سقط المشروع الغربي ضدّ سورية وفرنسا في طليعة الخائبين
نور الدين الجمال
التآمر الغربي على سورية مستمرّ وبأوجه وأساليب مختلفة، عسكرية وسياسية واقتصادية، وصولاً إلى استعمال الملف الإنساني المشبوه الذي حاولت الدول الغربية من خلاله إمرار مشروع قرار فرنسي بتهمة ارتكاب مجازر في سورية ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق محاصرة على ما يزعمون من الحكومة السورية.
وتؤكد مصادر دبلوماسية مواكبة لاجتماعات مجلس الأمن الدولي حول الأزمة في سورية أن توقيت مشروع القرار الفرنسي الذي سقط في جلسة تصويت لمجلس الأمن الدولي كان يهدف في جوهره إلى التشويش على موضوع الاستحقاق الرئاسي، وفي الوقت نفسه إلى إحراج كل من روسيا والصين بأنهما استعملا حق النقض الفيتو في موضوع يتعلق بوجود جرائم في سورية وحصار مدنيين ومنع المساعدات الغذائية والطبية عنهم، لكن مع علم فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية المسبق بأن روسيا والصين سيستعملان الفيتو. إلاّ أن الدول الغربية أصرت على طرح مشروع القرار على التصويت، والأمر نفسه ينسحب على ملف الكيماوي الذي حاولت الدول الغربية استغلاله لتوجيه ضرب عسكرية إلى سورية وكل هذه المحاولات فشلت أولاً أمام إرادة وصلابة الدولة الوطنية السورية والشعب السوري وأمام الإنجازات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري في الميدان وفي أكثر من منطقة استراتيجية على الأرض السورية.
تضيف المصادر الدبلوماسية أن النفاق الغربي عامة والفرنسي خاصة حيال الملف السوري بات واضحاً، وعبر أكثر من محطة مرت بها الأزمة السورية، وعندما فشلت في العدوان المباشر على سورية باتت تبحث عن البدائل فاختارت مجيء الإرهابيين والتكفيريين والتنظيمات «القاعدية» في مختلف أنحاء العالم لتدمير الدولة الوطنية السورية وتصويرها بأنها أضحت دولة فاشلة. هذا على الصعيد العسكري، أما سياسياً فلجأت الدول الغربية إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وآخرها محكمة الجنايات الدولية، والمحاولات كلّها سقطت بفضل الموقف الروسي والصيني الثابت حيال الأزمة في سورية، والعمل على إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة من خلال مؤتمر جنيف، وما كان سبقه من مؤتمر الدول الثماني الذي أكد على دعم الدولة الوطنية السورية في محاربتها الجماعات الإرهابية والتكفيرية.
أوضحت المصادر الدبلوماسية أن أهمية الفيتو الروسي ـ الصيني المزدوج من محطة أساسية عنوانها أنه في لحظة كان الرئيسان الروسي والصيني على إحدى البوارج الحربية يشاهدان مناورة عسكرية مشتركة، واجهت البلدان مشروع القرار الفرنسي بفيتو مزدوج، ناهيك عن أن هذا الفيتو أنتج تحالفاً دولياً جديداً يضم روسيا والصين وإيران التي كانت حاضرة ومشاركة بفاعلية في مؤتمر شنغهاي، ما يعني الاقتراب من تحالف عالمي جديد، وبات الانفراد الأميركي في تقرير مصير العالم وشعوبه من الماضي، وهذه النقطة تحدث عنها بوضوح تام الرئيس فلاديمير بوتين قبل بضعة أيام عندما أشار إلى فشل الأحادية القطبية في العالم، قاصداً بالطبع الولايات المتحدة الأميركية.
في ضوء هذه المؤشرات والمعطيات كان الهدف مما قام به الفرنسيون في مجلس الأمن الدولي عبر إحالة سورية على المحكمة الجنائية الدولية، فضلاً عن التشويش على الانتخابات الرئاسية السورية، تحميل مسؤولية انتهاك القانون الدولي لسورية وفتح الباب لـ«إسرائيل» كي تشنّ عدواناً عليها، علماً أن الغرب لوّح منذ بداية الحوادث في سورية أكثر من مرة بتوجيه ضربة عسكرية تارة تحت ذرائع الملف وتارة الملف الكيماوي وطوراً ملف الجرائم تارة، لكن حيال مجموعة العوامل الإيجابية على الأرض السورية لمصلحة الدولة الوطنية سقطت المشاريع الفرنسية ـ الصهيونية الأميركية الهادفة إلى تدمير سورية. وما أعلنه وزير خارجية فرنسا أخيراً بعد لقائه الوزير جون كيري من أن أميركا ارتكبت خطأ عندما لم تشن الحرب على سورية دليل واضح على التآمر الفرنسي المباشر ضد سورية!