عباس: القوميون الاجتماعيون حاضرون في كلّ ساحات الأمة لمواجهة الاحتلال والإرهاب
أقامت منفذية الطلبة الجامعيين ـ اللاذقية في الحزب السوري القومي الاجتماعي، احتفالاً حضره وفد من قيادة الحزب ضمّ عميد التربية والشباب عبد الباسط عباس، عضو المجلس الأعلى د. صفوان سلمان، وكيل عميد التنمية الإدارية أياد عويكة، منفذ عام اللاذقية فريد مرعي، منفذ عام الطلبة الجامعيين في اللاذقية ديب بو صنايع، عائلة الشهيد جود مخول، وحشد من القوميين والأصدقاء، وحمل الاحتفال عنوان «تحية إلى الشهيد جود مخول» الذي استشهد في آذار الماضي.
بعد الافتتاح، ألقت ناظر الإذاعة والإعلام في منفذية الطلبة روزيت موراني كلمة رحّبت خلالها بالحضور. ثمّ عُرض فيلم وثائقيّ قصير عن تطوّر عمل الطلبة في اللاذقية، وصولاً إلى إنشاء المنفذية. كما تضمّن الفيلم نبذةً عن حياة الشهيد مخول ودوره في تأسيس عمل الطلبة.
وألقت منى السقى، أرملة الشهيد مخول، كلمة وجدانية تحدّثت فيها عن الزوج والأب والرفيق، الذي أحبّ الجميع من دون استثناء، وكان مثالاً للإنسانية والعطاء.
وأضافت: «رافقتَ الأولاد في مسيرة حياتهم، أعطيتهم من فكرك وقلبك وروحك وساعدتهم ليكونوا أبناء الحياة، وربّيتهم على حبّ سوريا، وكانت لك الشهادة لتكتمل بها تضحياتك، فنَمْ قرير العين واسترح في ملكوتك، في عليائك، وانتظر سوريانا التي ستقوم من غفوتها وتنتصر، وسيعرف العالم من هو السوري الأصيل».
ثم ألقى بو صنايع كلمة المنفذية، وربط في بدايتها بين إنشاء المنفذية وبين استشهاد أحد المساهمين في تأسيسها، ورأى أنّ شهر أيار جمع في طيّاته نصراً معمّداً بالدم يوم التحرير، وألماً مكللاً بالشهادة يوم مجزرة حلبا، وخسارة مضرّجة بدموع التخاذل يوم «النكبة». «أيار هذا نثبت فيه عيداً جديداً لنا، فيه نطفئ شمعة ميلاد وحدتنا الطلابية الأولى، معنونين احتفالنا هذا: «تحية إلى الشهيد جود مخول».
وأضاف: «نحتفل اليوم لنذكر كلّ من ناضل لنصل إلى هذه اللحظة، لنشكر هؤلاء الذين تنكّبوا عناء العمل اليومي قولاً وفعلاً، ونقدّم الشكر لقيادة الحزب، لمنفذية اللاذقية، لكلّ مدير مديرية تولّى إدارة العمل الطلابي حتّى نشوء هذه المنفذية، شكراً لكلّ العاملين بهدي التعاليم النيّرة، لكلّ هؤلاء، لأنّ الفضل لهم مجتمعين في إنشاء هذه المنفذية. أما عنوان احتفالنا فللشهيد جود، لأنه من أهمّ مؤسسي هذا العمل، فكان ولا يزال بما تركه من منطق علميّ في الإدارة حاضناً عملنا وموجّهاً له، فهو النموذج الإيجابي الذي لا تقهره شدّة، هو الذي رسّخ فينا التعانق مع هذه المؤسّسة العظيمة، والأهمّ من كلّ ذلك، كان يعرف كيف يحوّل ما فينا من اندفاع وانفعال إلى طاقة للعمل المدروس المنظّم، فكان بكلّ ذلك قائداً طلابياً صلباً بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى».
وأكد بو صنايع أننا نقف معاً لنعلن للعالم مجدّداً أننا سنظلّ الالتزام في زمن التفلت، سنظلّ التماسك في زمن السقوط والانهيار، نجدّد عهدنا بأن نظلّ صمام الأمان لوحدة الحياة في مجتمعنا الواحد، لا ننجرّ إلى الدعوات الخطيرة، وفوضى العقائد. سنظلّ أبناء الحياة في زمن الموت.
وختم كلمته بتوجيه التحية إلى الذين يدافعون عن أرض سورية ووحدتها، ومواقفها القومية المقاومة.
وألقى منفذ عام اللاذقية فريد مرعي كلمة المنفذية، حيّا فيها العناصر الكبيرة والهمّة العالية، والروحية التي تبذل نفسها لقضيتها وعقيدتها، «ولولاها لما كنّا اليوم نحتفل معاً بإنشاء منفذية الطلبة… وخاطب الطلبة قائلاً: «لولا تحمّلكم وثباتكم وإيمانكم لما اجتمعنا اليوم هنا، على رغم كلّ المعاناة التي عصفت بكلّ منّا… أثبتم القدرة على الاستمرار وعلى التحدّي، الذي هو سمة من سمات القوميين الاجتماعيين، الذين لم يتخلّوا يوماً عن الصراع ولم يردعهم بطش ولا تهديد. قد تختلّ الموازين وتهتزّ الصور، لكن الحقيقة باقية بقاء الأزل، وهي أنتم أيها القوميون الاجتماعيون».
وأضاف: «إننا حزب الإنسان الجديد… نحن لسنا حياديين أو مستنكفين أو مستتبعين بمواقفنا، بل ملتزمون بقيَم الحق والخير والجمال. نحن إنسان جديد يطلّ على الفكر والثقافة المعاصرين، من موقع المشارك الفاعل صاحب الرسالة الجديدة، لا من موقع دونيّ أو إلحاقيّ. ودعا الجميع إلى الوقوف صفّاً واحداً في الدفاع عن أمتنا وقضيتنا ورسالتنا من أجل عزّة سورية ومجدها».
أما عباس، فألقى كلمة حيّا فيها الجهود التي أدّت إلى إنشاء منفذية الطلبة الجامعيين في اللاذقية، والتي خطت خطوات مميّزة وهادفة ومتقدّمة ومتألقة، فاستحقت التنويه من مركز الحزب لمرّات عدّة، في مرحلة استُنفرت فيها الغرائز وغُيّب عنها العقل، وأصبح التناقض الطائفي والمذهبي والعنصري والعرقي يحكم التصرّفات ويحرف البوصلة، التي تلامس طريق مستقبلنا وتحدّد أولويات جديدة، يتراجع فيها العداء للكيان الصهيوني الغاصب لمصلحة عداءات داخلية تحت حجج وأوهام الحرية والإصلاح.
ورأى عباس أنّ القوميين الاجتماعيين انخرطوا في معركة الانتصار على المِحن والصعاب التي اجتاحت هذه الأمة، فكانوا حاضرين في كلّ ساحات المعركة، وسطّر شهداؤنا ملاحم النصر والبطولة من الاستشهادية البطلة سناء محيدلي في جنوب لبنان، إلى شهداء الحزب في فلسطين والعراق والشام، وصولاً إلى الشهيد جود مخّول الذي كان معطاءً مناضلاً وختم رسالته بدمه.
وأضاف: «حين بدأت أحداث ما سمي بـ«الربيع العربي»، وتمركزت في كيانات الأنظمة الرسمية الموالية للغرب الاستعماري، مجسّداً بالولايات المتحدة الأميركية، وجد حكّام واشنطن أنّ الفرصة لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد أصبحت ممكنة، لضمان استمرار هيمنتها على ثروات المنطقة بعد تفتيتها وحماية الكيان الصهيوني الغاصب، ومنع بروز أيّ قوّة في المنطقة يمكن أن تتهدّد مصالحها مستقبلاً. وكانت القناعة مطلقة لدى القيادة الأميركية بأنّ سورية، بقيادة الرئيس بشار الأسد، هي العقبة الأساسية التي تفرمل مشروعها، لأنها قلب الأمة النابض الذي يحمي مقاومتها ويمدّها بمقوّمات الصمود والانتصار، وإذا كان نجاح المخطذط الأميركي يتطلب تدمير سورية الدولة والموقع والوظيفة والمؤسّسات والدور بكلّ ما تجسّده من ممانعة ومقاومة، فقد أصبح الرئيس الأسد القائد الذي يرى فيه الشعب النموذج المؤهّل لمواجهة مشاريع الغرب ومخطّطاته، خصوصاً بعد رفضه الرضوخ للإملاءات، وزاد من دعمه المقاومين، وفتح أرض سورية لاستقبالهم».
وقال: «بديهيّ أن يتصدّى الوطنيون الشرفاء للمؤامرة، فكان تلاحم الشعب مع قيادته وجيشه ثلاثية ذهبية في التصدّي لهذه الحرب الكبرى على بلادنا، فسطّر الجيش السوري مع القوى المقاوِمة ومنها الحزب السوري القومي الاجتماعي ملاحم بطولية كبرى تجلّت في الانتصارات الكبرى التي تحقّقت على كامل التراب السوري. وتوالي هذه الانتصارات يجب أن يُستكمل ويُتوّج بتجديد البيعة للرئيس الأسد الذي قاد عملية المواجهة تلك، وسيكون الثالث من حزيران يوماً تاريخياً لشعب سورية وقوى المقاومة في الأمة».
وفي نهاية الاحتفال، تسلّمت عائلة الشهيد مخول «وسام الوفاء» من عبّاس وسلمان، إضافة إلى درع تكريمية من منفذية الطلبة، كما قدّم أصدقاء الشهيد لعائلته ديواناً يجمع كتاباته.