عادل كرم… «هيدا حكي فاضي»

هنادي عيسى

قبل سنتين، بدأ عرض برنامج «هيدا حكي» على شاشة «mtv» اللبنانية، من تقديم الممثل عادل كرم الذي بنى شهرته عبر شخصيات كوميدية مثل «أبو رياض» و«ألفونس» و«وجدي» وغيرها. إنما مع انتشار ظاهرة البرامج الساخرة في العالم العربي، وتحديداً برنامج «البرنامج» للدكتور المصري باسم يوسف الذي وصلت أصداؤه إلى كل أنحاء العالم العربي. أحبت محطة «mtv» تقديم برنامج مشابه بالتعاون مع المخرج ناصر فقيه، الذي يملك مع شقيق عادل كرم شركة إنتاج، وكان «هيدا حكي»، الذي لم يستحوذ على إعجاب كلّ المشاهدين منذ الحلقات الأولى. إنما مع مرور الأسابيع، بدأ كرم يحقّق نجاحاً تصاعدياً، ما دفع بنجوم الصف الأول إلى الموافقة على الظهور في برنامجه من دون أيّ مقابل ماديّ، مثل راغب علامة وهيفاء وهبي ورغدة وغيرهم، بسبب نسبة المشاهدة المرتفعة التي حظي بها في الموسم الأول من «هيدا حكي». خصوصاً أنّ الانتقادات التي طاولت السياسيين والفنانين جاءت بمثابة «فشة خلق» للناس.

إنما في الموسم الثاني، وقع «هيدا حكي» في المحظور، وتسلّل الملل إلى فقراته، عدا الإساءات التي طاولت فنانين، والكلمات النابية التي تعدّت الخطوط الحمراء والإعداد الضعيف والحوارت الركيكة مع الضيوف. إذ يظهر عادل كرم في أحيان كثيرة مشتّت الذهن وعلى غير دراية بأرشيف الضيف الذي يجلس أمامه. وبدا جليّاً أن نسبة مشاهدة «هيدا حكي» تدنّت، سواء من أرقام شركات استطلاعات الرأي، أو من الشركات الإعلانية راعية البرنامج. إذ كانت هدايا الضيوف في الموسم الأول ذهباً وألماساً، وأصبحت في الموسم الثاني سمّاعات وألعاباً إلكترونية. وكلّ ذلك نتيجة السقطات المهنية التي وقع فيها فريق الإعداد، وآخرها تمثل بالسخرية من رجل في الثالثة والستين من عمره، أحبّ أن يعوّض حرمانه من حصوله على شهادة المتوسطة في الصغر نتيجة ظروف معينة. فكان أن أجرى الامتحانات الرسمية لنيل هذه الشهادة قبل أسابيع، ولم يمنعه عمره من خوض التجربة.

وبينما لقي طموح عبد الله طالب كل الترحيب من الناس والإعلاميين، إلّا أنّ عدم وعي فريق «هيدا حكي» جعل المقدّم عادل كرم يطلق العنان في سخريته من هذا الرجل. وبسرعة فائقة، تحوّلت القصة إلى قضية رأي عام، وجعلت محطة «mtv» وكرم يتصلان بطالب للاعتذار منه على الإساءة. إلّا أنّ الأخير رفض الاعتذار الشخصي، وطلب من البرنامج أن يكون الاعتذار عبر الشاشة أمام كلّ المشاهدين الذين عبّروا عن استياءهم لكلّ ما حصل. فهل يقوم عادل كرم بالاعتذار العلني يوم الثلاثاء المقبل؟

ينبغي ذلك، وإلّا عليه أن يدفن برنامجه، لأن «هيدا مش حكي»!