احتفال بمناسبة مرور 125 سنة على الوجود اللبناني في أورغواي
نظمت السفارة اللبنانية في مونتيفيديو عاصمة أورغواي، احتفالاً حاشداً في القاعة التاريخية الكبرى في «الجامعة الوطنية la republica»، وذلك بمناسبة مرور 125 سنة على الحضور اللبناني في هذا البلد، وتمّ للمناسبة تكريم 55 متحدّراً من أصل لبنانيّ برعوا في ميادين السياسة والاقتصاد والثقافة والعلم والقانون.
حضر الاحتفال الذي رعته وزارات: الخارجية والتربية والثقافة، وزيرة الثقافة ماريا جوليا نونيز، رئيس أورغواي السابق والسيناتور الحالي خوسيه موجيكا، رئيسة بلدية مونتيفيديو آنّا أوليفيرا، رئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور خورخي شدياق، والنواب: أمين نيفوي، عمر لفلوف، بابلو عبد الله، ورئيس الجامعة الوطنية روبرتو ماركنيان، ومدير حقوق الإنسان في الخارجية ومسؤول ملف النازحين السوريين في أورغواي خافيير ميراندا، إلى جانب عدد من السفراء من الخارجية الأوغوانية وسفراء معتمدين لدى أورغواي وحشد كبير من المغتربين اللبنانين.
بدأ الاحتفال بالنشيدين الوطنيين الأورغواني واللبناني، ثم عُرض فيلم وثائقي عن مآسي اللبنانيين قبل الحرب العالمية الأولى التي دفعتهم إلى الهجرة. ثمّ قدّم مغني الأوبرا من أصل لبناني إدواردو الأيوبي مقاطع غنائية باللغتين الإسبانية والعربية ولاقت استحساناً كبيراً.
وألقى ماركنيان كلمة عن الاغتراب اللبناني وأهميته في إغناء النسيج الاجتماعي في أورغواي. وألقى عبد الله كلمة بِاسم الجالية اللبنانية متناولاً مفهومه للاغتراب عموماً، واللبناني خصوصاً، مضيئاً على تجربته الخاصة ومشاعره عندما زار بيروت للمرة الأولى.
وتناول القائم بالأعمال بالوكالة الدكتور أليخاندرو بيطار مأساة المغتربين الأوائل الذين اضطرّوا لمغادرة الوطن نتيجة المجاعة والحروب والتمييز الطائفي والعنصري. مبيّناً كيف أنّ هذه المأساة تتكرّر في القرن الواحد والعشرين، من أفريقيا إلى أوروبا، وإلى دول تعاني الإرهاب التكفيري الذي لا يشكّل تهديداً على لبنان وسورية فقط، إنما على العالم أجمع. وفي هذا السياق، شكر بيطار دولة أورغواي على استضافتها نازحين سوريين على أراضيها.
وتحدّث موجيكا عن الدور الذي أدته بلاده في احتضان عدد كبير من الجاليات، باعتبارها بلد الرحمة والتسامح. مركّزاً على ضرورة مشاركة جميع المحتاجين في العالم مأساتهم ومحنتهم.
أما نونيز، فنوّهت بالإبداع اللبناني، وبتنوّع لبنان سياسياً واقتصادياً وفنياً وعلمياً. وبعد الكلمات، سُلّم كلّ مكرّم قطعة خشبية فنية، نُقشت في وسطها أرزة لبنان بالفضّة، كما اسم المكرّم. وقُرأت نبذة وجيزة عن إنجازات كلّ مكرّم، ووزّع كرّاس أعدّته السفارة لهذه الغاية، وهو عبارة عن صورة تاريخية لعائلة السفير جورج خوري التي وصلت إلى أورغواي عام 1920، مع أسماء المكرّمين ونبذة عن إنجازاتهم.
وكان رئيس أورغواي الدكتور تاباري فاسكيز، قد أرسل رسالة تهنئة وتقدير للدور الذي لعبته الجالية اللبنانية في أورغواي، ولمساهمتها في إغناء المجتمع في مختلف الميادين. كذلك أرسل الكاردينال دانيال ستورلا رسالة أكّد فيها حبّه للبنان واللبنانيين، ولكل أبناء الجالية اللبنانية التي أغنت أورغواي بعناصر منتجين.
يذكر أن الاحتفال حظي بتغطية إعلامية أورغوانية هامة، إذ نقتله معظم القنوات التلفزيونية في نشرات الأخبار. وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أنّ اللبناني الأول الذي وصل إلى أورغواي هو إيميليو نفاع، وذلك عام 1890، وهو من بلدة بيت شباب ـ المتن الشمالي.