الراعي: لبنان آخذ في الإنحراف بسبب مخالفة الدستور والميثاق والصيغة

بدأت صباح أمس في الصرح البطريركي في بكركي، الخلوة السنوية لمجمع الكنيسة المارونية برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، ومشاركة الكاردينال نصر الله بطرس صفير ومطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار، وعلى جدول أعمالها شؤون كنسية ووطنية، وستستمر أعمالها لغاية يوم الخميس المقبل في 18 الجاري، حيث سيصدر البيان الختامي ويتضمن المواضيع كافة التي تم بحثها.

بعد الصلاة الإفتتاحية المشتركة كانت كلمة للراعي قال فيها: «نأتي إلى الرياضة الروحية والسينودس المقدس، حاملين تطلعات أبناء أبرشياتنا، إكليروسا وعلمانيين، وهواجسهم وانتظاراتهم وآمالهم وأوجاعهم. وبخاصة أبناء كنيستنا في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، الذين يمرون في ظروف صعبة للغاية، مع سائر المسيحيين وشعوب هذه البلدان، ويقعون ضحايا ويلات الحرب والعنف المفروضين مع ما يتسبب به من نزوح قسري وتهجير وهجرة مُرّة، تاركين جنى العمر لمن ليس لهم تعب فيه».

وتابع: «من الموجع أن نرى لبنان، وهو وطننا الروحي حيث كل تراثنا وجذورنا وتاريخنا ومنبع رسالتنا وانتشارنا، الذي كوناه معاً مسيحيين ومسلمين، آخذاً في الإنحراف شيئاً فشيئاً عن هويته ورسالته، وعن خصوصيته ورسالته، كوطن العيش معاً في المساواة بين جناحيه المسيحي والمسلم، وكنظام قائم على الحريات العامّة والديموقراطية والحوار الوطني المسؤول، ومرتكز على ثلاثة لا تنفصل: الدستور والميثاق الوطني والصيغة التطبيقية، وكدولة صديقة للدول، لا امتياز فيها لأي منها، لا شرقاً ولا غرباً. بل تتعاون مع الجميع في إطار الجامعة العربية والأسرة الدولية، والالتزام بالشرعية الدولية، وبقضايا العدالة والسلام وإنماء الشخص البشري والمجتمعات».

ورأى الراعي أنه «بسبب مخالفة الدستور والميثاق والصيغة، نشهد هذا الإنحراف الذي بلغ الإمعان، على مدى أربعة عشر شهراً، في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وفي ابتكار الوسائل والمواقف من أجل هذا التعطيل، وفي ربط الإنتخاب بالنزاعات السياسية المذهبية المسلحة، الدائرة في المنطقة، من دون أي اعتبار لما يلحق المجلس النيابي عندنا من تعطيل، والحكومة من تعثر والتعيينات العامة من شلل».

وأكد أننا «نؤمن بأهمية الصلاة والتوبة من أجل أن يمس الله ضمائر المسؤولين عندنا لكي يعوا جسامة ما يجري بحق لبنان وشعبه ومؤسساته، وضمائر أمراء الحرب في بلدان الشرق الأوسط، ملتمسين السلام العادل والشامل والدائم لسورية والعراق واليمن وفلسطين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى