مكتبة الأطفال العمومية في اللاذقية… واحة تسلية ومعرفة
مي قرحالي
أنشأت مكتبة الأطفال العمومية في اللاذقية مؤخّراً، مسرحاً للدمى يقدّم رسائل إنسانية ووجدانية تربوية وسلوكية كثيرة بطريقة لطيفة ومحبّبة لدى الأطفال وقريبة منهم.
وأوضحت عدوية ديوب، المديرة التنفيذية في المكتبة، أنّ المكتبة استحدثت أيضاً نافذة لبيع منتجات المكتبة الورقية والفنية، إضافة إلى خمسة إصدارات خاصة بالمكتبة «قصص أطفال» حتى الآن، وهي تُطرح على الزوّار، إضافة إلى بعض الكتب، بالتعاون مع دور نشر مختلفة، وتقدَّم للأطفال بنسبة تعود لدعم الأنشطة المجتمعية في المكتبة.
وقالت ديوب إن مكتبة الأطفال العمومية هي المكتبة التفاعلية الأولى في سورية، وتضمّ عدّة أقسام هي: الاستقبال، السينما، الكمبيوتر، الطفولة المبكرة، الطفولة المتوسّطة، وقسم اليافعين، وقسم الكبار المرافقين للأطفال، إضافة إلى قسم لغات إنكليزي وفرنسي وروسي، ومؤخّراً مسرح الدمى.
وأشارت ديوب إلى أن الجزء الذي يعوّل عليه كثيراً، هو الجزء التفاعلي، أي الأنشطة المنوّعة. وهي غنية وتتفرد بها المكتبة لأنها وفق معايير تلتزم بها المكتبة أثناء تقديم النشاط، وهذه المعايير هي: الجودة، وعدم التكرار، والفاعلية، والخبرة سواء خبرة المتطوّع أو الاختصاصي الذي يقدّم هذا النشاط للأطفال من خلال المكتبة . مضيفةً أن لدى المكتبة أيضاً نشاطَ قراءة قصة بشكل يوميّ، وهذا النشاط استُحدث من باب الترويج للكتاب. كما أن كل الأنشطة تواكبها أو تسبقها فقرة قراءة كتاب يقوم بها المشرفون في المكتبة.
وتحدّثت ديوب عن الأنشطة المتنوّعة كالأنشطة التطبيقية والفنية والمسرحية والخزفية، وهي أنشطة تنمّي مهارات وخبرات كثيرة تخصّ الشرائح العمرية الصغيرة.
وتستقبل المكتبة الأطفال من عمر ست سنوات، لكن البرنامج الذي يحمل توجيهاً ودراسةً أو معياراً تعليمياً جيداً، يبدأ من السنتين ونصف السنة وما فوق، إذ تقدّم المكتبة مهارات لغوية ورياضية وذهنية كثيرة يحتاج إليها الطفل، إضافة إلى جملة البيئات التي تدفع بالعملية التعليمية إلى الأمام وتضعها في مصاف راقية في البيئة الوجدانية والبيئة السلوكية السليمة، سواء بالتعاطي مع المحيط ومع الأشخاص ومع الأقران، والتي تقدّم جملة من المعايير ومن القيم السلوكية المطلوب غرسها والعمل عليها مجتمعياً، وهي التعاون والنظام والاحترام وتبادل الرأي وغيرها.
وقالت ديوب إن هناك نشاطاً للأمهات وللكبار. «وفي كل الأنشطة نكون دقيقين جدّاً في انتقاء الفكرة».
وأوضحت ديوب أن المكتبة عامة مفتوحة للجميع من العاشرة صباحاً وحتى الرابعة بعد الظهر، وتعمل وفق تصنيف عالميّ للكتب، «غير أننا اعتمدناه بشكل مبسّط أكثر، إذ استخدمنا الألوان لتمييز اللغة عن الجغرافيا عن العلوم عن التكنولوجيا وعن غيرها». وأضافت أنّ هناك برنامجاً شهرياً للمكتبة منها المأجور وغير المأجور، ويوزّع بشكل دوري في المكتبة. أما باقي الخدمات من قراءة الكتب إلى الاستماع للموسيقى إلى مشاهدة الأفلام أو التجوّل في المكتبة، فكلّها متاحة للجميع وبشكل مجاني.
ولفتت إلى وجود ألعاب خشبية للأطفال حتى سنّ الخامسة، وهي أيضاً تقدّم مفهوماً علمياً كالألوان والأحرف وأجزاء الجسم وأقسام البيت والمفاهيم التي تخصّ هذه الشريحة العمرية. مشيرةً إلى أن بطاقة الانتساب إلى المكتبة تخوّل صاحبها استعارة الكتب إلى المنزل لمدة 21 يوماً.
وقالت ديوب إن المكتبة تحتوي على حوالى 13 ألف كتاب، بعض عناوينها مكرّر، واللغة الأمّ هي الحاضرة بشكل أساس، إضافة إلى الانكليزية والفرنسية والروسية. وهي تغطّي كل الشرائح العمرية. وهناك بعض الدوريات أيضاً من باب استقطاب الأهالي، إضافة إلى الأفلام الوثائقية وأفلام «بيبي آينشتاين»، وهي موجّهة إلى الطفولة المبكرة، كما تضمّ المكتبة تسجيلات عن حفلات موسيقية عالمية نوعية، وأفلام موجهة خصيصاً إلى الأطفال، وهي كلّها مترجمة ومدبلجة، لأنه «حتى الآن وللاسف لا أفلام عربية موجّهة إلى الأطفال».
ولفتت ديوب إلى أن للمكتبة برامج تقوية داعمةً، منها للمنهاج المدرسي ومنها اللغوي دورات محادثة للصغار والكبار ، وهناك أيضاً أنشطة باللغة الإنكليزية تعتمد على خبرة الطاقم والاختصاصي والمتطوّعين. وقالت إن المكتبة تستقبل 300 زائر يومياً بشكل وسطيّ، وأنها تحاول التكيّف مع البرنامج المدرسي ومواكبة المناسبات والأعياد الدينية والوطنية، لأن كلّ ذلك يعدّ جزءاً من الربط المجتمعي في المكتبة.
يذكر أن مكتبة الأطفال العمومية هي جمعية أهلية مستقلة أُسّست عام 2013 على رغم أنها تعمل منذ 2007، إذ كانت تابعة لجمعية «قوس قزح».