شكوك وارتياب وترجيحات بالفبركة!

فدى دبوس

فدى دبوس

لا تزال قضية الفيديوات المفبركة تشكّل الموضوع الأبرز على ساحة مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، لا بل تعتبر الموضوع النجم الذي ينال أكبر قسط من تحليلات الناشطين. فالفيديوات المسرّبة وبعد الاطّلاع المكثّف عليها دفعت بالناشطين إلى محاولة فكّ شيفرة المشاهد المصوّرة، لعلّهم يستطيعون بذلك اكتشاف شيء جديد يمكّنهم من معرفة حقيقة ما وراء قضية تعذيب المساجين في سجن رومية. ومن يطّلع على تعليقات الناشطين يكتشف تركيزهم على ثلاث نقاط اعتبروها هفوات تدعو إلى الشكّ بفبركة الفيديوات.

نبدأ من النقطة والتي أشارت غالبية الناشطين إليها والتي نسمعها في الأحاديث المتداولة بين الناس، وهي عبارة «بوس الرجل» التي نالت الكمّ الأكبر من التعليقات. فبعد تعذيب من اعتُبر أنه من عناصر قوى الأمن لأحد المساجين، طلب من المسجون المعذّب أن يقبّل له رجله بإيعاذ من زميله الذي سانده في عملية التعذيب. التعليق لم يكن على فكرة تقبيل رجله، بل تناول لَكنة الشخص المستتر خلف الكاميرا والذي طلب من زميله أن يقوم بهذا التصرّف. وقد علّق الناشطون على الأمر مؤكّدين أن الشخص الذي يتكلّم لا يخاطب زميله باللهجة التي نعهدها بل بلكنة غريبة عن مسامعنا.

النقطة الثانية التي أبرزت هفوة ثانية في الفيديوات، هي أن الشخص الذي يقوم بالتعذيب والذي يُفترض أن يكون عنصراً من عناصر قوى الأمن ملتحٍ! وجميعنا يعرف أن اللحية ممنوعة على رجال الأمن والشرطة، فهل يعقل أن يكون رجل الأمن الموجود في سجن رومية ذا لحية كثيفة؟!

النقطة الثالثة التي ذكرها أيضاً ناشطون آخرون، أظهرت أنّ في أحد الفيديوات يظهر الشخص الذي يعذّب المساجين يتلقّى تعذيباً على يد أحد الأشخاص، أي المعتدي والمعتدى عليه هو شخص واحد! ما جعل الناشطين يتداولون في ما بينهم بعض الأقاويل التي تظهر أن الفيديو ربّما يكون مفبركاً من قبل المساجين أنفسهم، وذلك لالتماس بعض من تعاطف الناس والضغط على الحكومة للعمل على ملفّاتهم والسعي إلى التفاوض بشأن إخراجهم من السجن.

وأخيراً وليس آخراً وبعد جميع هذه التحليلات الخاصّة بالناشطين، اتّهم أخيراً الوزير ريفي حزب الله بتسريب أفلام التعذيب من السجون، قائلاً: «تم تسريب أربعة أفلام من داخل سجن رومية نشر منها اثنان و«حزب الله» وحده يمتلك بقية الأفلام وأنا مستعد أن أوفّرهم للناس». تصريح ريفي هذا والذي وصفه الناشطون بالناريّ، أثار غضبهم واعتبروا أن ريفي، المتّهم الأوّل بهذه القضية، يحاول كالعادة إلصاق التهمة بحزب الله نافياً المسؤولية عن نفسه، ما دفع أحدهم إلى القول: «مجنون يحكي وعاقل يسمع»، فإن كان فعلاً حزب الله هو المسوؤل عن تسريب هذه الأفلام من داخل السجن، فكيف يمكن له أن يدخل إلى قلعة أمن المعلومات؟!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى