قرأنا لكم
هنا
قمحٌ بلون الدم
وبحر جفّت زرقتهُ
وبندقية صدئة بِيَد جنديّ
يقول للأموات:
بين جثثكم، أضعت اسمي.
هنا
أرواحٌ عاريةٌ
تبحث عن بداية توقظ بها النهاية
لعلّها تأتي
وسيارةٌ لا لون لها تقلّنا إلى الموت
من دون مقابل
وروحٌ تشتمُ سائق السيارة، تقول لهُ:
لقد نسيتُ لحظة الانفجار
أن أجمع ما تبقّى من لحمي.
هنا
عجوزٌ تبكي في موتها
لأنّها لم تكمل حكاية ليلى والذئب لحفيدها
وليلى تقول للذئب:
خذني بين يديك، من أسلحتهم.
خذني بين فكّيك من قذائفهم.
وأمٌ تموء كقطّة
تُطرّز ثوب العرس لفتاةٍ
لن تكون زوجةً لابنها الغائب
تقول للموت:
تبّاً لقذراتك… لقد سرقت حلمي
هنا
شابٌ بعمر الورد
ولكنّه، ذبل مبكراً
يهمس للمجهول:
لو أنني لستُ مثلهم
لا اسم لي على بطاقتي الشخصية
لو أنني لستُ مثلهم
أموت بهدوء، كسمكةٍ وسط البحر
لا تتخبط على تربة الشاطئ
لو أنني لستُ مثلهم
يتيمٌ كالحجارة،
كي لا تبكي حين أموت… أمّي
هنا
شاعرٌ يمدح الموت
لا رسائل من حبيبةٍ تأتي
والحبر على رصيف الطريق دمٌ
والموت يحاصره… ويحاصرني
لقد تاهَ عنّي
لقد أجّلني بينما أنهي مدحه
بينما يعود إليّ من حبري دمي
هنا
لا أحد هنا
لقد ضلّت الحياة طريقها إلى وطني!
مصطفى ديب