سقوط اليد «الداعشية» في الجيب «الأردوغاني»… فما هو الثمن؟

فاديا مطر

على وقع ما مُني به من خسائر من الآونة الأخيرة على يد القوات الكردية، يسعى تنظيم «داعش» الأرهابي إلى إمساك المبادرة التركية لإعادة تدويره ضد الأكراد، وهو التنظيم المسلح الذي لم تقلق منه تركيا على حدودها مقارنة بقلقها من المكون الكردي، فهذا يأخذ إبرة البوصلة التركية لتشير بوضوح نحو الدعم والتنسيق التركي ـ الداعشي، فمنذ نشأة هذا التنظيم الارهابي كانت بحكم موقعها الجيو-سياسي الذي يضعها في ملاعب اللاعبين الأساسين القادرين على دعم هذا التنظيم الذي نمت أول جذوره في عام 2004 بعد الغزو الاميركي للعراق ليشتد عوده في عام 2013 مع إعلان البغدادي دمج تنظيم «النصرة» مع تنظيم «دولة العراق» في حلة جديدة اتخذت هذا الشكل الإرهابي الذي سارعت تركيا إلى دعمه في تشاركية ليست مخفية اول أوراقها إطلاق التنظيم لـ «46» رهينة تركية في 22 ايلول 2014 كان احتجزه في تموز من نفس العام بحسب ما ذكر موقع «دايلي بيست» الأميركي، لتتوالى أوراق الدعم التركي من حضانة مالية واستخباراتية إلى تسهيل استخدام الحدود التركية كمعبر لوجستي لعناصر التنظيم الارهابي، بالإضافة إلى تموضع تركيا كملاذ أمن للرجال والسلاح عبرت عنه تصريحات وزير الخارجية «جاويش اوغلو» في 16 كانون الثاني 2015 من أن 700 تركي يقاتلون في صفوف «داعش»، لتتضح الصورة التركية الداعمة لداعش بعد دخول القوات التركية إلى قبر «سليمان شاه» في عمق الأرض السورية الواقعة تحت سيطرة التنظيم في 21 شباط الماضي والخروج الأمن لهذه القوات، فهذه المرآة الحقيقية التي تعكس حجم التعاون العسكري بين تركيا وتنظيم «داعش الإرهابي الذي يتم استخدامه كورقة «بدل ضائع» ارهابياً عن تنظيم «النصرة» الإرهابي الذي يتم تسويقه كفريق «معتدل» إقليمياً ودولياً بالإضافة لرمي الاوراق الداعشية في مخطط تفكيك سورية والعراق كذخيرة إيديولوجية تزيد حدة الصراعات بتغذية تركية تستهدف أول ما تستهدف التجمعات المذهبية والدينية والعرقية التي أحد عقدها العقدة التركية ـ الكردية، التي برزت قساوتها بعد الانتخابات البرلمانية التركية في 7 حزيران الجاري التي ينتظر حزب «العدالة والتنمية» تحمل مسؤولياتها لجهة ما غيرت من الوضع التركي الذي اتجه نحو التقيد كلاعب إقليمي في ظل ما يلف هذه النتائج البرلمانية من غموض على الصعيد الحكومي الداخلي التركي، الذي فشل في توزيع غرائزه العثمانية على الحسابات الخاطئة التي لم يبقَ أمامها سوى «الوقت الضائع» لقدوم التفاهم النووي الذي يفرض خرائط جديدة على تركيا تُصغر من حجمها الذي ظهر كفائض قوة في ما مضى بدأ يتجه نحو الانحسار وتفاقم الفشل، فهناك أشياء كثيرة ستتغير في المنطقة أولها أولوية الحرب على «داعش» مع إنتهاء مبرر استخدامه أميركياً والذي سينعكس على الصمت الأميركي والدولي تجاه استعماله تركيا كأوراق قوة على خلفية ما يستقر إليه الوضع الحكومي الداخلي التركي الذي يترقب نهاية حزيران الجاري بعيون الموازين والتحالفات الجديدة في المنطقة على لوحة الأولويات التي فقدت تركيا فيها مائدة الأفطار الكردية، بعد الدخول الكردي للبرلمان التركي الذي افقد حزب «العدالة والتنمية» خبزه الطازج، ليكون الانتظار الفارغ هو ما أمتد على الطاولة التركية من منع قيام شريط كردي على الحدود يتصل بأكراد العراق وتركيا من الحدود السورية والتي رسمت «تل أبيض» أول تساؤلاتها المرتبطة بالدور الكردي سواء في تركيا أو سورية أو الخريطة الشرق اوسطية الجديدة كمكون يثير الريبة التركية التي أعادت إستخدام مخالب «داعش» من بوابة مدينة «عين عرب» الكردية السورية وعبر الحدود التركية التي كانت وما زالت معبر «داعش» الاستراتيجي واللوجستي لإستعادة ما فقده التنظيم من خطوط استراتيجية في حدود الرقة معقل سكنه في الأيام المنصرمة، لتقع «كوباني» تحت الإبادة بيد التنظيم الإرهابي لحساب الفاتورة الإقليمية والدولية التركية التي بدأت تنثر السيارات المفخخة في «عين عرب» والاعدامات الميدانية في 25 حزيران الجاري رداً على التقدم الكردي في ريف الحسكة والرقة وتل أبيض التي قطعت شرايين الدعم «الترك – داعشي» الذي يقف في موقف «الكافر» تجاه مستقبل عملية المصالحة التركية مع حزب العمال الكردستاني العراقي الذي تأتيه ألسنة الرد من الجغرافيا السورية في سيناريو تركي يتم تسجيل مشاهده تحت عيون «التحالف» الأميركي والذي توضح دوره سابقاً إبان مهاجمة «كوباني» في تشرين الأول من العام الماضي من قبل التنظيم نفسه وباليد اللوجستية التركية نفسها التي وضعت «بيضها» اليوم تحت رحمة نهاية حزيران والبعد «الداعشي» الذي دفع سابقاً فواتير «كوباني» والرقة والجفرافيا العراقية التي أوقعته تحت معادلات سياسية وعسكرية حكمته بالإعدام مهما طال الوقت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى