السعودية تعرقل وفد الحوثيين… وتضمّ قيادياً من «القاعدة» إلى فريق هادي السويداء تقاتل مع الجيش والقوميين والمقاومة وتسقط الحياد الجنبلاطي

كتب المحرر السياسي

فيما تعثر لليوم الثاني على التوالي بدء أعمال مؤتمر جنيف للحوار اليمني الذي ترعاه الأمم المتحدة، نتيجة ما تسبّبت به العرقلة السعودية لوصول الوفد الذي يمثل الحوثيين إلى جنيف، وتعقيد تنقلهم بين مطارات دول تتأثر بالتدخلات السعودية المدفوعة سلفاً، بينما العبث السعودي بلا موضوع، فالمؤتمر سينعقد ويبدأ أعماله على رغم التعطيل، والحوثيون لن يغيّروا مواقفهم من عرقلة سفر طالما لم يغيّروا تحت نيران القصف المدمّر ونجحوا في ردّ الصاع صاعين، ولن ينجح السعوديون بتغطية خسائرهم المعنوية والمادية مع انكشاف هشاشة جيشهم وقدرتهم على خوض الحروب، بعدما نجح الحوثيون في السيطرة على أماكن لم تكن بين أيديهم قبل الحرب بدلاً من أن تنجح الحرب في إخراجهم من الأماكن التي كانوا فيها قبلها، فكيف والحرب تدخلهم داخل الحدود السعودية وتنهار أمامهم الدفاعات السعودية.

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شدّد على السعي إلى هدنة عاجلة بالتزامن مع إطلاق المؤتمر لأعماله، عشية بدء شهر رمضان، بينما يبدو السعوديون في وضع حرج لا يتحمّل قبول الهدنة ولا يستطيع فرض الشروط ولا يقدر على التعايش مع التصعيد الحدودي، ويعجز عن الفصل بين وفد منصور هادي وجماعات «القاعدة» الذين تصدّروا وفد جنيف لجماعة هادي بطلب سعودي، وعلى رأسهم رئيس حزب الإرشاد السلفي، عبد الوهاب الحميقاني، المصنف كإرهابي على اللوائح الأميركية والأممية، ودخل ببرَكة الموقف السعودي إلى قاعات الأمم المتحدة وبحضور السفير الأميركي، لأنه ما لم تشارك جماعة «القاعدة» فلا قدرة على وقف النار من دون رضاهم طالما أنهم يمسكون بالميليشيا التي تقاتل بِاسم المقاومة الشعبية التابعة لمنصور هادي.

بالتزامن مع المسيرة الشائكة للحوار اليمني، وتلقي الخيار السعودي مزيداً من الضربات السياسية والعسكرية، وتحوّله نحو الصبيانية والهستيريا، في ردود الأفعال، كانت مشاريع العبث «الإسرائيلية» والجنبلاطية في محافظة السويداء السورية، تتلقى هي الأخرى صفعة قوية، على رغم الدعم والتمويل السعودي لها، حيث انضمّ آلاف الشباب من أبناء المنطقة إلى صفوف المقاتلين وراء الجيش السوري، ومعهم الفصيلان الأبرز في القتال، حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي، بينما التحق الآلاف من المتخلفين عن خدمتهم العسكرية إلى شُعب التجنيد لاتخاذ مواقعهم القتالية في وجه الجماعات التابعة لكلّ من «جبهة النصرة» و«داعش».

سياق الخسائر والانهيارات في المشاريع الهادفة لتعميم الخراب، سجل في لبنان نقلة نوعية، على يد المقاومين الذين افتتحوا معركة جرود عرسال، وضيّقوا الخناق على جماعة «النصرة» التي تسيطر على بلدة عرسال وتحتلها، في انتظار أن يتولى الجيش اللبناني مهمة تحريرها.

على إيقاع إنجازات المقاومة في جرود عرسال انعقدت جولة حوار جديدة بين حزب الله وتيار المستقبل، لتأكيد المؤكد حول أهمية الحوار ودعم الخطط الأمنية.

جلسة هادئة في عين التينة

على وقع التصعيد المستمر في الحملات المتبادلة بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» على خلفية ملفي عرسال والحكومة، انعقدت جلسة الحوار الثالثة عشرة مساء أمس في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن حزب الله، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل، بحضور وزير المال علي حسن خليل. وعرض المجتمعون التطورات والأوضاع في البلاد، وجرى التأكيد على ضرورة استمرار الحوار ومتابعة الخطط الأمنية، وإيجاد المناخات الملائمة لعمل المؤسسات الدستورية.

وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» «أن أجواء الحوار كانت هادئة وايجابية وتركز النقاش فيها على العموميات ولم يدخل في العمق»، ولفتت إلى «أن المجتمعين شددوا على الخطر الذي تمثله الجماعات الإرهابية. وتم الاتفاق على عقد الجلسة المقبلة مطلع الشهر المقبل.

اتصالات لإيجاد مخرج للأزمة الحكومية

حكومياً، لا يزال الجمود سيد الموقف في ظل تمسك تكتل التغيير والإصلاح بموقفه من التعيينات الأمنية.

وفي السياق، أكدت مصادر وزارية لـ«البناء «أن اتصالات مكثفة تجرى بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس الحكومة تمام سلام لمحاولة إيجاد مخرج للوضع الحكومي». وأكدت «أن الأجواء ما زالت ملبدة حتى الآن وكل طرف ما زال على مواقفه، واعتبرت أن تكتل التغيير والإصلاح وضع نفسه في هذا المأزق»، ولفتت إلى أنه إذا أصر رئيس التكتل العماد ميشال عون على موقفه فهذا الأمر متروك لتقدير الرئيس سلام الذي ربما سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء».

وأوضحت المصادر «أن أي جلسة لمجلس الوزراء تعتبر دستورية لتوافر النصاب القانوني وهو الثلثين كما تعتبر ميثاقية لوجود كل الطوائف فيها».

وأضافت المصادر «أن حزب الله ليس من مصلحته تعطيل الجلسات الحكومية ولو أراد ذلك لعطل جلسات الحوار مع تيار المستقبل ما يدل على أن لدى الحزب مصلحة وضرورة وطنية في انعقاد المجلس، وتوقعت «أن يقنع حزب الله العماد عون العدول عن رأيه».

وأشارت المصادر إلى «أن الرئيس بري هو صمام الأمان ويحاول بحنكته وخبرته السياسية أن يجد المخرج المناسب للأزمة الحكومية، وتوقعت «أن يتم إعطاء وعود لعون بإجراء تعيين لقائد الجيش في أيلول المقبل».

وأبدى وزير الشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي لـ«البناء» حرصه على بقاء كل المكونات السياسية بما فيها التيار الوطني الحر في الحكومة لأن المصلحة الوطنية تجمع الجميع».

ولفت الحناوي إلى «أن التيار الوطني الحر استعجل طرح موضوع تعيين قائد للجيش»، متسائلاً: « ماذا فعل العماد جان قهوجي لكي يعامل بهذه الطريقة»؟

وأكد «أن المنتوجات الزراعية والصناعية التي ترتبط بأرزاق المواطنين والتي يعتمد عليها الاقتصاد اللبناني كلها معطلة كالنقل البحري والهبات وغيرها بسبب تعيين موظف».

المعركة مستمرة في الجرود

على الصعيد الأمني، يواصل الجيش السوري والمقاومة تقدمهما في جرود عرسال، فيما يقوم الجيش اللبناني بتعقب الخلايا الإرهابية والمسلحين الذين يفرون من القلمون وجرود عرسال. وأصيب عدد من المسلحين اثر استهداف حزب الله لتجمعاتهم في وادي الخيل ووادي الحريق في جرود عرسال بالقذائف الصاروخية.

وتفقد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عناصر حزب الله في جرود رأس بعلبك وجرود عرسال وجرود بريتال وصولاً إلى جرود فليطا في القلمون. وبحسب صور نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر الشيخ قاسم باللباس العسكري بين عناصر الحزب في الجرود. وتأتي جولة الشيخ قاسم بعد نحو أسبوع على قيام رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك بجولة على المجموعات العسكرية التابعة للحزب في الجرود.

وقالت مصادر عسكرية لـ«البناء «أن العمليات العسكرية في جرود عرسال مرتبطة بتقدير قيادة المقاومة والجيش السوري»، وأشارت إلى «أن حزب الله يحاول استدراج مجموعات داعش إلى منطقة القتل».

وأكدت «أن الوضع العسكري في جرود عرسال هو لمصلحة المقاومة والجيش السوري»، ولفتت إلى «أن منطقة المعركة مع النصرة تختلف من حيث التكتيكات العسكرية عن المعركة مع داعش لأن المعركة مع النصرة كانت معركة تلال، في حين أن المعركة مع داعش تحتاج إلى السيطرة على النقاط بالتدرج».

وأوضحت «أن جبهة النصرة انتهت في القلمون وجرود عرسال والمقاومة وصلت إلى تخوم عرسال لكن حزب الله لن يدخلها نتيجة الحساسيات المذهبية».

وأشارت إلى «أن الجيش يضرب مواقع وتحركات المسلحين خارج بلدة عرسال، ولفتت إلى «أن جزءاً من مسلحي القلمون فروا إلى البقاعين الغربي والأوسط وإلى الشمال وباتوا يشكلون خطراً لذلك يقوم الجيش بملاحقتهم».

وعلى صعيد آخر قال مصدر وزاري لـ«البناء «أن الجيش حصن مواقعه منذ آب الماضي ووضع استراتيجية جديدة تمنع دخول المسلحين إلى البلدة».

وأشار إلى «أن هناك انقساماً سياسياً داخل مجلس الوزراء حول موضوع عرسال، لكن في الواقع الجميع يقف إلى جانب حزب الله في القضاء على تنظيم داعش».

وألقت مخابرات الجيش القبض على 4 سوريين في كامد اللوز وفي جب جنين في البقاع الغربي لارتباطهما بمجموعة إرهابية.

وعلقت مصادر في 8 آذار لـ«البناء» على كلام الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري يوم السبت الماضي «ماذا فعل حزب الله حين استبدل العداء للعدو الإسرائيلي بالعداء لـ«تيار المستقبل» ولكل من يخالفه الرأي في تيار «لبنان أولاً».

وسألت: «لماذا الحريري الذي يكن العداء لـ«إسرائيل» لا يدين التحالف السعودي الإسرائيلي؟ لماذا لم نسمع من تيار الرئيس سعد الحريري أي إدانة أو استنكار للقاء الأخير الذي عقد في واشنطن بين المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، والمقرب من العائلة الحاكمة في الرياض، أنور عشقي؟ ولماذا يلتزم تيار المستقبل الصمت حيال الدعم الطبي الذي تتلقاه النصرة من «إسرائيل»، ولا يكن العداء للتكفيريين»؟ مشيرة إلى «أن تيار المستقبل بات يشكل غطاء لجبهة النصرة»؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى