يلعبه مع منتخب بلاده، قرر دونغا العام الماضي أن يمنح نجم سانتوس السابق، المتوّج هذا الموسم بثلاثية تاريخية مع فريقه برشلونة، شارة القائد على رغم صغر سنه.

«لم تكن مفاجأة، الأرقام موجودة لتؤكد أن نيمار يرتقي بمستواه كثيراً عندما يضع شارة القائد»، هذا ما قاله دونغا في آذار الماضي عن نجم فريقه، مضيفاً: «إنه لاعب يعشق التحدّي. كلما ازدادت المسؤوليات الملقاة على عاتقه كلما ازداد نموه وتطوره كلاعب. إنه يصنع التاريخ في الكرة الأوروبية».

وغاب نيمار عن المباراة الودية التي خاضتها البرازيل الأحد في ساو باولو ضد المكسيك بسبب انشغاله السبت بنهائي دوري أبطال أوروبا ضد يوفنتوس الإيطالي والذي حسمه برشلونة 3-1 وكان للنجم البرازيلي حصة بهذا التتويج التاريخي بتسجيله الهدف الثالث في الوقت بدل الضائع.

وشكل الهدف الذي سجله نيمار في نهائي برلين الختام المثالي لموسم رائع مع برشلونة الذي أصبح أول فريق يتوج بالثلاثية للمرة الثانية في تاريخه، وهو يأمل أن يواصل تألقه في تشيلي.

«من الجيد لكرة القدم البرازيلية بكاملها أن يتمكن أحد لاعبيها من التسجيل في النهائي والفوز بدوري أبطال أوروبا»، هذا كان موقف دونغا الذي ضخّ دماء جديدة في المنتخب الوطني من خلال ضمّ بعض اللاعبين الذين بإمكانهم أن يلعبوا دوراً مهماً في تشيلي مثل لاعب وسط شاختار دانييتسك الأوكراني فريد ومدافع موناكو الفرنسي فابينيو ولاعب وسط لاتسيو الإيطالي فيليبي أندرسون الذين شاركوا في مباراة الأحد ضد المكسيك التي تمكن خلالها لاعب ليفربول الإنكليزي فيليبي كوتينيو من افتتاح سجله التهديفي مع «سيليساو».

ورأى دونغا بعد المباراة: «إننا على المسار الصحيح لكننا لم نحقق أي شيء حتى الآن. يجب أن نتطوّر من يوم إلى آخر إن كان على الصعيد الفردي أو الجماعي».

وتفتتح البرازيل مشوارها في تشيلي 2015 بمواجهة بيرو الأحد المقبل ضمن منافسات المجموعة الثالثة، قبل أن تجدد الموعد مع كولومبيا في 17 الشهر الجاري في إعادة للدور ربع النهائي من مونديال الصيف الماضي، ثم تختتم مشوارها في الدور الأول ضد فنزويلا في 21 منه.

وإذا تمكنت البرازيل من تصدر مجموعتها في الدور الأول فستخوض مواجهة محتملة صعبة للغاية ضد ثاني المجموعة الثانية والذي سيكون إما منتخب الأوروغواي حامل اللقب أو غريمه الأرجنتيني.

ويبدو من الأفضل للبرازيل أن تنهي مجموعتها في المركز الثاني لأنها ستواجه حينها ثاني المجموعة الأولى التي تضم تشيلي المضيفة والمكسيك والإكوادور وبوليفيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى