الكيان «الإسرائيلي» يرتكب مجزرة قلب لوزة على أيدي نصرته

د. سليم حربا

للسنة الخامسة من عدوانه لم يستطع الكيان «الإسرائيلي» أن يحقق بنفسه كأصيل أو من سخره كوكيل وعميل وكفيل ما هدف إليه من تشتيت وتفتيت لمنظومة سورية ومنظومة المقاومة، وانهارت أحلامه غير مرة في القصير والقلمون، وتحطّم جداره الخبيث في الجولان ولعق جراحه في شبعا، وغيّر أدواته وأساليبه وتكتيكاته غير مرة وحافظ بثبات على علاقته العضوية مع تنظيم القاعدة وذراعها جبهة النصرة الإرهابية وعلاقاته مع أنظمة الاعتدال الوهابي الأعرابي في السعودية وقطر والأردن.

وما تمّ كشفه من لقاءات بين الصهاينة وبني سعود هو غيض من فيض التآمر على سورية وفلسطين ولبنان والعروبة والمسيحية والإسلام وما يخطّط في غرف الموك الأردنية والتركية والتي لا يحيط بها صحيفة كجمهورييت أو ويكيلكس أو غينس، وفي إطار قيادة وتوجيه الإرهاب والترويج لأهدافه القديمة المتجددة في تقسيم وتفتيت المنطقة على أساس طائفي مذهبي لإقامة حلم ما يُسمى الدولة اليهودية الصافية، بدأ يُقدم ويلجم قطعان إرهابييه من جبهة النصرة باستهداف قرى وبلدات جبل الشيخ كحضر وحرفا وعرنة وقرى وبلدات مدينة السويداء بأسلوب الترغيب والترهيب وخلق الذرائع لمحاولة تطويع وتطبيع أهلنا السوريين في تلك المناطق مع جبهة النصرة وفق خريطة الطريق التي رسمها وليد بك، وبالطبع يداه دائماً على شاربيه بأن كيان العدو وأردوغان وأبو محمد الجولاني الذين لا يؤتمنون على قطيع حمير أعطوه ضمانة بأن أهلنا السوريين المسلمين الموحدين لن تمسسهم سواطير داعش وجبهة النصرة، وربما لم ينتبه المغفلون لجملة التصريحات التي صدرت من مسؤولي كيان العدو بأنهم مستعدون لحماية الدروز، ومشاريع التقسيم التي بدأت تخرج من مراكز الدراسات «الإسرائيلية»، والمقالات «الإسرائيلية» بأن الدولة السورية بدأت تضعف، ودور أيوب قرا مستشار رئيس وزراء كيان العدو.

ولم ينتبه المحللون والاستراتيجيون إلى رسم اتجاهات ومسارات تحرك الإرهاب ومعاركه التي رسمت في عمليات الموك بالمسطرة والبيكار «الإسرائيلي» وصولاً إلى معسكر اللواء /52/ ومحاولة الهجوم للسيطرة على مطار الثعلة لفتح الطريق الإرهابي إلى السويداء، ولم تتجرأ مخابرات أردوغان وأميركا بالإفصاح عن الوجود الفعال لمنظمة «غول» اليهودية من يهود تركيا والكيان «الإسرائيلي» وضباط مخابراته والتي أسست مقراً لها في حضن جبهة النصرة في بلدة حارم شمال إدلب، وثم افتتاح أفرع لها في مدينة إدلب وسلقين وكفرتخاريم وهي التي قادت جبهة النصرة وشحذت سواطيرها لارتكاب مجزرة قلب لوزة التي ذهب ضحيتها حوالى 40 شهيداً في الوقت الذي بدأ فيه الكاراكوز فيصل القاسم وإخوان القاعدة أحمد زيدان والجولاني وتيسير علوني من غرفة عمليات الجزيرة وقناة الوهابية العبرية يملأون الفضاء بالهجوم على السويداء.

نعم كيان العدو الصهيوني هو الذي نفذ مجزرة قلب لوزة على أيدي جبهة النصرة ومن غرفة عمليات «غول» لتحقيق أهدافه الشيطانية لكن رياح سويداء سورية جاءت بما لا تشتهيه سفن العدوان، وأهلنا في السويداء الذين يباركون ويفاخرون بهويتهم التي لم يستطع كيان العدو أن ينتزعها من أهالي الجولان المحتل على مدى خمسة عقود ويعتبرون أن شهداء قلب لوزة كشهداء اشتبرق والمبعوجة وتدمر وتل تمر وحلب واللاذقية ودير الزور، وأن دفاعهم عن بلداتهم وقراهم هو دفاع عن كل تراب الوطن وثوابت الوطن ووحدة وهوية وخيار الوطن مع جيش الوطن وأن جبل العرب سيبقى شامخاً كسيف سلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو وصالح العلي وعلى الإرهاب القاعدي والصهيوني أن يعتبر من هزيمة العثماني والفرنسي وسيتبعه الصهيوني والوهابي هذا هو حكم التاريخ والجغرافيا والإدارة والإرادة الوطنية من البحر إلى النهر ومن اسكندرون إلى قلب سورية الجولان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى