التلاعب بمواطن يطمح للاستمتاع بالرياضة حرام
حسن الخنسا
يترقب المواطن اللبناني بصمت مصيره في النواحي الحياتية كلها، فمن سلسلة الرتب والرواتب التي طال حبلها على جرار المجلس النيابي إلى انتخاب رئيس يحفظ البلاد والعباد، وقبلها تشكيل الحكومة التي سقطت من رحم الفقراء قبل أن تولد. أما اليوم فمنذ أسابيع واللبنانيون يترقبون مصيرهم بشأن كيفية مشاهدة مباريات كأس العالم 2014 التي تقام في البرازيل، وكل يوم يستفيق المواطن على «خبرية» جديدة، وذلك قبل أقل من 21 يوماً على الحدث المنتظر.
انطلقت منذ شهر تقريباً مفاوضات على أعلى مستوى بين الحكومتين اللبنانية والقطرية، لتأمين بث العرس الكروي محلياً ليتسنى للبناني ـ الذي يتميز بشغفه في متابعة الأحداث رياضية كانت أو فنية أو ثقافية ـ مشاهدة تفاصيل الحدث العالمي.
وفيما ذكرت وسائل الإعلام أول من أمس أن المفاوضات بين الطرفين اللبناني والقطري أدت إلى نتيجة إيجابية، مفادها نقل المونديال عبر ترددات التلفزيون الرسمي في لبنان، أكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ«البناء» أول من أمس أن المفاوضات لم تسفر عن شيء حتى الساعة، وقال إن الحكومة اللبنانية تسعى بشكلٍ جدي لإيجاد حلّ لهذه القضية، آملاً أن تأتي الساعات المقبلة بخبر مفرح للبنانيين. وختم جريج أن همه الوحيد كوزيرٍ للإعلام توفير الخدمة الأجود للبنانيين من دون كلفة إضافية، لا سيما أن الموضوع يجعل تلفزيون لبنان سباقاً في نقل الحدث.
وأمس تصدر خبر «مية بالمية المونديال عـ«تلفزيون لبنان»» المواقع اللبنانية التي أكدت أن الخبر وردها من مكاتب الوزارة المعنية. وأوردت المواقع أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعث إلى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني رسالة قبل أيام، يطلب فيها إهداء البث محلياً للبنان بعدما كانت وزارة الإعلام اللبنانية قد بدأت المفاوضات مع وزارة الإعلام القطرية قبل فترة. وتابعت أن صباح الخميس 22 أيار، تلقت وزارة الإعلام اللبنانية من نظيرتها القطرية طلب التردّدات التي يستخدمها تلفزيون لبنان للبث لتحويل الصورة من «بي إن سبورت» إلى تلفزيون لبنان، وأكدت أنه بات متاحاً للجمهور اللبناني متابعة المباريات عبر التلفزيون الوطني.
وبعد لحظات من نشر تلك الإشاعات صدر عن شركة «سما» الوكيل الحصري لـ«بي إن سبورت»، نفي خبر حصول تلفزيون لبنان على حقوق بث المونديال.
وأصبح الشعب اللبناني كالكرة التي يتقاذفها اللاعبون في ملاعب المستديرة الخضراء، بين الشركات العالمية الكبرى التي تحتكر مونديالاً تحوّله عن أهدافه الرياضية السامية ليصبح ذا هدفٍ مادي بحت، وبين وسائل الإعلام اللبنانية والحكومات المعنية. فبالله عليكم كفاكم تلاعباً بهذا الشعب الذي يحلم بالاستمتاع بمباراة كرة قدم في ليلة هادئة بعد شقاء النهار.