بريطانيا تموّل الكتاب المدرسي الوطنيّ
وقّع وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب وسفير بريطانيا لدى لبنان توم فليتشر، مذكرة تفاهم تقضي بتأمين الجانب البريطاني هبة مالية كافية لتغطية طباعة سلاسل الكتاب المدرسي الوطني المعتمد في المدارس الرسمية، للتلامذة اللبنانيين والنازحين من سورية المسجلين في المدارس الرسمية، لمرحلة التعليم الأساسي، أي الفئة العمرية ما بين 6 و15 سنة.
بعد التوقيع وتبادل النسخ، عُقد مؤتمر صحافيّ لشرح تفاصيل الهبة، وقال بو صعب: «يسعدنا أن نوقع اليوم مع سعادة السفير، مذكرة التفاهم المتعلقة بتغطية تكاليف طباعة سلاسل الكتاب المدرسي الوطني الصادرة عن المركز التربوي للبحوث والإنماء، والمعتمدة في المدارس الرسمية للتلامذة اللبنانيين والنازحين من سورية، والمسجلين في المدارس الرسمية، سواء أكانوا سوريين أو فلسطينيين، وتبلغ قيمة هذه الهبة نحو أربعة ملايين جنيه استرليني، والتي كان صدر في شأنها قرار من مجلس الوزراء في الحكومة السابقة قضى بقبول هذه الهبة، باستثناء كتاب الجغرافيا.
وبما أننا كنّا حريصين على ألا نقبل هبة منقوصة، تابعنا الاتصالات مع سعادة السفير الذي يمثل الجهة المانحة، وعبّرنا عن الإصرار على ضرورة تغطية تكاليف الكتب المدرسية كلّها من دون أيّ استثناء، وكان متجاوباً، وقام مشكوراً بتأمين الكلفة الإضافية التي تكفي لتغطية الكتاب المستثنى عن طريق إحدى المنظمات الدولية، عند ذلك طلبنا من مجلس الوزراء في الحكومة الحالية تعديل المرسوم المتعلق بقبول الهبة، ليصبح شاملاً الكتب المدرسية كافة لمرحلة التعليم الأساسي، والتي يفيد منها التلامذة من عمر ست سنوات وحتى خمس عشرة سنة 15، وبالتالي ألغينا الاستثناء».
وتابع بو صعب: «إن مناهجنا وكتبنا المدرسية تعبير عن سيادة الدولة على أبنائها، كما أنها تعبّر عن القرار الوطني الجامع باعتماد الكتب التي تخدم توجهاتنا في إعداد مواردنا البشرية بحسب المسلّمات الوطنية التي أجمعنا عليها، وكان قرارنا بعدم قبول أيّ استثناء، تعبيراً عن حرصنا على سيادتنا التي لا نقبل المساس بها مهما كان الثمن».
ثمّ شكر بو صعب بِاسم الحكومة اللبنانية وبِاسمه الشخصي، الحكومة البريطانية «لهذه المساهمة الكريمة التي تغطي تكاليف الكتب المدرسية لنحو 300.000 تلميذ لبنانيّ تتراوح أعمارهم بين 6 و15 سنة مسجّلين في المدارس الرسمية، كما تغطي تكاليف الكتب لنحو 58.000 طفل لاجئ سوري في مدارسنا الرسمية، و7000 طفل لاجئ فلسطيني، يضاف إليهم نحو 32.000 طفل لاجئ سوري يدرسون في مدارسنا الرسمية خلال دوام بعد الظهر».
وقال: «إنّ هذه الهبة التي شملت تلامذة لبنانيين وسوريين في مدارسنا الرسمية، غطّت جزءاً من التكاليف التي كانت تتحمّلها الخزينة اللبنانية لتغطية ثمن الكتب المدرسية لمرحلة التعليم الأساسي، ضمن التزامنا تقديم التعليم المجاني في إطار إلزامية التعليم ومجانيته التي يطبقها لبنان تدريجياً».
وتحدث فليتشر لافتاً إلى أن المجلس النيابي مزدحم بالشخصيات من أجل العمل على انتخاب رئيس للبلاد، «ونحن نعمل بدورنا على إيجاد حلول لمسائل تتعلق بالمواطن اللبناني وهي مسائل تربوية وتعليمية».
وروى فليتشر قصة لقائه فتى يدعى «علي»، التقى به في زحلة ـ البقاع، وهو يتمتع بالحيوية والاستعداد للرياضة وكرة القدم، كما أنّه يهوى دراسة الرياضيات. وقال: «تحدثت إلى والده وسألته عن أكثر الحاجات الملحّة التي يطلبها للعائلة، وظننت أنه سيطلب الطعام والدواء، لكنه طلب فقط الكتب المدرسية بإصرار، وتأكدت أنه ينتظر حصول ولده على الكتب المدرسية التي يحتاجها للذهاب إلى المدرسة، فهو لا يملك المال ليأتي بها».
وأكد فليتشر أنه «عندما نقدّم الكتب للتلميذ، فإننا نقدّم له أجنحة ليطير بها ما يعني أننا نقدّم له المستقبل، من هنا كان اقتناعي بأن نوفّر للأولاد فرصاً متساوية مع الآخرين في الحصول على التعليم، وأعتقد أنّ علي نموذج عن نحو 300.000 تلميذ لبناني أو سوريّ».
وختم فليشر: «إننا ندعم الاستقرار في فترة عصيبة تمرّ بها المنطقة، ونعرف التحدّيات التي يواجهها المواطنون في لبنان، كما أننا مؤمنون بمستقبلهم وبمستقبل لبنان وجميع الأطفال في المنطقة».