الطفولة شمس لا تغيب… فعالية ثقافية كُرمى لعيون تلامذة «مدرسة عكرمة»

نظّمت «مؤسّسة الشهيد» بالتعاون مع «الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان»، فعالية ثقافية وفنية متنوّعة لأطفال مدرستَي «عكرمة المحدثة» و«المخزومي» في حمص، بعنوان «الطفولة شمس لا تغيب»، وذلك في فندق «آرت هاوس» في دمشق.

تضمنت الفعالية التي يعود ريعها إلى أطفال الشهداء حصيلة عمل برنامج الدعم النفسي الذي قامت به «مؤسسة الشهيد» لمدة سنة كاملة مع أطفال مدارس «عكرمة» التي طاولها التفجير الإرهابي السنة الماضية، وتسبب باستشهاد عددٍ من الأطفال الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب هذا الوطن.

شملت الفعالية مشروعاً من الرسم والكتابة تحت عنوان «كلمتنا كلمة» بإشراف الفنان عصام الحسن. وتضمّن المشروع مجموعة من اللوحات التشكيلية والضوئية التي جسّد من خلالها الطلاب بريشاتهم وألوانهم الطبيعة السورية الجميلة من بحار وأشجار وحيوانات، إضافة إلى معرض تضمّن كتاباً لمجموعة من الأطفال.

واحتوى الكتاب الذي حمل عنوان «شموس لا تغيب»، نماذج من كتابات أطفال سوريين تعرّضوا لتجربة قاسية جدّاً لا تتناسب مع براءتهم، تدور حول أشياء حميمية تخصّ حياتهم الشخصية في البيت والمدرسة والشارع والحديقة، معبّرين عن خيالهم الواسع بأسلوب لا يخلو من الطرافة.

وكتبت الطفلة أمل الحسن من الصف السادس «إن الفرح هو شعوري المفضل، فعندما أنتصر أفرح، وعندما أجتهد أفرح أيضاً، ولدى كل شخص طريقة فرح رائعة. وأنا أعتقد أنه عندما أفرح أكون أفضل شخص في العالم وأقول في نفسي: لا أحد يستطيع التغلب عليّ».

أما الطفل جواد الحوراني من الصف السابع، فكتب: «فرحي مثل فرح الزهرة الجافة العطشى التي ستتبلل جذورها بالكثير من الماء».

أما الطفلة ليليان الحسن ذات السنوات العشر فكتبت: «أحبّ وطني وطبيعته الخلابة. وأجمل ما فيه العشب الأخضر. إنه يشبه النجوم اللامعة والورود الملوّنة».

وكتب الفنّان عصام الحسن في مقدّمة الكتاب إن هذا الكتاب بما يحويه على بساطته، لهو شكل من أشكال مقاومة العنف والموت. كما أعتبره دعوة إلى الحياة والفرح على رغم كلّ الظروف الصعبة التي نمّر بها، على أمل أن تشرق شموس هؤلاء الأطفال فعلاً ولا تغيب، لتنير سماء المستقبل حاملةً لبلادنا الحبيبة كلّ الخير الذي تستحقّه، وكل الجمال الذي أراه يتبرعم بين أكفّهم الطرّية وفي مآقيهم المرتبكة الآن».

وقدّم الفنان اللبناني غبريال عبد النور سفير الأمم المتحدة للسلام بصوته الأوبرالي الجميل مجموعة من الأغاني الوطنية والإنسانية التي عبّر من خلالها عن حبّه لسورية وتمنياته بعودة الأمن والأمان إلى ربوعها، معتبراً أن سورية ستنتصر على رغم كلّ ما تتعرض له من مؤامرات. ومن الأغاني التي أدّاها عبد النور: «سلام أيتها الحياة»، «هالجندي البطل»، «يا شام أتعبني الرحيل»، «مهما يتجرّح بلدنا»، و«نسينا لون النار» وغيرها.

وقالت المتخصّصة في الدعم النفسي في «مؤسّسة الشهيد» شذى لفلوف إن الهدف من هذه الفعالية إعادة الثقة إلى أطفال «مدرسة عكرمة» بعد التفجير الإرهابي الذي طاول مدرستهم السنة الماضية. قائلةً إنّ العمل كان مع هؤلاء الأطفال على مدار سنة دراسية كاملة، تضمّن مجموعة من الأنشطة الداعمة منها النفسي والترفيهي، وتمخّضت عنه لوحات تشكيلية وكتابات عبّرت عن أحلام الأطفال وآمالهم.

وأضافت لفلوف إن المؤسسة بصدد إعمار مدرسة تضمّ جميع أطفال شهداء محافظة حمص.

وأوضح مدير فرع طرطوس في «مؤسسة الشهيد» باسم أحمد أن هذه الفعالية جسّدت آمال أطفال «مدرسة عكرمة» وأحلامهم بعد التفجير الإرهابي الذي تعرّضت له مدرستهم السنة الماضية، وأن المؤسسة تعمل بشكل دوري على إنجاز مشاريع للدعم النفسي للأطفال والنساء في المناطق التي تتعرّض لأعمال إرهابية.

تلا الفعالية مزاد علنيّ على لوحة رسمها مجموعة من الأطفال يعود ريعها لأطفال الشهداء.

يشار إلى أن «مؤسسة الشهيد» هي مؤسسة خيرية اجتماعية تتخذ من مدينة حمص التي انطلقت منها مقرّاً لأمانتها العامة، ولديها فروع في عدد من المحافظات السورية. وأطلقت منذ تأسيسها شعار «خدمة الشهيد في أهله» من خلال جملة من المشاريع الإنمائية تهدف إلى تخديم الفئة المستهدفة من قبل المؤسسة وهم «ذوو الشهداء من مدنيين وعسكريين إضافة إلى الجرحى وذويهم». وتملك المؤسسة مجمّعاً طبّياً وصيدلية يقدّمان الرعاية الصحية للقاصدين بجودة عالية وبأسعار مخفّضة، ومعملاً للخياطة يوفّر فرصة عمل لكثيرين من ذوي الشهداء وغيرهم.

أما «الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان» فهي هيئة حكومية تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، وتعمل على بناء أسرة سورية قادرة على المساهمة في بناء المجتمع المعاصر وتطوّره، وتأخذ على عاتقها متابعة جميع القضايا المتعلقة بحقوق الأسرة وتعزيز مكانتها وزيادة وشائجها وروابطها للوصول إلى عائلة سورية سليمة، بما ينعكس إيجابياً على التقدم الحضاري في المجتمع.

حضر الفعالية عدد من الشخصيات الدينية والفنية والأهلية وحشد من المهتمين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى