الردّ: ثورة الثقافة والوعي!
نصّار إبراهيم
هذا الفكر الإرهابي التكفيري الإقصائي الغريزي القاتل بِاسم الله وبِاسم الدين، هذا الفكر الظلامي الوهابي الذي يفتك في كل مكان، ويضرب في كل اتجاه، ويقتل كل الألوان والأطياف والأديان والمعتقدات والقيم… هذا الفكر المسكون بحيوانية الجنس… لن يُصَدّ ويُهزَم إلا بثورة ثقافية مقاوِمة وجريئة لا تهادن أو تساوم على القيم، ثقافة جوهرها ومحورها الإنسان: حياة الإنسان، حرية الإنسان، كرامة الإنسان… وعقل الإنسان.
ثورة ثقافية معرفية واضحة وحاسمة تُنازِل هذا الفكر القاتل، ولا تدير ظهرها له هرباً أو خوفاً أو مجاملة. ثورة ثقافية معرفية تكشف وتتصدّى بلا هوادة لكل من يدعم هذا الفكر القاتل سياسياً وإعلامياً ومادياً. ثورة ثقافية تقتحم حواضنه الاجتماعية والتعليمية والمؤسساتية، وتزلزلها من جذورها.
ثورة ثقافية تكشف خطورة التديّن الشكلي والميكانيكي. ثورة تعيد إلى الأديان إنسانيتها. ثورة تهبط بالدين من السماء لتحمي الإنسان. لا فكراً يخطف أرواح البشر على الأرض ليرسلها إلى السماء جثثاً ممزّقة أو محروقة أو غريقة أو مذبوحة.
أما مَن يبحث عن نقطة تقاطع أو تبرير أو تسويغ أو مساومة أو مسايرة مع هذا الفكر أيّاً كان الدافع والهدف، إنما يشرّع القتل ويطيل زمن المذبحة لا أكثر، ويغطّي على تدمير أجمل وأروع وأنبل ما يجعل الإنسان إنساناً… بِاسم الله.