استراتيجية واشنطن لمحاربة «داعش» تتلقّى مزيداً من الانتقادات

لم يبق أحدٌ في هذه الدنيا إلّا وانتقد استراتيجية أوباما لمحاربة التنظيم الإرهابي «داعش» والقضاء عليه. من خصوم واشنطن ومن حلفائها، من أقصى منطقةٍ لم تطأها بعد قدما «داعشيّ»، إلى العراق وسورية حيث الحدود مشرّعة لدخول «الدواعش» بتواطؤ من تركيا والأردن ودول الخليج، وكل هذه الدول هي حليفة واشنطن في استراتيجيتها المزعومة.

الانتقادات أمس أتت من تركيا، وتحديداً من رئيس «معهد الاستشراق» التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيتالي نعومكين، الذي قال للصحيفة الروسية الأسبوعية «أرغومينتي يفاكتي» إن الولايات المتحدة أدلت بدلوها بمساهمتها في مساعدة ما يسمى بـ«التنظيمات المعتدلة» وذلك برفضها ضمّ هذه التنظيمات إلى قائمة الإرهابيين. مضيفاً أنّ ما يسمى بـ«التنظيمات الاسلامية المعتدلة» ليست أفضل من المتطرفين في تنظيم «داعش» الإرهابي، على رغم أنها ربما لا تقطع الرؤوس ولا تحرق الناس أحياء، ولكنها تغرس طريقة الحياة ذاتها في النفوس وتنشر الكراهية ذاتها ضد كل ما لا يتناسب مع أفكارها. مضيفاً: «إن ما قامت به واشنطن هو بطبيعة الحال صفقة مع الشيطان، ونحن نعرف إلى ما انتهت إليه لعبة الأميركيين مع طالبان في أفغانستان». واصفاً تصنيف اللصوص إلى «سيئين» و«جيدين» بالأمر الخطير للغاية.

أما الكاتب البريطاني سيوماس ميلن، فأكّد أن الغزو الأميركي ـ البريطاني المشترك للعراق وأفغانستان أدّى إلى انتشار الإرهاب ووقوع هجمات إرهابية في بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول الغربية. وقال ميلن في مقال نشرته صحيفة «غارديان» البريطانية إن الهجمات الإرهابية في بريطانيا لم تبدأ إلا بعدما قامت القوات الأميركية والبريطانية بغزو العراق وأفغانستان. مشيراً إلى مواقف الحكومة البريطانية التي تدفع بسياستها الخارجية ووسائل إعلامها الحليفة بعض الشبان إلى التطرّف وتدعم من جهة أخرى أنظمة مستبدة على غرار نظام آل سعود على رغم التشابه الكبير بينه وبين ايديولوجية تنظيم «داعش» الإرهابي.

«أرغومينتي يفاكتي»: واشنطن لا تمتلك استراتيجية واضحة في محاربة «داعش» ولن تنتصر

انتقد فيتالي نعومكين، رئيس «معهد الاستشراق» التابع لأكاديمية العلوم الروسية، السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، خصوصاً إزاء التنظيمات الارهابية، وقال إن الولايات المتحدة أدلت بدلوها بمساهمتها في مساعدة ما يسمى بـ«التنظيمات المعتدلة» وذلك برفضها ضمّ هذه التنظيمات إلى قائمة الإرهابيين.

وقال نعومكين في مقابلة مع الصحيفة الأسبوعية «أرغومينتي يفاكتي» إن ما يسمى بـ«التنظيمات الاسلامية المعتدلة» ليست أفضل من المتطرفين في تنظيم «داعش» الإرهابي، على رغم أنها ربما لا تقطع الرؤوس ولا تحرق الناس أحياء، ولكنها تغرس طريقة الحياة ذاتها في النفوس وتنشر الكراهية ذاتها ضد كل ما لا يتناسب مع أفكارها. مضيفاً: «إن ما قامت به واشنطن هو بطبيعة الحال صفقة مع الشيطان، ونحن نعرف إلى ما انتهت إليه لعبة الأميركيين مع طالبان في أفغانستان». واصفاً تصنيف اللصوص إلى «سيئين» و«جيدين» بالأمر الخطير للغاية.

وأشار نعومكين إلى أن تنظيم «داعش» الإرهابي يشكل تهديداً خطيراً بالنسبة إلى روسيا، منوّهاً بالتضحيات التي يقدمها الجيش السوري وقوات الحشد الشعبي في العراق والمقاومة الوطنية اللبنانية في حزب الله لمحاربة التنظيم الارهابي.

وفي شأن القصف الأميركي لتنظيم «داعش»، قال نعومكين «إن الأميركيين يحاولون العمل ضمن أطر محددة ولكنهم بهذه الطريقة لن يتمكنوا أبداً من تحقيق النصر على داعش لأنهم لا يملكون استراتيجية واضحة في محاربته».

ودعا رئيس معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية إلى إقامة تحالف وتعاون وتنسيق دولي لاستئصال هذا الورم الخبيث عبر الجهود المشتركة. مشيراً إلى أن البلدان الغربية ما زالت لا تريد التعاون حتى مع أولئك الذين يكافحون حقاً هذا الوباء مثل الحكومة السورية بذاتها، لا بل على العكس من ذلك، تقوم هذه البلدان بدعم المعارضين مدّعيةً أنهم «إسلاميون جيدون»، ولكنها سترى في ما بعد أن هؤلاء الجيدين أصبحوا في خندق واحد مع تنظيم «داعش» الإرهابي.

ورأى نعومكين أن أنصار تنظيم «داعش» في تزايد مستمر، وأن قاعدته الإيديولوجية والعسكرية والمالية تتوسع من عام إلى آخر، موضحاً أن معطيات الأمم المتحدة تشير إلى وجود أكثر من خمسة وعشرين ألف مسلح أجنبي في صفوف «داعش» ينتمون إلى جنسيات مختلفة ومنهم التونسيون وعدد من ممثلي الشتات الشيشاني الذين تروى عنهم أساطير البطش والإجرام، وهم لم يأتوا من الشيشان بل قدموا من تركيا وجورجيا، أو من الدول الأوروبية مثل ألمانيا والنمسا وغيرها.

وأضاف نعومكين إن «داعش» يقوم بذبح أتباع كل الديانات والطوائف ويدمّر المعالم الدينية والثقافية، ولا تقتصر أعماله على تدنيس الأماكن المقدسة المسيحية، لا بل تطاول المقدسات الإسلامية التي بحسب رأي قادته لا تتفق مع شرائع الإسلام. لذا، إن «داعش» متطابق مع النازية الهتلرية في إيديولوجيا كره البشر الآخرين ولكن على خلفية دينية، وهذا ما يجعله تنظيماً ظلامياً متوحشاً يمثّل شكلاً من صراع الحضارات ونموذجاً جديداً للدولة والمجتمع الذي يقوده متوحشون يخدمهم في هذه المهمة خبراء مختصون في كل مجالات الحياة ومستفيداً في ذلك من تجربة كل الحركات الجهادية في العالم الإسلامي.

وأشار رئيس معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية إلى أن التطرف الديني الظلامي لا يقتصر على «داعش» فقط، إنما هناك تنظيمات إرهابية أخرى على غراره مثل «جبهة النصرة» في سورية و«بوكو حرام» في نيجيريا، ولكن «داعش» بمفرده تمكن من ضم تنظيمات مختلفة في العالم الإسلامي.

ولفت نعومكين إلى حقيقة يمكن تلمسها في العراق الذي جاءه الأميركيون في العام 2003 واحتلوه لمدة عشر سنوات ولم يتمكنوا خلالها من حماية السكان المسيحيين وضمان سلامتهم وهجرة أكثر من 4.1 مليون مسيحي، واليوم لا يزيد عدد من بقي منهم عن أربعمئة ألف مواطن. كما غادر كثيرون من المسيحيين كل من مصر وسورية. أما في الأراضي التي يسيطر عليها «داعش»، فتصبح حياتهم لا تطاق، وإن أقدم أربع كنائس مسيحية في الشرق الأوسط مهددة بفقدان أبرشياتها ولن يكون في المنطقة من يرتاد كنائسها.

ورأى نعومكين أن الإرهابيين لن يقدموا على محاربة روسيا لأنهم سيغرقون بدمائهم. ولكن خطر ارتكاب عمليات إرهابية ضدها حقيقي جداً لأن «داعش» استعار من تنظيم «القاعدة» تكتيك «الذئاب المنفردة» بتحفيز بعض الأفراد في جميع أنحاء العالم لتنفيذ هجمات وفق أوامر تأتيهم.

وأعرب نعومكين عن أمله في أن تكون وكالات الاستخبارات الروسية قادرة على السيطرة على كل أولئك الذين سيعودون من صفوف «داعش» إلى روسيا، مشدّداً على أنه من الضروري أيضاً منع خروج المتطرفين إلى الشرق الأوسط، والعمل للحؤول دون انتشار تأثير «داعش» على الدول الجارة لروسيا في آسيا الوسطى.

«ديلي بيست»: قراصنة أجانب يحصلون على الأسرار الحميمة لموظّفي الحكومة الأميركية

قال موقع «ديلي بيست» الأميركي إن أسراراً خاصة بالعاملين في الحكومة الأميركية تتعلّق بالخيانة الزوجية وتعاطي المخدرات والديون الساحقة قد أصبحت في يد القراصنة الأجانب، في ما وُصِف بأنه أسوأ اختراق للحكومة الأميركية في التاريخ، والذي يزداد سوءاً.

وأكد مسؤول أميركي رفيع المستوى أن القراصنة الأجانب قد فضحوا الأسرار الشخصية الدقيقة لعدد غير معلوم من العاملين في الحكومة. وشملت تلك الأسرار معلومات عن الشركاء الجنسيين للموظفين وتعاطيهم المخدرات أو الكحول، والديون والقمار والمشاكل الزوجية وأي نشاط إجرامي.

وأضاف الموقع أن تلك التفاصيل التي يفترض أنها الآن في يد الجواسيس الصينيين موجودة في ما يسمى «معلومات التحكيم» التي يجمعها المحققون الأميركيون عن الموظفين والمتعاقدين مع الحكومة الذين يتقدمون بطلبات الحصول على الموافقات الأمنية. والكشف عن تلك المعلومات يشير إلى أن الاختراق الهائل للكمبيوتر في مكتب إدارة شؤون الموظفين أكبر وربما أكثر ضرراً للأمن القومي الأميركي مما قال المسؤولون من قبل.

وقال ثلاث مسؤولين سابقين في الاستخبارات الأميركية لـ«ديلي بيست» إن معلومات التحكيم ستوفر على نحو فعال ملفات موظفين حكوميين سابقين وحاليين، وأيضا متعاقدين. وستقدم لأجهزة الاستخبارات الأجنبية خريطة طريق لإيجاد الأشخاص القادرين على الوصول إلى أسرار الحكومة.

«غارديان»: الغزو الأميركي ـ البريطاني المشترك للعراق وأفغانستان أدّى إلى انتشار الإرهاب

أكد الكاتب البريطاني سيوماس ميلن أن الغزو الأميركي ـ البريطاني المشترك للعراق وأفغانستان أدّى إلى انتشار الإرهاب ووقوع هجمات إرهابية في بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول الغربية.

وقال ميلن في مقال نشرته صحيفة «غارديان» البريطانية إن الهجمات الإرهابية في بريطانيا لم تبدأ إلا بعدما قامت القوات الأميركية والبريطانية بغزو العراق وأفغانستان.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أقر في آذار الماضي بأن ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي كان نتيجة للغزو الأميركي للعراق عام 2003.

وأشار ميلن إلى مواقف الحكومة البريطانية التي تدفع بسياستها الخارجية ووسائل إعلامها الحليفة بعض الشبان إلى التطرّف وتدعم من جهة أخرى أنظمة مستبدة على غرار نظام آل سعود على رغم التشابه الكبير بينه وبين ايديولوجية تنظيم «داعش» الإرهابي.

يذكر أن بريطانيا التي كانت من أوليات الدول الغربية إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا في دعم الإرهابيين في سورية بالمال والتسليح والمعلومات الاستخباراتية، والتي بدأت تتحسس حالياً الخطر الذي يشكله هؤلاء الإرهابيون في حال عودتهم إلى بلدانهم الأصلية.

«إلباييس»: تثبيت أسلحة ثقيلة أميركية ضدّ روسيا تهديد سياسيّ لا عسكريّ

قال الخبير العسكري آلِكس أرباتوف في حوار مع صحيفة «إلباييس» الإسبانية حول الاحتكاك بين واشنطن وروسيا، إن تركيب المعدّات الثقيلة في البلدان الأوروبية المجاورة لروسيا ليس تهديداً عسكرياً كما يبدو، إنما هو تهديد سياسيّ، لأنه للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة يُخطَّط لنشر الأسلحة الثقيلة من قبل الولايات المتحدة على حدود روسيا. مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعزّز أوروبا الشرقية ضد روسيا مع 250 دبابة، كما أنها تخطط لنشر قوات عسكرية لم يسبق لها مثيل منذ عام 1989 كما اتهمت الناتو روسيا بزعزعة الاستقرار بـ40 صاروخاً جديداً.

وقال مدير مركز الأمن الدولي في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم «IMEMO»: إذا كنا نعني وجود تهديد أميركي للهجوم على روسيا، لا بد من أن تضع 40000 دبابة وغيرها من المعدات الثقيلة على طول حدودنا. مضيفاً: خطورة الوضع الحالي يظهر من خلال التحول بعد عقود من نزع السلاح من دون انقطاع، وتوسّع الناتو تجاه الشرق لم تكن مصحوبة بتركيب الاسلحة الثقيلة وفقاً للميثاق التأسيسي لمجلس الناتو ـ روسيا 1997، معترفاً بوجود خلافات على المدى الكبير، وهذا ما يعمق الخلافات حتى الآن. وأضاف: إذا وجهنا أسطولنا إلى البحر الكاريبي وثبتناه هناك في كوبا لكانت الولايات المتحدة الأميركية اعتبرته تهديداً، على رغم أن هذا الأسطول لا يستطيع أن يفعل أي شيء حقاً.

«مونيتور»: هجمات «طالبان» الأخيرة في أفغانستان رسالة لـ«داعش»

قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية أن الهجمات الأخيرة لحركة «طالبان» في أفغانستان، تعدّ رسالة إلى تنظيم «داعش». فمن ناحية، إن التنافس بين الجماعتين الإرهابيتين تمثل معركة أيديولوجية، ومن ناحية أخرى، يتعلق الأمر بصراع خالص على السلطة.

وتشير الصحيفة إلى اتخاذ «طالبان» خطوات جريئة ليس فقط لإعادة تأكيد وضعها بعد رحيل قوات الناتو، إنما ربما الأكثر أهمية لوقف النفوذ المتصاعد لـ«داعش» بين الجهاديين في أفغانستان.

وقد تبنّت «طالبان» مسؤولية الهجوم الانتحاري على البرلمان الأفغاني في كابول، وسيطرت الثلاثاء على منطقتين في شمال أفغانستان خارج نطاق قاعدة قوتها التقليدية في الجنوب، وهدّدت بالاستيلاء على قندوز التي تعدّ محوراً زراعياً هاماً في الشمال.

واستفادت الحركة في تلك الخطوات من الفراغ الأمني الذي سببه ضعف القوات الأمنية الأفغانية، كما يقول بعض الخبراء الإقليميين. إلا أن «طالبان» تواجه أيضاً ضغوطاً متصاعدة من المقاتلين داخل صفوفها نابعة من تنظيم «داعش» الذي حقق نجاحاً كبيراً. وبنشاطها الجديد، فإن «طالبان» تهدف إلى أن تظهر لقادتها ومقاتليها وأيضاً للشعب الأفغاني أنها لا تزال قوّة يحسب حسابها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى