الهيئات و«العمالي» والمهن الحرة والمجتمع المدني قالوا كلمتهم ومشوا: «نداء 25 حزيران» من أجل «قرار ضدّ الانتحار»

في لقاء حاشد في مركز بيروت للمعارض الدولية – بيال، ضمّ مختلف أطياف ومكونات المجتمع المنتج باستثناء هيئة التنسيق النقابية التي قرّرت المقاطعة، أطلقت الهيئات الاقتصادية اللبنانية والاتحاد العمالي العام ونقابات المهن الحرة وهيئات المجتمع المدني والأهلي وجمعية «بادر»، «نداء 25 حزيران: لقرار ضدّ الإنتحار» في وجه الشلل الاقتصادي الناتج عن الشلل السياسي، رفضاً لـ«الرضوخ للأمر الواقع والاستسلام للتلاشي والموت البطيء»، وصرخة موجعة من الواقع الأليم، ودعوة صريحة للسياسيين إلى التغيير وانتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل المؤسسات، وخلاصة مفيدة: «لم نعد نحتمل، أنقذونا وأنقذوا لبنان». وبعد الخلاصة، إنذار مباشر للقوى السياسية «لا تستسهلوا هذه الحال الاعتراضية التي ترونها، لأنها كرة ثلج ستكبر، بدايتها نداء وقد تكون نهايتها انتفاضة…»

وتحدث في هذه المناسبة على التوالي: النائب روبير فاضل، رئيس جمعية تراخيص الامتياز شارل عربيد تلا نص النداء ، رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، نقيب المحامين في بيروت جورج جريج، رئيس غرفة صيدا والجنوب محمد صالح، نقيب الأطباء في بيروت أنطوان البستاني، السيدة حياة إرسلان، رئيس جمعية المصارف الدكتور فرانسوا باسيل، نقيب المهندسين في بيروت خالد شهاب، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميّل، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، نقيب الصيادلة ربيع حسونة ورئيس اتحاد المؤسسات السياحية بيار الأشقر.

فاضل

وقال النائب فاضل في كلمته: «للمرة الأولى في تاريخ لبنان الحديث، يجتمع كلّ شركاء المجتمع المنتج، برغم تنوّعنا السياسي والقطاعي وحتى المادي والطائفي، لنطلق صرخة في وجه الطبقة السياسية وهي: «أوقفوا الانتحار الجماعي!»

إنّ خلافاتنا وارتباطاتنا وأنانياتنا أوصلت البلد إلى حال انتحار جماعي. عندما تمتنع حكومات عن إصلاح قطاع الكهرباء الذي كلّف المواطن والأجيال الجديدة أكثر من 20 مليار دولار من دون محاسبة، وعندما يقدر مسؤول في قطاع الاتصالات أن يؤخّر على مدى عقد، تطوّر الانترنت ويضرب بالتالي أهمّ قطاع في الاقتصاد المعاصر من دون إمكان تغييره. وعندما تتردّد الدولة عن اعتماد 100 مليون دولار لمساعدة وتعليم وتأهيل 300 ألف لبناني يعيشون بأقلّ من دولارين في اليوم الواحد، من دون أن توقف الهدر بالمليارات، وعندما لا يشرّع النائب ولا يراقب الحكومة ويختصر دوره في الواجبات والخدمات التي جزء منها مخالفة القانون، من دون أن يدري أنه تحوّل من مشرّع إلى مخرِّب، وعندما تعِد الدولة وتتراجع مرات عدة، بزيادة الرتب والرواتب ولا تتردّد في افتعال مشكلة بين الموظفين وأصحاب العمل لتغطية جريمة ارتكبتها وهي التوظيف العشوائي، وعندما تتأخر الدولة في تنفيذ مشاريع حيوية مثل تنظيف الليطاني الذي نأكل من مُنتجاته، أو منع تلوّث الهواء من معامل الكهرباء المهترئة…

لن يبقى لبنان إذا لم نغيّر ثوابت من أدائنا السياسي والمالي. فلبنان لا يعيش إذا لم تضاعف الدولة والمجتمع المنتج الجهود لتأمين حدّ أدنى من التضافر الاجتماعي، وعالجوا ظاهرة الفقر المدقع. هذا واجب إنساني وأخلاقي… هذا سرّ وجودنا.

لا نريد تغيير القيادات ولا أن ننتقل من حزب إلى آخر، بل نريد أن نحاسب فعلاً قياداتنا ونطالبها بتغيير أدائها وأولوياتها.

وأخيراً، لبنان لا يعيش إذا لم نعِ أننا منذ عقود نصرف رصيد أجدادنا والآن أصبحنا نعيش على حساب ديون أولادنا. صرنا كالشخص الذي بعدما هَدَر ميراث أهله، أصبح يأكل من صحن أولاده.

القصار

أما القصار فقال في كلمته: «مرة جديدة نرى أنفسنا مضطرّين إلى رفع الصوت وإعلاء الكلمة، من أجل التحذير من الوضع السلبي الذي يمرّ به الاقتصاد اللبناني منذ عدّة سنوات، من دون أن نجد إلى الآن أية آذان صاغية، خصوصاً في ظلّ الظروف التي يمرّ بها وطننا، والأوضاع الملتهبة في البلدان المحيطة بنا وغيرها في الوطن العربي.

إنّ الصرخة التي نطلقها اليوم تتخذ بعداً وطنيّاً جامعاً، خصوصاً في ظلّ المشاركة الفاعلة لكلّ من الهيئات الاقتصاديّة، والاتحاد العمّالي العام، اتحاد نقابات المهن الحرة، وممثلي المجتمع المدني. وهذا إنْ دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّ جميع اللبنانيين موحّدين في وجه الأخطار التي تتهدّد وطنهم، وفي مقدّمها مواجهة خطر التدهور الاقتصادي وتراجع النشاط التجاري والسياحي، وارتفاع معدل البطالة، في ظلّ استمرار ارتفاع معدل الدين العام.

أضاف: لا يمكن السكوت عما آلت إليه الأوضاع ، حيث الشغور الرئاسي المستمرّ منذ أكثر من سنة، وكافة المؤسسات السياسية معطلة أو شبه معطلة. وأمام هذا الواقع غير السليم وغير المقبول، ندعو القوى السياسيّة إلى أن تتحمّل مسؤولياتها الوطنيّة، لأنّ بقاء الأمور على ما هي عليه اليوم، سوف يولد، لا سمح الله، انفجاراً اجتماعياً في الشارع الذي يغلي في الأساس.

شقير

وألقى شقير كلمة قال فيها: نحن لسنا في ظروف طبيعية، انما في مرحلة يمكن وصفها بالمصيرية على لبنان والمنطقة برمّتها. لذلك تداعت قوى الإنتاج لتلتقي في أصعب وأخطر الظروف على الإطلاق، لأنّ كلّ ما يحصل هو انتحار بفعل إرادي. وإلا لماذا هذا السكوت عن كلّ ما يجري؟

يا أهل السياسة، اناشدكم، اناشد ضمائركم، وطنيتكم، نخوتكم وكرامتكم وأخلاقكم، لا تتأخروا أسرعوا وانتخبوا رئيساً للجمهورية، احموا البلد، حافظوا عليه وعلى شعبه، ابنائه، أطفاله، شاباته، شبابه، وعلى هوائه وترابه وخضاره ومياهه وعلى أرزه رمز كبريائه وعنفوانه».

غصن

من جهته قال غصن: نلتقي في هذا الإطار الجامع لقوى الإنتاج من مختلف قطاعاتها، لنطلق النداء لا بل الصرخة إزاء المخاطر الداهمة التي تهدّد الوطن بكلّ مرتكزاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتضعه على حافة الهاوية والانهيار إنْ لم نسارع إلى تداركها بكلمة سواء وحوار بنّاء يجمع مكونّات الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمعالجة نقاط التباين والاختلاف لكي لا تؤدّي إلى خلاف فعداء ترتفع بعده المتاريس فتغرق السفينة ومَن عليها.

أضاف: ما كان لهذا الوضع أن يدرك هذا الحدّ الخطير لو كانت ممارستنا لنظامنا السياسي – الجمهوري والديمقراطي مستقيمة، ولو كنّا نحتكم إلى الدستور ونطبّق القوانين بعيداً عن المحاصصة والمخاصصة والأنانية والكيدية دون أن نغفل الاعتبارات الطائفية والمذهبية المتزمّتة والسياسات الاقتصادية المتهوّرة وغياب الإدارة الرشيدة.

وقال: إنّ نداءنا اليوم يتطلّب وقفة شعبية – وطنية جامعة للمطالبة باستعادة الحياة السياسية بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية رمز البلاد وضمان وحدتها ومعاودة اجتماعات المجلس النيابي للتشريع وإصدار القوانين ووقف تعطيل عمل الحكومة ورفع الصوت عالياً لدعم القطاعات الإنتاجية لخلق فرص عمل وبناء الثروة الوطنية وتحقيق العدالة الضريبية التي هي المدخل الأساس للعدالة الاجتماعية.

جريج

وقال جريج: في آخر دراسة للأمم المتحدة أنّ سكان لبنان لامسوا الستة ملايين نسمة أكثر من نصفهم من المحتاجين. والدولة قاصرة في قيام نظام حوكمة يقوم على ديمقراطية صحيحة وصحيّة، وتداول سلطة، وتعدّدية، وضمان الحريات وحقوق الإنسان والتعاون البشري. قاصرة في إنهاض القطاع الخاص، وجعله بيئة صديقة للدولة، يأمنها ويأتمنها ويؤمن بها، دولة راعية وحاضنة، وعندها يكون الاستقرار، ويعمّ الازدهار.

صالح

أما صالح فقال من جهته: نرى في هذه المبادرة الوطنية، صرخة وطنية صادقة تعبّر عن الإحساس الحقيقي لكلّ اللبنانيين حول الخطر الذي بات يهدّد لبنان ومصيره ومستقبل أبنائه، ويقضي على كلّ مقوّمات الحياة فيه من خلال التدهوّر الاقتصادي الذي بدأ يصيب كلّ القطاعات المنتجة في لبنان من دون استثناء. وذلك جرّاء الإمعان في سياسة التعطيل للمؤسسات الدستورية والتشريعية، والاستمرار بحالة الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية.

إنّ المسؤولية تقع على عاتق الجميع، وعلى الجميع العمل من أجل إنقاذ لبنان وإنسانه واقتصاده وإنتاجه وأولاً وأخيراً إنقاذ الجمهورية.

البستاني

وكانت كلمة للبستاني جاء فيها: «أيها اللبنانيون، ماذا دهاكم؟ هل أنتم مصابون باضطراب في الذاكرة بين يوم انتخابات ممثليكم في الندوة البرلمانية فيشلّ مقدرتكم على استذكار ما حلّ بكم حياتياً واجتماعياً وسياسياً وأمنياً طوال السنوات العجاف التي تفصل بين انتخابين؟ ماذا دهاكم؟ تطالبون بالشيء ونقيضه، بالإصلاح المنشود مع ذات الأشخاص المشكو منهم، باختيار من أهملكم، تبغون الدولة بمؤسساتها وقدراتها وقوانينها من خلال أحاديث ومقالات وخطب رنّانة، وفي الواقع يعمل معظمكم على قدم وساق للدويلة ومكتسباتها وامتيازاتها وحرمتها؟ ماذا دهاكم؟ هل أنتم مصابون باضطراب في السلوك؟ أفراداً تعطون ما يدهش العالم في أدائكم الاقتصادي والصناعي والسياسي والثقافي والعلمي، وفي عملكم الجماعي تتبخّر مقدراتكم وتتحوّل ريادتكم الى تبعيّة وعقولكم النيّرة الى شبه تخلف وقوتكم الأحادية الى ضعف جماعي ومقدرتكم الخلاّقة الى ضياع في التناحر والتجاذب وتنامي الأحقاد، فتعطون للعالم عنكم صورة تثير التعجب السلبي بدل الإعجاب.

أرسلان

وتحدثت أرسلان بدورها، فقالت: باستطاعتنا القول اليوم… أصبح للمصلحة الوطنية طريق نسلكه معاً بالتنسيق والتشاور والتكامل. تجاوبنا مع مبادرة حيوية إنقاذية من نائب رفضنا التمديد له لنقول إنّ تجاوبنا مع كل خطوة إيجابية هو مطلق لا حدود له سوى هذه المصلحة وإملاءاتها. ونحن كمجتمع مدني ندعو النواب إلى مباشرة الإنقاذ، بانتخاب رئيس للجمهرية واستتباع الانتخاب بإقرار قانون انتخابات عصري عادل يعتمد النسبية.

باسيل

وقال باسيل من جهته: إذ نتداعى ونتلاقى، فلأننا حقّاً أم الصبيّ. أجل، نحن أمّ الصبي، وواجبنا بل حقّنا أن نُعلي الصوت، وأن نطلق صرخةً مدوّية، لرفض استمرار التسيّب الحاصل في البلاد، والرضوخ للفراغ المفروض على سدّة الرئاسة الأولى، ولاقتصار الأداء الحكومي على ما دون الحدّ الأدنى السليم والمقبول، وللكفّ عن التعاطي مع عجز القوى السياسية اللبنانية كأنه لعنة لا تُردّ أو قدَرٌ مشؤوم ومحتوم.

وتابع: ثمّة ضرورة ملحّة لمعالجة عدد من الملفَّات، الحيوية والحسَّاسة، كملفّ الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ومؤسّسة كهرباء لبنان، والاتصالات والطاقة والنفط، وانضمام لبنان الى منظمة التجارة الدولية، وإحياء المجلس الإقتصادي والإجتماعي… وهي ملفَّات مزمنة، عالقة منذ زمن بعيد، ولا يمكن بتّها ما دامت السلطات التنفيذية والتشريعية مشلولةً أو متعثّرة الأداء.

شهاب

وتحدث شهاب فقال: يتناقض الواقع مع قدرة الاقتصاد اللبناني الذي يملك طاقات بشرية ومالية عالية تخوّله القيام بنهضة اقتصادية كبيرة، ينتج عنها تفعيل القطاعات الاقتصادية بمختلف اتجاهاتها، وخصوصاً قطاعات الانتاج. إنّ الخطوة الحكيمة تبدأ من الحوار القائم بين القوى السياسية اللبنانية، والذي يؤكد القوة الحقيقية للبنان في تعاضد أبنائه ووحدة الخطاب السياسي. وفي سياق الحرص التام على الوحدة الوطنية والعيش المشترك والحفاظ على حدود الوطن وأمن المجتمع السياسي والاقتصادي، ومن موقعنا المسؤول وما أتينا على ذكره، ندعو إلى المبادرة في تشكيل لجان طوارئ للعمل على كل المستويات، وفي كلّ المجالات والاختصاصات، تكون نواتها من أعضاء نقابات المهن الحرة والغرف الاقتصادية والتجارية والجمعيات الأهلية المتخصصة في المجتمع المدني للبدء بالعمل على وضع دراسات واقتراحات لكلّ المعضلات، تنبثق عنها توصيات عامة، ولجان متابعة تعمل على فتح كلّ الأفق التي تساعد على الخروج من هذه الأزمات.

الجميّل

وألقى الجميّل كلمة جاء فيها: جلّ ما نريد من السياسيين ان يكونوا على مثال القطاع الخاص اللبناني والقوى المنتجة في لبنان، تعمل بصدق، تنتج، تبدع، تتنافس في ما بينها على الأفضل لمستقبل البلد وأهله.

نحن لا نتعاطى السياسة ولكن نذكّر الجميع أنه عندما توافق اللبنانيون على حدّ أدنى في الدوحة حقق الاقتصاد اللبناني نسب نموّ تعدّت الـ9 في المئة، بينما كان العالم يعاني من اصعب ّأزمة اقتصادية على الاطلاق.

شماس

ثم تحدث شماس وقال: منذ 75 عاماً سنة 1940 أطلق الجنرال شارل ديغول نداءً شهيراً من لندن «نداء 18 حزيران» الذي أدّى في نهاية المطاف إلى تحرير فرنسا من الشرور التي كانت تهدّدها. أما نحن في لبنان فالمجتمع المنتج يطلق «نداء 25 حزيران» الذي سيؤدّي في ما سيؤدّي إلى إنقاذ لبنان وقيامة اقتصاده. وأقول للطبقة السياسية لا تستسهلوا هذه الحال الاعتراضية التي ترونها اليوم، لأنها كرة ثلج ستكبر بدايتها نداء، وقد تكون نهايتها انتفاضة… والله أعلم.

حسونة

وقال حسونة: نلتقي لنصرخ متحدين وبصوت واحد لنقول كفى. كفى استهتاراً بمصالحنا ومصالح الشعب ومستقبله، وبلقمة عيش الناس، كفى استسلاماً للواقع المرير. نحن في اتحاد المهن الحرة معتصمون بالأمل وبوطنية لبنانية صافية وبكفاءات خلاقة ونادرة وبقيم شعبنا الذي يأبى المهانة والانكسار، سنبقى في طليعة المدافعين عن بناء وعمل مؤسساتنا الدستورية، ونحن شركاء حقيقيون في هذا النضال لكي نحمي سوية هذا المجتمع ليكون مجتمعاً منتجاً لحاضرنا وزاداً لغدنا.

الأشقر

أما الأشقر فقال: السكوت أصبح أكثر من تواطؤ بل جزء من مؤامرة لإسقاط الوطن الرسالة، المطلوب تضافر وتكاتف كلّ الفئات السياسية والكف عن التعالي والإملاءات لحماية الوطن ومؤسساته، لن نسكت بعد اليوم ولن نتخاذل ولن نتواطأ على انهيار القطاع السياحي ومؤسساته والوطن ومؤسساته.

توقيع إلكتروني

أخيراً وُجّهت دعوة إلى اللبنانيين للتوقيع على «نداء 25 حزيران» عبر الموقع الإلكتروني June25.org

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى