باسيل: إذا سقط لبنان أمام الإرهاب سقط مفهوم عدم الانحياز

أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل» أنّ لبنان ملتزم بالشرعية الدولية، لا سيما قرار مجلس الأمن 1701، بما يعنيه من تثبيت لقواعد الاستقرار والأمن وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، ولكن بما يعنيه أيضاً من انتقال من وقف للأعمال العدائية، مروراً بوقف شامل لإطلاق النار ووصولاً مرتجىً إلى سلام عادل ودائم».

وفي كلمة ألقاها في مؤتمر دول عدم الانحياز المنعقد في الجزائر، قال باسيل: «لبنان هذا يطالب المجتمع الدولي، وفي سبيل إحقاق العدل والسلام، بوقف تماديات واعتداءات «اسرائيل» بانتهاك سيادته أرضاً وبحراً وجواً. ولبنان هذا، وانطلاقاً من حرصه على تعاون جيشه مع قوات حفظ السلام الـ «يونيفيل»، يدعو إلى مساعدة جيشه من خلال المؤتمر الدولي المقرر عقده في روما في 17 حزيران المقبل، مساعدة لا ُتفضي فقط إلى حُسن تطبيق الـ1701، بل ُتفضي أيضاً إلى مكافحة الإرهاب الذي هو خطر يتهدد كل دولنا لأنّ دعم الجيش اللبناني يهدف أيضاً وأيضاً إلى قيام الدولة القوية في لبنان، والتي لا ينازعها في قوتها شريك داخلي أو خصم مغتصب خارجي، حيث يؤكد لبنان على قدرته الفعلية على تحرير أرضه المحتلة، ولا سيما تلال كفرشوبا ومزارع شبعا وشمال قرية الغجر، وعلى حفظ ثروته النفطية والمائية وحماية حدوده البحرية والبرية بوجه قوة الاغتصاب «الإسرائيلية»، وذلك بفضل معادلات القوة المنبثقة من حقه في مواجهة الاحتلال».

وأضاف: «لبنان هذا يحثّ المجتمع الدولي على دعمه ودعم مؤسساته الحكومية دعماً فعلياً لا كلامياً من خلال مجموعة الدعم الدولية التي أنشأت صندوقاً ائتمانياً بهدف تمكينه وتمكين مؤسساته الرسمية من تحمّل الأخطار المباشرة المحدقة به، ولا سيما أخطار تدحرج الأزمة السورية إلى أراضيه».

وأضاف: «إنّ لبنان المعافى والقوي والمحافظ على رسالته الإنسانية يمكنه المساهمة في حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً مبنياً على القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية، وتأكيداً على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، انطلاقاً من الشرعية الدولية، واستناداً إلى رفض التوطين الثابت في الدستور اللبناني. ولبنان في تعدديته هو نقيض الدولة الأحادية في «إسرائيل».

لبنان هذا هو عنوان للسلام بينما «إسرائيل» تلك هي عنوان للحرب، وأي جهد دولي، كي يكون ناجحاً، يجب أن ينصبّ في اتجاه إحقاق العدل إحلالا للسلام، سلام يجعل من منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل، بينما لا تزال «إسرائيل» ومنذ عام 2012 تؤخر انعقاد مؤتمر دولي بهذا الخصوص، حتى لا تنضم محرجة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية NPT».

ولفت إلى «أنّ هذا السلام الذي يريده لبنان هو في مواجهة الإرهاب الدولي المعولم فكراً وإيديولوجية وتنظيماً، فيما تقوم «إسرائيل» بممارسة إرهاب دولة منظم ومقونن، وحيث أنّ الإرهاب لا دين ولا طائفة ولا مذهب ولا جنسية له، فإنّ لبنان برسالته ونموذجه وتكوينه وبكل أطيافه ومكوناته هو رأس حربة ضده، وهو يقوم بالنيابة عنكم جميعاً بمكافحته ومحاربته. فإن سقط لبنان أمام الإرهاب، سقط مفهوم عدم الانحياز للباطل، وإن نجح لبنان، ساد مفهوم الانحياز للعدل والسلام».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى