نضال الأشقر تُعَملِق مسرح المدينة
حيّت «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل» مؤسسة مسرح المدينة ورئيسة مجلس الأمناء فيه نضال الأشقر، لامتناعها عن استضافة الفنانة شيرين بانجار أوغلو، بسبب نشاطاتها التطبيعية مع العدو الصهيوني، مؤكدة أنّ هذا الموقف ليس غريباً عن الأشقر، إنما هو استمرار لموقفها الوطني القومي، ويأتي تعزيزاً لنهج المقاطعة الذي يحقّق إنجازات مهمة في الساحة العالمية.
كما أشادت الحملة بموقف العاملين في مسرح المدينة، كمنبر ثقافي ملتزم، داعيةً الجمهور إلى تشجيع نشاطاته وحضورها. مطالبةَ كافة متعهّدي الحفلات ومدراء المهرجانات في لبنان بالاقتداء بهذه الخطوة الوطنية والقومية النبيلة، والانضمام إلى ساحة عزل «إسرائيل» في كلّ المجالات.
وشكرت الحملة وزارة الثقافة، على التجاوب السريع مع رسالتها إليها، وعلى التنسيقِ مع السيدة الأشقر من أجل اتخاذ الخطوة الوطنية المناسبة.
ووجهت الأشقر رسالة الى حملة المقاطعة جاء فيها: إنني بِاسمي الشخصي، وبِاسم جميع العاملين في مسرح المدينة، أتوجه إليكم بأسمى مشاعر العرفان والتقدير للدور الكبير الذي تؤدّونه في مواجهة التطبيع مع عدونا الوطني والقومي، «إسرائيل».
وأضافت: لم نكن نعلم دور هذه الفنانة في التطبيع مع كيان العدو و«حضارته» الزائفة تحت عنوان مزيّف هو الآخر، ألا وهو «لقاء الحضارات». أيّ لقاء مع من يسفك دماءنا، ويهجّر شعبنا، ويستبيح أرضنا وجوّنا وماءنا منذ عقود؟ لا لقاء مع عدوّنا إلا لقاء الحديد والنار، ولا طريق لنا إلا مقاومته ومقاطعته في مختلف الصعد، الفنية والاقتصادية والثقافية والرياضية والأكاديمية.
وتابعت: ثقوا بأننا سنكون إلى جانبكم، يا أبناء الحياة، داعمين مستمرّين نضالكم الوطني والقومي، مواجهين كلّ تطبيع مع العدو. هذا كان موقفنا منذ عقود، وسيستمرّ هذا الموقف حتى تحرير كامل فلسطين، وكامل الأراضي التي اغتصبها العدو منّا. من جديد، أشكركم للفت انتباهنا، وإلى الأمام معاً من أجل نصرة قضيتنا الوطنية والقومية العادلة.
وكانت حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» قد وجّهت أول من أمس إلى الأشقر رسالة جاء فيها: نكتب إليكم بعدما علمنا أنّ مسرح المدينة يستضيف عازفة «الهارب» التركية شيرين بانجار أوغلو، ليل السبت 4 تموز الحالي. نحيطكم علماً، أيتها السيدة الكريمة، أنّ أوغلو سبق أن تعاونت مع عازف الإيقاع «الإسرائيلي» يينون معلم، وأصدرا ألبوماً مشتركاً بعنوان «telveten» عام 2009. وقد عبّرت عن دعمها التطبيع مع «إسرائيل» من خلال رؤيتها أهمية هذا الألبوم ليس فقط من الجانب الموسيقي، إنما أيضاً من خلال التقاء ممثلين عن حضارتين. كما شاركت أوغلو مع «الإسرائيلي» ذاته، يينون معلم، في حفلين ضمن مهرجان العود الدولي في القدس عام 2010. والجدير ذكره أنّ يينون ليس «إسرائيلياً» عادياً، إنما عُيّن لاحقاً في منصب الملحق الثقافي «الإسرائيلي» في اسطنبول.
لا شك أنكم تعلمون أنّ الكيان الغاصب يواجه مقاطعة عالمية متصاعدة على الصعد كافة. وإذا حصرنا حديثنا الآن في المجال الفني وحده، فلنكتف بالقول إنّ 700 فنان بريطاني وقّعوا في شباط الماضي تعهّداً بعدم إحياء أيّ نشاط فنّي في «إسرائيل»، ما لم تنسحب من الأراضي العربية المحتلة، وما لم توقف سياسة التمييز العنصري أبارتهايد في فلسطين 1948، وتسمح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم بموجب القرار الأممي رقم 194.
ليس من قبيل المجاملة أن نُشيد بنضالكم القومي والوطني والثقافي بالغ الأهمية، ممثلة ومخرجة ومؤسسة قديرة. ومن هنا ننتظر أن تلغوا استضافة فنانة ساهمت في التعمية على جرائم «إسرائيل» تحت شعار برّاق هو «لقاء الحضارات». فالفن، كما تعلمون، بل كما علّمتمونا، إنْ لم يساهم في عزل الظلم والاضطهاد، إنما يزيد في سطوتهما. وهذا ما وعاه الفنانون العالميون مقاطعو «إسرائيل»، مقتفين في ذلك أثر الفنانين العالميين الذين رفضوا العزف والغناء في مدينة الشمس في جنوب أفريقيا أيام الفصل العنصري البغيض في القرن المنصرم.
إنّ خطوتكم المنشودة تلك ستلقى الترحيب الشديد من أنصار العدل والحرية في العالم كافة، ومن سائر الوطنيين وأسَر الشهداء اللبنانببن والفلسطينيين والعرب، وستكون معلماً مهماً في معراج الثقافة الوطنية والقومية الملتزمة في لبنان.