بين «الإرهاب والمعتدلة» أميركا أمام إبراء الذمة

فاديا مطر

بدأت واشنطن تشعر بأن الاستقرار في الداخل السوري قد يلوح في الأفق وهو الأمر الذي لا ترغبه الولايات المتحدة، حيث يمثل استقرار سورية جانباً مهماً من استقرار الأنظمة العربية، ومن ثم عادت الاستراتيجية الأميركية لتقوية المعارضة وهو أمر يكشف وجهاً أميركياً قبيحاً لا يريد الخير للعرب.

فقد بدأ برنامج تدريب وتجهيز من وصفوا بـ «معارضين سوريين معتدلين» أوائل آذار 2015 فيما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في 14 حزيران الجاري أن الكونغرس الأميركي قرر تخفيض تمويل إحدى العمليات السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» لتدريب وتسليح المعارضة السورية. الذي وصفه مسؤولون أميركيون بأنه أحد أكبر العمليات السرية التي تتبناها الوكالة الأميركية والذي تقدر موازنته بما يقرب من مليار دولار.

وفي تطور جديد، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون ستيف وارن أمس أن الولايات المتحدة لم تحقق حتى الآن الهدف المعلن من برنامج تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة لمواجهة تنظيم «داعش» الارهابي. وقال وارن أول من أمس إن الهدف المعلن هو تدريب خمسة آلاف سوري سنوياً، لكن ما بين مئة ومئتي سوري فقط بدأوا هذا التدريب. وأضاف أن هؤلاء بدأوا التدريب فعلياً في الموقعين اللذين أقيما لهذا الغرض في الأردن وتركيا. وأكد وارن أن البرنامج عملية يصعب تنفيذها إلى حد كبير، مشيراً إلى ضرورة اختيار سوريين يريدون المشاركة فيها والتحقق من خبراتهم السابقة.

لكن العسكريين الأميركيين يواجهون خصوصاً صعوبات في اختيار المرشحين في شكل دقيق حيث تسعى واشنطن إلى تقليص أخطار ارتداد هؤلاء المقاتلين عليها، فيما أعلن وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر «لدينا ما يكفي من مواقع التدريب لكن في الوقت الحالي لا يوجد لدينا ما يكفي من المتدربين. وأشار رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال ماوتن ديمبسي إلى أن التدريب قد بدأ لتوه وانه لا يزال من السابق لأوانه التخلي عنه، تدريب المقاتلين فشل، وازداد بعدما خسر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتخابات التشريعة وحصل على نسبة لا تتيح له تنفيذ المشروع، ولم يبقَ امام الاميركي سوى الاعلان عن عجزه أمام انشاء قوة موعودة.

من غير الممكن حتى الساعة انشاء قوة عسكرية نافذة على الاراضي السورية تقاتل الارهاب المدعوم لوجستياً وتسليحياً من قام بإنشائها وتمويلها، فالقوة التي صنعها من ادعوا انهم يريدون الاستقرار والامن للشعب السوري من غرفهم السوداء بدأت تتضح معالم فشلهم مع اقتراب مشاهدة نهاية بالقدرة على تصنيع معادلات تحكمها النار ويحكم نتيجتها التراب.

كل ذلك وعلى وقع ما يحققه الجيش العربي السوري والمقاومة من نصر استراتيجي واضح المعالم ومع التصعيد العسكري الدراماتيكي بانتصارت وتقدم في الشمال وفي القلمون، هنا يحتل موقع سيد الموقف على الاراضي السورية والانتصارات المتتالية في الجغرافيا السورية التي تلوح انتصاراتها ضد الارهاب التكفيري «داعش والنصرة» الارهابية لتضع حداً لامتدادها هو كنتيجة استراتيجية اقليمية ودولية ستتحكم بعامل الزمن المتبقي هل هذا كله يسجل احباط بما سمي «المعارضة المعتدلة» وفقدان آمالهم الوهمية ليثبتوا وجودهم على الاراضي السورية؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى