جمر الخسارة تحت ثلج الإرهاب… فأين الربح؟

فاديا مطر

لم يعد الفشل السعودي في اليمن مختبأ في أهداف العدوان الذي يحاول جر إيران إلى مواجهة عسكرية تُجهض الاتفاق النووي والدور الإيراني على كل المستويات، ليقع بنك الأهداف السعودي في مقتل الفشل، من فشل «الحزم» إلى ضياع «الأمل»، الأمر الذي أفرز كلاماً إقليمياً بغطاء دولي عن نقل «عاصفة الحزم» إلى سورية بنسخة «بريّة» معدلة ومزدوجة بين تركيا والسعودية، مع تحضير استخباراتي نسقته زيارة محمد بن نايف إلى تركيا في 6 نيسان الماضي على رأس وفد عسكري استخباراتي مهمته تنسيق الإسناد البري للفصائل الإرهابية تحت هدف إحداث هزات تكتيكية عسكرية تعكس الضوء على «جنيف3»، ليتم إصدار التعليمات لغرفة «الموك» الأردنية على خلفية فشل مخطط إسقاط السويداء واستبداله بالهجوم على درعا من المحاور كافة بالتعاون مع غرفة «أنطاكيا» التركية التي لم تغب عن المشهد العسكري الشمالي السوري، والذي بدأ يتصاعد بعد زيارة أردوغان للسعودية في 23 كانون الثاني الماضي، لتتبعها زيارة رئيس أركان الجيش التركي الجنرال نجدت أوزال في 19 شباط المنصرم لإدارة غرف عمليات مشتركة تسعى إلى تسخين الجبهات العسكرية الحدودية مع سورية، في محاولة لتحقيق إنجازات ميدانية تُغير بعض زوايا التطورات الجارية من المنظور العسكري، فالبحث السعودي عن إنجازات ميدانية سورية هي لتعويض الفشل في اليمن ولملمة بعض ما تبقى بعد التراجع السعودي في النفوذ والحضور السياسي الإقليمي، فهو سيناريو أفشله الجيش العربي السوري في درعا قبل تنفيذه، حقق فيه ضربة موجعة لإرهابيي السعودية في الجنوب السوري وفي أماكن استراتيجية عدة، أعادت التوازن الميداني حليفاً للتقدم السوري على الارض، في مقابل ما أحرزه التقدم العسكري السوري بعد سلسلة التفجيرات في الحسكة والاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري مع القوى المساندة له ضد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في أحياء غويران الشرقية والنشوى في الريف الحسكاوي، الذي شهد في الأريام الماضية تقدماً ميدانياً أزاح حدود سيطرة «داعش» الإرهابي على مراحل متلاحقة، ليكرر التنظيم الارهابي عدوانه على مدينة عين عرب السورية أول من أمس من جهة الحدود التركية، فكوباني تحولت إلى رمز من رموز المقاومة بعد سيطرة التنظيم الإرهابي المدعوم تركياً على أجزاء كبيرة منها في 6 تشرين الأول من العام الماضي، والتي دافع أهلها عنها بشراسة لاستعادتها، لتبقى الصورة الميدانية واضحة المعالم بشأن الدعم التركي للإرهاب على الأرض السورية والذي يمر من الرياض إلى غرف التحكم العملياتي الأردنية ـ «الإسرائيلية» التي تترنح تحت تراكم الإنجازات العسكرية الميدانية للجيش السوري والدفاع الشعبي، والتي أردت الجماعات التكفيرية في مستنقع الانحسار وفقدان الاستراتيجية الميدانية التي انعكست بدورها ضيقاً وضغطاً على كل من السعودية وتركيا ومن خلف كواليسهما «إسرائيلياً»، في دور يسعى إلى القضاء على أي حل سياسي دولي أو إقليمي يلوح في الأفق، ويلتقي في تقاطعه مع ثقل الميدان السوري الذي عززه الجيش والمقاومة، لتكون هي معادلة استراتيجية يمكن ربطها بأهداف العدوان على سورية عن طريق اليد التكفيرية، والتي أشعلت مؤامرة انطوت أهدافها تحت تحديد إحجام القوى الفاعلة في المنطقة، لتبدأ قراءة الانتصارات والخسارات بشكل واضح اليوم أكثر من أي وقت مضى في تسطير ما يتم صنعه من مؤامرات على يد أعداء المنطقة التي تتمسك بما بقي من خزي وعار كان التاريخ شاهداً حقيقياً عليه في ما مضى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى