الشامي: الحلّ لكلّ قضايا أمتنا يكون بتحديد الهوية تحديداً صحيحاً
أقامت مديرية الشهيد جميل سماحة ـ الخنشارة التابعة لمنفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي ندوة في مكتبها حول أوضاع الأمة الراهنة تحدّث فيها الإعلامي غسان الشامي، وحضرها عضو المجلس الأعلى في الحزب النائب السابق غسان الأشقر، الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، مدير دائرة المحامين ريشار رياشي، منفذ عام المتن الشمالي سمعان الخراط وأعضاء هيئة المنفذية، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي، مدير المديرية أنطون رياشي، الأب إميل مجاعص، وجمع من القوميين والمواطنين.
افتتحت الندوة بالنشيدين اللبناني والحزبي، ثم كلمة لناظر الإذاعة والإعلام هشام الخوري حنا، رحب فيها بالحضور، ولفت إلى أنّ الغاية من المحاضرات التي تنظمها المنفذية هي تصويب الرؤى نحو الهدف المنشود، وتحديد المخاطر التي تتهدّد مجتمعنا ووحدته وسبل مواجهتها، لافتاً إلى أننا أبناء عقيدة نهضة المجتمع، نهضة وضع فضائلها أنطون سعاده، داعياً إلى الصراع الفكري لرفع الإنسان إلى قمم الوعي والإبداع، من أجل صون الهوية ووحدة المجتمع، ومواجهة كل مفاعيل الاستعمار والانتداب والاحتلال ومفاعيل «سايكس ـ بيكو» و «بلفور».
واستهلّ الإعلامي غسان الشامي محاضرته بالتأكيد على ضرورة قراءة الواقع والأخطار المحدقة ببلادنا، حتى تكون المواجهة فاعلة، وفي إطار خطة منظمة، لافتاً إلى أنه بعد «سايكس بيكو» لم يعد هناك من وجود للدولة الوطنية.
وأشار الشامي إلى أنّ ما خُطط لهذه المنطقة يُترجم على أرض الواقع، وقد نجح المخططون، لا سيما الإنكليز، في تحويل بلادنا إلى قطعان طائفية ومذهبية وقبلية، وتغذية الفتن والحروب الطائفية.
واعتبر الشامي أنّ العراق يشكل أساساً حضارياً في بلادنا، وتشكل مدينة أور منارة حضارية منذ 4000 سنة قبل الميلاد، وللأسف هناك من قضى على هذه الحضارة، ليحلّ محلها التصحّر الفكري.
كما أضاء الشامي على العديد من المناطق العراقية، وما يصيب شرائح عراقية عديدة تُدفع إلى النزوح والهجرة، محذراً من أنّ «داعش» موجود في كل ملّة متعصبة طائفياً ومذهبياً، وأنّ العراق بات مقسماً ومفتتاً، وأنّ الولايات المتحدة جاءت إلى العراق لتفتيت بقايا الدولة في العراق.
وعن الحال في سورية قال الشامي: لقد انكبّ العالم كله لتفتيت الشام، ولعبت تركيا دوراً أساسياً في هذا المجال، فأخرجت آلاف المقاتلين من التركمان لمحاربة الدولة السورية، وقد تمكنت تركيا من تحريك العقل البدوي عند هؤلاء بفعل الغريزة، فأصبحوا أردوغانيين أكثر من أردوغان، وهي الغريزة التي شملت السلاجقة الموجودنن من شمال اللاذقية حتى كسَب.
واستعرض الشامي حال عدد من المناطق السورية، متطرقاً إلى واقع تلك التي تخضع للإرهابيين، ومشيراً إلى عمليات التهجير التي تحصل شمال سورية ونزوح شرائح اجتماعية عديدة من مناطق الرقة والحسكة ودير الزور، لافتاً إلى أنّ الغرب يريد تفتيت سورية كما العراق. وقال إنّ الإعلام الغربي لم يعد يستعمل مصطلح «داعش»، بل مصطلح الدولة الإسلامية، وهذا هو الإسلام الداعشي الذي يريده الغرب.
وإذ اشار الشامي إلى أنّ فلسطين هي قضيتنا المركزية، أكد أنّ لبنان باق على صورته لأنّ المقاومة موجودة، وقال: من يعتقد أنّ لبنان بعيد عن تداعيات الإقليم فهو مخطئ.
وأكد أنّ روسيا مع الحلّ السياسي للأزمة السورية، وإيران تدعم سورية اقتصادياً ولوجستياً.
وختم الشامي مؤكداً أنّ الحلّ لكلّ قضايا أمتنا لا يكون إلا بتحديد الهوية تحديداً صحيحاً، ونقول إنّ هناك مشكلة وعلينا وضع الإصبع على الجرح، وأنّ فكر سعاده هو الحلّ الناجع لكلّ قضايا الأمة، وإلا لن يبقى رجل واحد في هذه البلاد، ويجب أن نعمل دائماً على تحفيز الناس للإيمان بهذا المفكر وبعقيدته لأنّ فيها الخلاص والعزة والحياة لأمتنا.