ساحات دمشق القديمة تحتفي بيوم الموسيقى العالميّ

محمد سمير طحان

احتضنت ساحة «المسكية» عند الجامع الأموي، وساحة «كنيسة الزيتون» في دمشق القديمة، على مدى يومين متتاليين، فعاليات موسيقية أقامتها مديرية التراث الشعبي في وزارة الثقافة السورية، بالتعاون مع «الجمعية الشبابية السورية للتنمية الثقافية» و«جمعية أبناء سورية الأمّ»، احتفاءً بيوم الموسيقى العالمي.

وتضمّنت الفعاليات عزفاً موسيقياً من عدّة فرق موسيقية منها: فرقة «كشافة كنيسة الزيتون»، و«فرقة الرسالة للنشيد والتراث الصوفي»، و«فرقة سكّر مالح» المؤلّفة من عازفين شباب، و«فرقة مزاج» المؤلفة من عازفين من طلاب المعهد العالي للموسيقى، إضافة إلى عزف منفرد من قبل عدد من العازفين الشباب الهواة في حديقة الشهداء السريان «القشلة»، في باب توما، وتضمّنت عزفاً على آلات العود والكمان والبزق والربابة.

وجاء البرنامج الفني للفعالية متنوّعاً بحسب كل فرقة وما تقدّمه من أنواع الموسيقى. إذ قدّمت فرقة «كشافة كنيسة الزيتون» النشيد السوري والأغاني الوطنية والتراثية من الموسيقى العالمية. وعزفت «فرقة الرسالة للنشيد والتراث الصوفي» موسيقى وموشحات من التراث الأندلسي والصوفي. أما «فرقة مزاج» فقدّمت عدداً من الأغاني المنوّعة بصوت المغنية آية مهنا. وشدا المغنّي مالك غريغو مع «فرقة سكّر مالح» التي قدّمت أيضاً معزوفات من موسيقى التراث.

وأوضح حمود الموسى مدير التراث الشعبي في وزارة الثقافة أنّ هدف هذه الفعالية التراثية الفنية الموسيقية الشبابية احتفاءً باليوم العالمي للموسيقى بالتنسيق مع الجمعيتين، لهو نشر الثقافة الفنية والموسيقية بين الناس في ظل ما تتعرّض له سوريانا من حرب كونية، إضافة إلى رغبتنا بتوجيه رسالة لكل العالم أنّ السوريين دعاة سلام ومحبة وإنسانية، والموسيقى خير ما تمثل هذا الجانب لدينا.

وأضاف الموسى: اخترنا الفِرق المشاركة من خلال التنسيق مع الجمعيتين المشاركتين. وهذه الفرق تمثل التراث السوري المتنوع عبر عدّة لغات محلية في الفقرات الغنائية التي قدّمتها. كالآشورية والسريانية والكردية وغيرها، ومنها ما يعود إلى آلاف السنين بالتنوع الثقافي السوري وجماليته.

وأكد مدير التراث الشعبي أن المديرية ستعمل على تكريس هذا التنوع الثقافي والفني ووجوده بين الناس. لافتاً إلى أن وزارة الثقافة تدعم أيّ مبادرة شبابية ثقافية وفنية، لأنّ الشباب هم أمل المستقبل وهم الأهم في هذه الفترة التاريخية لبناء سورية الغد.

وأشار الموسى إلى أن الوزارة تولي أهمية كبيرة للتواصل مع هذه الشريحة الشابة والتفاعل معها لتحقيق إنجازات حضارية ثقافية وفنية. وليكون هناك دور للشباب الموهوبين في التأثير الايجابي على أبناء جيلهم وتحفيزهم للعمل والإبداع، إلى جانب السعي للخروج بهذه الفِرق الفنية نحو الناس في الشارع خارج الصالات المغلقة لإقامة الأنشطة الثقافية والفنية معهم ولهم.

بدوره، قال ركان ملحم، عضو «الجمعية الشبابية السورية للتنمية الثقافية» إن الفكرة جاءت كوننا بلد اول نوتة موسيقية في التاريخ. وأردنا أن نخبر العالم كلّه أن من واجبنا وحقنا الاحتفال بيوم الموسيقى العالمي. ثمّ أردنا أن نوجّه رسالة محبة وسلام للعالم في ظل الأزمة التي نعيشها، ونُظهر أنّ الشعب السوري شعب حيّ يحارب الفكر الظلامي بالثقافة والفنّ. كما أردنا توجيه تحية لرجال الجيش السوري ونقول لهم إن تضحياتكم لن تذهب هدراً، وإننا معكم وبفضلكم نستمر بالحياة ونقدّم الفن والموسيقى.

وأكد ملحم أن وجود «فرقة كشافة كنيسة الزيتون» إلى جانب «فرقة الرسالة للنشيد والتراث الصوفي» في فعالية واحدة يعطي رسالة للعالم بالتآخي الموجود بين أبناء سورية إلى جانب تقديم فرق فنية شابة لدعمهم والأخذ بيدهم ليكملوا مشوارهم ويصلوا بفنهم إلى الناس في الساحات والشارع، وإعطائهم الفرصة ليعبّروا عن أنفسهم وعن مواهبهم.

الحضور خلال أيام الفعالية كان كبيراً ومتحمساً لما تقدّمه الفِرق المشارِكة. وجاء من مستويات عمرية متعدّدة وشرائح متنوعة، ما يعكس تعطّش الناس لفعاليات فنية جميلة كهذه التي تقدَّم لهم في أماكن وجودهم بدلاً من الذهاب للصالات والمراكز الثقافية والفنية.

وعبّر عدد من الذين كانوا في الحفل من الجمهور عن رغبتهم في تكرار مثل هذه الفعاليات وتكريسها لتأخذ شكل الكرنفالات السنوية، ما يساعد في تعزيز إرادة الحياة لدى الشعب السوري، ويعطي صورة عن قوّته وحضارته وحبّه الحياة ومحاربة الفكر الظلامي والإرهابي بالفنّ والجمال والموسيقى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى