وقف مشاركة «إسرائيل» في مناورات نيفادا بعد إيقاف تدريب جنود الاحتياط يكشف حجم أزمتها المالية الاقتصاد المترنح هو التحدي الذي سيواجه السيسي وليس الإخوان… ومخاوف من اغتياله
مثّلت الانتخابات المصرية وما يشوبها من تطورات أمنية وما سيواجهه الرئيس الفائز من تحديات إلى جانب إلغاء الجيش «الإسرائيلي» مشاركته في المناورات «ريد فلاج» الأميركية وزيارة البابا للأراضي المقدسة واستمرار قوات الاحتلال «الإسرائيلي» في مشاريع الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة واستنفار القوات الأميركية في صقلية لإجلاء الأميركيين من ليبيا، محاور افتتاحيات وتعليقات وتحليلات الصحف الأجنبية.
أعظم تحدٍ سيواجه المشير عبد الفتاح السيسي في حال فوزه في انتخابات الرئاسة المصرية لن يكون الإخوان المسلمون، وإنما الاقتصاد المترنح الذي أصبح في أسوأ حالاته نتيجة تفاقم أزمة الدين العام وارتفاع البطالة بنسب كبيرة إضافة إلى إضرابات العمال وتراجع مستوى الخدمات. يحصل ذلك في وقت تُثار فيه المخاوف من تعرّض السيسي للاغتيال ومن نشوب حوادث عنف مع اقتراب موعد الانتخابات، وسط توقعات غربية بفوز السيسي في ضوء نتائج التصويت في الخارج، ولن يجري ذلك تغييرات جذرية في سياسة مصر الخارجية تنعكس سلباً على المصالح الأميركية في المنطقة، ويتوقع أن يضطر السيسي إلى التعامل مع الأحزاب العلمانية الإصلاحية كشركاء سياسيين لمواجهة الوضع الاقتصادي الصعب وحالة عدم الاستقرار.
من ناحية ثانية فإن قرار الجيش «الإسرائيلي» بوقف مشاركته في المناورات في صحراء نيفادا الأميركية، إنما جاء بسبب عدم قدرته على تحمّل التكاليف المالية المترتبة، في وقت يعتبر هذا القرار الثاني من نوعه في غضون 48 ساعة بعد قرار وقفه تدريبات جنود الاحتياط بسبب الأزمة المالية، ويؤشر ذلك إلى حجم الأزمة الاقتصادية والمالية التي تطول الكيان «الإسرائيلي» نتيجة الأزمة التي اجتاحت الولايات المتحدة وحلفاءها وتقليص واشنطن إنفاقها العسكري في سياق إجراءات تقشف واسعة لمواجهة ارتفاع الدين العام الذي تجاوز الخط الأحمر ليبلغ عتبة 17.5 تريليون دولار.
وفي حين عُدّت الزيارة التي سيقوم بها بابا الفاتيكان للقدس المحتلة مثار انتقادات «إسرائيلية» وفلسطينية بسبب الأماكن التي اختار زيارتها، جاء عزم جيش العدو على إخلاء وتدمير 12 قرية فلسطينية جنوب الخليل وشرق جنوبي نابلس ليمثّل دلالة جديدة على التوجه «الإسرائيلي» القاضي بتهويد الضفة الغربية وحصر الوجود الفلسطيني في مناطق محددة في سياق المخطط المرسوم لإسقاط حل الدولتين والتمهيد لإعلان يهودية الدولة على كامل أرض فلسطين المحتلة، وإعطاء الفلسطينيين حكماً ذاتياً لإدارة شؤونهم.
إلى ذلك شكلت الخطوة الأميركية بمضاعفة قواتها في جزيرة صقلية لإجلاء الأميركيين من ليبيا مؤشراً إلى حجم القلق الذي بدأ ينتاب واشنطن من اتجاه الأمور نحو الأسوأ.