الراعي: باب الحل للأزمات بانتخاب رئيس للبلاد
رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أن الإنقسام السياسي يشّل لبنان نيابياً وحكومياً معتبراً أن «باب الحل لهذه الأزمات والانقسامات هو انتخاب رئيس للبلاد».
كلام الراعي جاء خلال ترؤسه أمس قداساً احتفالياً على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، لمناسبة مرور ثلاثين عاماً على تأسيس «عائلة قلب يسوع» واستقبال تمثال سيدة فاطيما في بكركي، عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، بمشاركة بطريرك السريان الكاثوليك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، وحضور حشد من المؤمنين أتوا من مختلف المناطق اللبنانية للتبرك من تمثال سيدة فاطيما.
بداية، ألقى المرشد العالمي لـ«عائلة قلب يسوع» المونسنيور روكز براك كلمة قال فيها: «ليست صدفة، أن يجتمع القلبان، في قلب هذا الصرح العريق، محور الشرق والعالم. أن يجتمع حنان الألوهة مع حنان الناسوت، أن تلتقي رحمة السماء مع رحمة الأرض، أن نعيد قلب يسوع وقلب مريم في مناسبة واحدة وفي هذا الظرف بالذات. في شرق يجتاحه الحقد والدماء والبغض، حيث يرتسم أمامنا كون لا قلب له ولا رحمة».
وتابع: «من نبع الرحمة والسلام، من القلب الأقدس، نسعى لنعلن تيار المحبة للشرق وللعالم، فيجتاح القبول والغفران والمسامحة فكر الانسان. من هنا نقول: ان الانسان لم يوجد بلا قلب يركض وراء سفك الدماء والموت، إنما هو قلب لأن القلب يمثل كيان الانسان».
وبعد الإنجيل، القى الراعي عظة بعنوان: «تعلموا مني أني وديع ومتواضع القلب» ومما جاء فيها: «تأتي المناسبتان وعالمنا المشرقي يعاني من شرور النزاعات والحروب والانقسامات والإرهاب، وكأن قلوب البشر جفّت من المشاعر الإنسانية والمحبة والرحمة».
وأضاف: «في لبنان الانقسام السياسي، على خلفية مذهبية مرتبطة ويا للأسف بالنزاع القائم في المنطقة، يشلّه وقد بلغ الشلل ذروته في عدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ أربعة عشر شهراً. الأمر الذي يعطل عمل المجلس النيابي، ويعرقل الحكومة في ممارسة صلاحياتها، وهي مهددة الآن بتعطيلها هي أيضاً، ويشلّ التعيينات في المؤسسات العامة، ويستبيح مخالفة الدستور والميثاق والقوانين، ويفصلها على قياس النافذين. هذا فضلاً عن تفشي الفوضى، وتعثر الحركة الاقتصادية، وتوتر الأمن، وتفاقم الفقر في العائلات اللبنانية، وإهمال حقوق المواطنين، واستباحة المال العام».
واعتبر الراعي أن «باب الحل لهذه الأزمات والانقسامات هو انتخاب رئيس للبلاد»، متسائلاً «كيف يمكن أن تعيش دولة ورأسها مبتور؟ أما في سورية والعراق واليمن فنار الحرب والعنف والإرهاب تكوي شعوبها ومن بينها إخواننا المسيحيون وأبناؤنا الموارنة. فضلاً عن حالة الحرب الدائرة في فلسطين وسواها من المناطق».