حردان: طرحنا موقفنا تجاه بعض الأمور وتوافقنا على ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي
زار رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان على رأس وفد ضمّ رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، رئيس المكتب السياسي الوزير السابق علي قانصو، وعضوي المكتب السياسي النائب مروان فارس، والنائب السابق غسان الأشقر، بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة في بكركي والتقى البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وجرى خلال اللقاء التداول في عدد من المواضيع، ووضع الوفد غبطة البطريرك في صورة موقف الحزب السوري القومي الاجتماعي تجاه بعض الأمور التي يراها غير منسجمة مع مواقفه وقناعاته.
وبعد اللقاء أشار حردان إلى أنه تمّ استعراض الأوضاع مع غبطة البطريرك واستحقاق انتخاب رئيس للجمهوريّة، وضرورة أن يتمّ هذا الاستحقاق في موعده.
وقال: «لقد أبلغناه موقفنا في هذا السّياق، وهو موقف متطابق مع موقف غبطته. نحن لسنا مع شغور الموقع الرئاسي، بل مع الانتخابات وتفاهم اللبنانيين».
وأضاف: «إنّ البلد في مأزق وموضوع الانتخابات في مأزق، ومواقف صاحب الغبطة معروفة، ونحن متوافقون معه على ضرورة إنجاز الاستحقاق في موعده. ولذلك لا بدّ من التفتيش عن صيغة تفاهم تجمع عليها الكتل النّيابيّة وإجراء انتخابات حتّى لا يبقى موقع الرئاسة شاغراً».
وتابع حردان: «أما بالنسبة إلى زيارة الأراضي الفلسطينية، نحن لدينا ثقة كبيرة بغبطته، ونقدّر مواقفه تجاه الأوضاع الوطنيّة والوضع الإقليميّ وتجاه ما يتعرّض له شعبنا في فلسطين من عدوانية ورعونة وقهر وزجّ في السّجون. لقد تناقشنا معه، وقدّمنا له رأينا وبعض الاقتراحات».
ورداً على سؤال حول موقف الحزب والرأي حيال زيارة البطريرك إلى الأراضي المحتلة، أكد حردان «أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي ليس مع هذه الزيارة».
جعجع
وكان البطريرك الماروني استقبل رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، الذي قال بعد اللقاء: «استعرضنا أنا والرئيس سعد الحريري خيار النائب العماد ميشال عون كرئيس توافقي ضمن الطروحات التي كانت أمامنا، ومن ضمن استعراض كل المرشحين لرئاسة الجمهورية، وقد أعطيت رأيي في الموضوع، وانتهى الأمر عند هذا الحد».
وأضاف: «آمل لو أنّ العماد عون ينزل إلى الجلسة غداً، ويحض النواب على التصويت له، وفي حال نال أكثرية الأصوات أي 65 صوتاً، فسأكون أول من يهنئه، ولكنّ المقاطعة غير مقبولة، والتعطيل للعبة الديمقراطية والانتخابات هو عملياً تعطيل لموقع الرئاسة، ووضع كل الناس أمام الحائط المسدود».
وعن طرح البطريرك الراعي التمديد للرئيس ميشال سليمان، قال جعجع: «لقد فاتحنا البطريرك بهذا الموضوع، ولكن تبين من التعداد أنه لا توجد أكثرية في المجلس النيابي ترغب في تعديل الدستور».
حلو
والتقى الراعي أيضاً المرشح لرئاسة الجمهورية النائب هنري حلو الذي شدّد على «ضرورة إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري». وأضاف: «أعلنت منذ لحظة ترشحي انفتاحي على الجميع لأنّ البلد يحتاج إلى مدّ الجسور وليس إلى وضع العراقيل».
الخازن
وزار الصرح، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي أكد: «أنه لا يجوز التراخي في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية لأنه الضامن الوحيد لانتظام قطاعات الدولة والتحقق من الضوابط التي تؤمن سير العمل في المؤسسات الرسمية، مدنية كانت أم عسكرية».
السفير الإيطالي
ومن بكركي، عبّر السفير الإيطالي جيوسيبي مورابيتو عن خشية بلاده من الفراغ وعدم حصول أي اتفاق لانتخاب رئيس للجمهورية.
وأكد أنه «لا بد من تفعيل الحوار الوطني بين مختلف المكونات اللبنانية للتوصل إلى اتفاق، وفي أسرع وقت ممكن ومن قلب البرلمان اللبناني الذي يحمل مسؤولية انتخاب رئيس الجمهورية، وهي مسألة لبنانية».
الفرزلي
ثم استقبل الراعي النائب السابق لرئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي الذي قال: «إنّ البطريرك الراعي مغتاظ جداً لأنه لا يريد الفراغ، ولا يريد كرسي الرئاسة بلا رئيس»، مؤكداً: «أنّ غبطته لا يتدخل بمواصفات الرئيس، وهو يعتبر أنه قام بواجبه لجهة حض اللبنانيين، وفي شكل خاص الشريحة النيابية المسيحية لدفع الأمور باتجاه صناعة الرئيس».
اجتماع المؤسسات المارونية
وكان الراعي ترأس صباحاً، اجتماعاً للمؤسسات المارونية الثلاث، وجرى البحث في الاستحقاق الرئاسي.
وصدر بعد الاجتماع نداء أكد: «حتمية إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري صوناً للميثاق الوطني وتجنباً للفراغ في سدة الرئاسة، وحفاظاً على مكون أساسي هو المكون المسيحي».
وذكر البيان النواب لأي طائفة انتموا بـ«أنّ تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية في موعده الدستوري، يخالف الدستور نصاً وروحاً والميثاق الوطني، ويهدّد الكيان»، محذّراً من «أنّ عدم انتخاب الرئيس في الموعد الدستوري من شأنه أن يضرب رأس هرم السلطات ويؤدي حكماً إلى شل عمل المؤسسات الدستورية».
وأكد المجتمعون في بيانهم على «إبقاء اجتماعاتهم مفتوحة لتحديد المواقف والخطوات التي من شأنها تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية عملاً بروح الميثاق الوطني والنصوص الدستورية».
خضر
ومساء أوضح الناطق الإعلامي باسم زيارة البطريرك الراعي إلى الأراضي المقدسة الأب جمال خضر، في حديث تلفزيوني، أنه «يخشى من تظهير الأمور على أنها تطبيع للعلاقات بين لبنان وإسرائيل ونعني في كلمة التطبيع، إظهار الأمور وكأنها طبيعية وكأن لا احتلال أو عداوة بين البلدين».