الأسد: العدوان الارهابي يستهدف النسيج الاجتماعي
شدد الرئيس السوري بشار الأسد على أن «ما تتعرض له منطقتنا من عدوان إرهابي أساسه الفكر التكفيري المتطرف يستهدف النسيج الاجتماعي والثقافي المتنوع في المنطقة عموماً وفي سورية في شكل خاص»، موضحاً أن الشعب السوري بكلّ مكوناته نجح في التصدي لهذا الفكر التخريبي من خلال تمسكه بتاريخه وثقافته وجذوره المتشابكة منذ الأزل.
ولفت الرئيس الأسد خلال اللقاء مع أعضاء المجمع المقدّس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم برئاسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني «إلى أن العامل الأهم في مواجهة هذا الفكر الإرهابي المتطرف الذي لا يعرف جنسيات ولا حدوداً يتمثل بالتمسك بالقيم الأخلاقية التي نادت بها جميع الأديان السماوية والتي تقوم على الانفتاح الفكري والتسامح وحرية العقيدة» مشدداً على «أن تمسّك كل السوريين بوطنهم ومبادئهم كان من أهم عوامل صمود السوريين».
وأكد أعضاء المجمع خلال اللقاء أن سورية «كانت وستبقى وطناً لكل السوريين بمختلف انتماءاتهم وملاذاً لكل من يؤمن بالقيم الإنسانية السمحاء على رغم الحرب الإرهابية الشرسة التي تتعرض لها»، معبرين عن ثقتهم بأن الشعب السوري «سيتمكن من خلال صمود شعبه وتضحيات جيشه وحكمة وشجاعة قيادته من تحقيق الانتصار والقضاء على الإرهاب».
واعتبر البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أن انعقاد دورة المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم ببلدة صيدنايا السورية بهذا التوقيت يعبّر عن دعم المشاركين للشعب السوري في وجه ما يتعرض له وهو بمثابة دعوة من قبل جميع المشاركين للعالم أجمع لكي يعملوا من أجل استعادة السلام والأمن لسورية.
ويضم الوفد أعضاء في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من دول عدة هي سورية والعراق وتركيا والسويد وألمانيا وهولندا وغواتيمالا والبرازيل والهند.
الى ذلك، وصفت وزارة الخارجية الروسية مؤتمر المعارضة السورية الذي انعقد في القاهرة في 8 – 9 حزيران بالخطوة المهمة في طريق الحل السلمي للأزمة السورية.
ولفت بيان لوزارة الخارجية الروسية إلى أن هذا الحدث شارك فيه نحو 150 من المعارضين السياسيين السوريين ونشطاء المجتمع المدني بما في ذلك مشاركة عدد من أعضاء «الائتلاف المعارض»، مضيفة أن قيادة هذا الائتلاف المتمركزة في إسطنبول اتخذت موقفاً سلبياً من مؤتمر القاهرة.
وقال البيان «نقيم هذا الحدث في شكل عام كخطوة مهمة في طريق توحيد المعارضة السورية على منصة التعددية السلمية، والذي يتطلب تشكيلها النهائي كما هو متوقع الكثير من الجهود»، مشيداً بدور مصر المتصاعد على الساحة العربية لمصلحة استقرار المنطقة بما في ذلك في سورية وما حولها.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أنه تم الإعلان في ختام مؤتمر المعارضين السوريين الصحافي عن اعتماد وثيقتين أساسيتين هما «مشروع خطة طريق للتسوية السياسية لمصلحة سورية الديمقراطية» و«الميثاق الوطني».
وفي السياق، أفاد المكتب الصحافي للأمم المتحدة بأن المشاورات بشأن تسوية الأزمة السورية، والتي يجريها ستيفان دي ميستورا في جنيف منذ يوم 5 أيار من المتوقع أن تمتد حتى تموز المقبل.
وذكر بيان للمكتب أن هذه العملية من المتوقع أن تمتد حتى تموز، مشيراً إلى أن دي ميستورا يأمل في إبلاغ الأمين العام في شكل مقتضب بشأن آرائه حول طرق تقديم المساعدة لأطراف النزاع السوري في التوصل إلى حل سياسي.
وفي ما يتعلق بنتائج المناقشات خلال خمسة أسابيع، أعرب المبعوث الأممي عن «أمله الخالص والثقة في أن الأسلحة ستصمت في سورية في يوم من الأيام». وأشار إلى أنه من الضروري أن يجد السوريون حلاً سياسياً شاملاً، باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق طموحات الشعب السوري وإنهاء النزاع بالأفق طويلة الأمد.
هذا وأجرى دي ميستورا ونائبه رمزي عز الدين رمزي لقاءات مع ممثلين عن كل من الحكومة السورية و«الائتلاف المعارض» وكذلك 39 مجموعة اجتماعية مدنية وسياسية سورية، كما عقدا محادثات مع ممثلين عن الدول المعنية، بما فيها الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ودول المنطقة، إضافة إلى عدد من المنظمات الإقليمية.
ميدانياً، صدّ الجيش السوري والقوات الرديفة هجوماً للمسلحين على مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء، وأكدّت مصادر عسكرية أن المطار لم يسقط وأن الاشتباكات على بعد كيلومتر منه.
وأضافت المصادر ان مجموعات من اهالي الثعلة والسويداء تدافع إلى جانب الجيش عن المطار، الذي يتعرض لهجوم عنيف من المسلحين، حيث أسفرت الاشتباكات المستمرة عن مقتل أكثر من 122 من المسلحين وتدمير عشرات الآليات المحملة برشاشات ثقيلة.
كما استهدف الجيش المسلحين في قرى ام ولد والكرك الشرقي ورخم في ريف درعا المجاورة للمطار، ما أسفر عن مقتل 32 مسلحاً وتدمير عدد من الآليات العسكرية.
هذا واستعاد الجيش السوري قرية وحقول نفط جزل في ريف حمص في شكل كامل، بعد استقدام تعزيزات إلى المكان لاستعادة القرية والآبار التي تنتج نحو عشرة آلاف برميل نفط يومياً، بعد سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي على مساحات واسعة من آبار جزل النفطية شمال غرب تدمر، شرق محافظة حمص.