ثلاثي أضواء الإرهاب ومداراتها
لمى خيرالله
أطلّ ثلاثي أضواء الإرهاب مؤخراً في حلقة مروعة جديدة لكنها لم تكن مفاجأة لفُلكه وليست بعيدة من مداراته، فقد دارت حول مجزرة نفذها عناصر من «جبهة النصرة» بقيادة المدعو أبو الوليد التونسي ليكون مسرحه هذه المرة بحق مواطنين سوريين من الطائفة الدرزية في قرى قلب لوزة وقرقبيزا في الريف الادلبي.
وعلى سبيل النكتة السوداء وفي محض التبرير لما كان أقرت «النصرة» جناح تنظيم القاعدة في سورية وفي بيان لها ضلوع أفراد منها في قتل قرويين دروز بشمال غربي سورية الأسبوع الماضي مكتفية بالقول إن عناصرها خالفوا التوجيهات وسيقدمون للمحاكمة معتبرة ما حدث حادثاً فردياً اندلع بسبب محاولتهم مصادرة منزل، ومشيرة الى أنه خطأ كبير غير مبرر، متوعّدة كل من تورط في تلك الحادثة بتقديمه لمحكمة شرعية ومحاسبته على ما يثبت في حقه من دماء.
بيان «جبهة النصرة» جاء متماهياً شكلياً مع فن تكتيك القراءات الاستراتيجية للسياسي الدرزي اللبناني وليد جنبلاط أما واقعياً كان تنفيذاً للبانوراما التي تحدث عنها أمير «جبهة النصرة» المعتدلة أبو محمد الجولاني على قناة «الجزيرة»، والذي قال عن الدروز إنهم كفار وإنهم في مأمن إن عادوا عن معتقدهم وإن لم يعودوا فهم كفار!! من دون نسيان حكم الكفار في الجماعات الجهادية التي جاءت أولى دلالاتها بارتكاب المجزرة.
ومن باب اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية اعتبر وليد جنبلاط أن الحادث ليس طائفياً في خطاب جاء ضمن بروباغاندا تسويق «النصرة» وطالب بحل القضية عبر الاتصالات السياسية مع القيادات المحلية والاقليمية موفداً وائل ابو فاعور الى تركيا في سبيل ذلك.
مدينة السويداء – التي نجت إلى حد كبير من ويلات الحرب أضحت اليوم في مرمى نظر المسلحين وثالوث الشر «الاسرائيلي» حيث عبّر الرئيس الصهيوني، ريئوفين ريفلين، عن قلقه للولايات المتحدة بشأن مصير الأقلية الدرزية في سورية لتدخل «إسرائيل» وفي شكل مباشر على خط موضوع السويداء تزامناً مع ترويج وسائل الاعلام لـ«النصرة»
وعلى رأسها «رويترز» التي أفادت بـ «أن الجماعات المقاتلة هناك تضم جبهة النصرة وجماعات أخرى معارضة لا تتفق مع العقيدة الجهادية للنصرة مشيرة أنها ملتزمة بالتنوع في سورية»، ما يعني التزاماً بالتنوع بعد كلام الجولاني ومجزرة قلب لوزة، حيث جاءت المذبحة في ريف ادلب كأكثر حدث يستحق من العقلاء أن يتكلموا عنها في ضوء استعداد «جبهة النصرة» لمعركة ريف حماة بغية استنساخ تجربتها في ادلب على أمل الوصول الى محردة التي تصفها قادة المجموعات بمعقل شبيحة النظام… وهذا ما أكده أبو علي جبهة، القيادي في جيش الفتح بأن «الوجهة المقبلة لجيش الفتح سيكون سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، بالتعاون مع غرفة عمليات سهل الغاب المكونة مسبقاً، يليها الساحل السوري، وريف حماة الشمالي، فهل تخطط «النصرة» لمجزرة جديدة بحق المسيحيين في محردة بعد الدروز في قلب لوزة؟ وهل تصل زومبا «النصرة» الى هناك؟ تبقى الصفحة مفتوحة في رسالة تصرخ بوجوه الذئاب كفاكم ارتداء ثياب الحُملان.