ما هي السيناريوات المحتملة بعد اشتداد الهجمات الإرهابية في مصر؟
سلسلة هجمات دامية في شبه جزيرة سيناء شنها تنظيم «ولاية سيناء» المرتبط بـ«داعش» استهدفت كمائن للجيش المصري في الشيخ زويد وأودت بحياة عشرات العسكريين والمدنيين المصريين.
وتبنى تنظيم «ولاية سيناء» أمس الهجمات على كمائن للجيش المصري في الشيخ زويد ومحيطها، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى بينهم مدنيون في الاشتباكات المستمرة في شمال سيناء حتى اللحظة.
وتنظيم «ولاية سيناء» كان معروفاً في السابق بـ «أنصار بيت المقدس» وقام بمبايعة تنظيم «داعش».
وقام مسلحو التنظيم بهاجمة 19 موقعاً عسكرياً وأمنياً، وقاموا بـ 3 عمليات انتحارية استهدفت نادي الضباط في العريش وكميني السدرة وأبو رفاعي جنوب مدينة الشيخ زويد. كما جرى استهداف كمائن عديدة للجيش والشرطة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة وقذائف «أر بي جي» والهاون.
وادعى التنظيم أنه فرض سيطرته الكاملة على 8 مواقع عسكرية، فيما نفت مصادر عسكرية صحة هذه الأنباء، مؤكدة أن الجيش صد جميع الهجمات.
ونقت وكالة «أ ف بـ« عن مصادر أمنية وطبية قولها إن عدد قتلى هجمات الشيخ زويد، ارتفع إلى 74 شخصاً، بينهم 36 جندياً ومدنياً، و38 جهادياً. بينما نقلت وسائل إعلام مصرية عن مصادر طبية ارتفاع حصيلة هجمات سيناء إلى 64 قتيلاً في صفوف قوات الأمن.
ونقلت الإذاعة المصرية عن مصدر أمني قوله إن 89 مسلحاً قتلوا في سلسلة غارات شنها الجيش المصري على مواقع تنظيم «ولاية سيناء» في مناطق مختلفة.
وأعلنت القوات المسلحة أن نحو 70 مسلحاً شنوا هجمات متزامنة على 5 حواجز أمنية جنوب الشيخ زويد.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة العميد محمد سمير: «الاشتباكات لا تزال مستمرة حتى الآن ومن المرجح ارتفاع أعداد القتلى من العناصر الإرهابية وأعداد الشهداء من أبطال القوات المسلحة».
وأوضح المتحدث أنه جرى استهداف منطقتين تجمعت فيهما عناصر إرهابية، وتم القضاء عليهم جميعاً.
وأكد مصدر أمني أن طائرات الأباتشي نجحت في تصفية 10 عناصر إرهابية مسلحة من مهاجمي الحواجز الأمنية في الشيخ زويد إضافة إلى إصابة آخرين.
هذا وتشارك في العملية التي يجريها الجيش المصري في شمال سيناء ضد الإرهابيين مروحيات «أباتشي» التي تستهدف مواقعهم، وطائرات «إف- 16» المكلفة بتأمين القوات البرية المشاركة في العملية.
هذا وتحدثت مصادر إعلامية عن سقوط 10 قتلى على الأقل في هجوم شنه إرهابيون على كمين أبو رفاعي جنوب الشيخ زويد بسيارة مفخخة.
هذا وأفاد شهود عيان داخل مدينة الشيخ زويد بسماع دوي انفجارات قوية وأصوات إطلاق نار، فيما تحدثت مصادر إعلامية عن استهداف مواقع أمنية في المدينة بسيارات مفخخة.
وأوضح شهود العيان أن مجموعات مسلحة هاجمت قسم شرطة الشيخ زويد مستخدمة قذائف «آر بي جي». وأكد الشهود أنهم رأوا المسلحين في شوارع المدينة. وقال مصدر أمني إن القوات ترد على مصدر إطلاق النيران، موضحاً أن كمائن عدة على الطريق الدولي العريش – رفح تعرضت لهجمات متزامنة بقذائف صاروخية.
خسائر في صفوف المدنيين
وذكرت مصادر أمنية أن سيدة قتلت وأصيب 5 آخرون من أسرة واحدة بقرية الشهاوين جنوب الشيخ زويد نتيجة الاشتباكات الدائرة بين قوات الأمن والعناصر المسلحة صباح الأربعاء.
هذا وأعلنت مصادر أمنية وطبية الثلاثاء، عن مقتل طفلين وإصابة 3 أشخاص آخرين من أسرة واحدة، نتيجة سقوط قذيفة على منزلهم، جنوب الشيخ زويد.
وزارة الداخلية تدفع بقوات
وكشف مصدر بوزارة الداخلية أنه تم الدفع بقوات إضافية لتعزيز الأوضاع الأمنية بمنطقة سيناء لمواجهة العناصر المتطرفة.
وأضاف المصدر أن وزارة الداخلية تنسق عملياتها تنسيقاً كاملاً مع القوات المسلحة في مواجهة الإرهاب.
وأشار المصدر إلى أنه تم تعزيز الخدمات الأمنية حول منشآت الشرطة ومديرية أمن شمال سيناء في العريش والدفع بأعداد كبيرة من الضباط وأفراد المتفجرات ونشر الكلاب البوليسية.
العدو يرفع جاهزيته
في الاثناء، أعلن جيش العدو حالة التأهب القصوى على طول الحدود المصرية «الإسرائيلية»، بعد ظهر أمس. وذكر موقع «واللا» الإخباري «الإسرائيلي» أن الجيش نشر قوات إضافية على طول الحدود مع شبه جزيرة سيناء، كما أن آليات ثقيلة وعدداً من الدبابات تمركزت عند معبر «نيتسانا» الحدودي مع مصر. وكانت أغلقت «إسرائيل» صباح أمس معبر «كرم أبو سالم» بين الكيان الصهيوني وقطاع غزة ومعبر «نيتسانا» البري بين مصر وغزة.
سماع دوي انفجارين في رفح
وقالت مصادر أمنية وشهود إنه سمع دوي انفجارين في مدينة رفح المصرية الواقعة على الحدود مع قطاع غزة. ولم يتضح على الفور سبب الانفجارين.
إعلان حالة الطوارئ
وكانت مديرية الصحة والسكان بشمال سيناء أعلنت حالة الطوارئ القصوى مع استمرار الاشتباكات العنيفة في مدينة الشيخ زويد ومحيطها. وقال مصدر طبي إنه جرى استدعاء الأطقم الطبية وتوفير أكياس الدم والمستلزمات الطبية بجميع مستشفيات المحافظة بخاصة مستشفى العريش العام، كما رفعت درجة الاستعداد بإسعاف شمال سيناء.
هذا وتحدثت مصادر طبية عن وصول 30 جثة على الأقل، بينها جثث لعسكريين إلى المستشفى العسكري في العريش.
وفي السياق، كان 3 إرهابيين قد لقوا مصرعهم مساء الثلاثاء بانفجار سيارة مفخخة كانوا يستقلونها قرب مركز أمني في مدينة 6 أكتوبر بالقاهرة. وأوضحت مصادر أمنية أن عبوة ناسفة انفجرت في شكل مفاجئ قبل أن يتمكن الإرهابيون من تنفيذ مخططهم.
يذكر أن الحادث وقع بعد ساعات من قرار وزير الداخلية المصري مجدي عبدالغفار برفع الحالة الأمنية إلى الدرجة «ج»، تحسباً لوقوع عمليات إرهابية، وذلك غداة تفجير شرق القاهرة، راح ضحيته النائب العام في مصر هشام بركات.