معارضة القاهرة تجمع مناع والخطيب ووساطة مصرية

نضال حمادة ـ باريس

ما إن خرج وفد الائتلاف السوري المعارض من الاجتماع مع الرئيس الفرنسي حتى بدأت تظهر إلى العلن الخلافات الداخلية للائتلاف وكأنّ هناك من انتظر الوصول إلى باريس ليتحدث عما يجول في باله وفي رؤيته، بعيداً من الضغوط التركية والقطرية والسعودية، وعن أن لفرنسا موقفاً لا يقلّ حدة عن البلدان الثلاثة المذكورة، غير أنّ حرية الكلام متوافرة فيها أكثر من غيرها.

بعض قيادات الصف الأول في الائتلاف أوضحت في جلسات مع فرنسيين وعرب بعد خروجها من الاجتماع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن الائتلاف لا يريد إسقاط النظام ولكنه يريد أن يجبره على التفاوض، وقال بعض الذين اجتمعوا مع بعض أعضاء الوفد الذي التقى هولاند، أنهم تحدثوا عن وعد قدمه الرئيس الفرنسي إلى وفد الائتلاف بتزويد المسلحين بصواريخ مضادة للطائرات، ما دفع أحد الفرنسيين إلى القول لفاتح جاموس: «إنّ الفرنسيين يكذبون عليكم ولن يحصل هذا أبداً».

وتشير مصادر قريبة من الائتلاف المعارض إلى أنّ الشخصيتين اللتين تكلمتا في الموضوع قريبتان من أحمد عوينان الجربا، غير أنه لا يعرف مدى علم جماعة الإخوان المسلمين بهذا الكلام، وليس من المعروف كيف ستتمّ ترجمته على أرض الواقع في غياب أي تفاهم دولي بحدّه الأدنى حول سورية وانشغال روسيا وأميركا بخلافهما حول أوكرانيا، وفي ظلّ انهيار بعثة الأمم المتحدة بعد استقالة الأخضر الإبراهيمي.

في الوقت نفسه كان بعض رموز المعارضة السورية خارج الائتلاف ينهون اجتماعات في القاهرة دامت ثلاثة أيام انتهت على ما يبدو بالاتفاق على فتح كوة تفاوض مع الدولة السورية، بمساعدة مصرية ما أن يتمّ انتخاب السيسي رئيساً لمصر، مصادر عليمة قالت لصحيفة «البناء» إنّ المصريين يريدون العودة إلى لعب دور في العالم العربي، خصوصاً في سورية حتى لو لم تخرج مصر من أزماتها، وقدم مسؤولون مصريون للمجتمعين وعوداً بالمساعدة في أية مفاوضات تجرى بين الدولة والمعارضة السورية.

حضر الاجتماع في القاهرة كلّ من: معاذ الخطيب، عارف دليلة، هيثم مناع، وليد البني، جمال سليمان.

وكان معاذ الخطيب قد قال في مقابلة نشرت على صفحته على الشبكة العنكبوتية في معرض اتهامه لدول وشخصيات بالعمل على استمرار الحرب في سورية: لن أذكر أسماء، وكلّ متابع لن تخفى عليه أسماء دول، ثم توابعها، والذي يجب الانتباه إليه أنّ بعض الدول تصفي حساباتها مع دول أخرى في بلادنا، وتحاول إيقاظ كلّ كوامن الصراع لاستمرار الوضع بما يخدم مخططاتها، وهذه الدول لا يهمّها نجاح أي عملية تفاوضية، لذا فهي تعرقلها، وتركز على التسليح نظرياً لتخرّب أي مسار سياسي، سينجح أو يفشل، وفي الحقيقة فإنها تخرّب من هنا ولا تقدم شيئاً من هناك إلا جَزَراً إعلامياً يقوم بدور كورتيزون سياسي للمعارضة الحالمة بوعود الأصدقاء الكاذبين.

في السياق نفسه قالت مصادر عليمة في باريس إن إيران قدمت عرضاً للأخضر الإبراهيمي قبل استقالته أن تقنع الحكومة السورية بتأجيل الانتخابات الرئاسية السورية، مقابل تحرك جدي في جنيف 2 وفي مجلس الأمن لمحاربة الإرهاب وللوصول إلى حلّ سلمي وإنهاء العنف والحرب في سورية ـ غير أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا رفضت الاقتراح الإيراني، وتضيف المصادر إن الإيرانيين اشترطوا على الإبراهيمي التخلي عن انحيازه والتوقف عن التصريحات غير المفيدة التي يطلقها، مقابل سعيهم لدى الحكومة السورية لتأجيل الانتخابات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى