مكتبة «البناء»
تواظب «البناء» كلّ فترة، على تخصيص صفحة أو أقل، لتسليط الأضواء على أهمّ الإصدارات العربية والمترجمة وكتب الأطفال، كخطوة لتعريف القارئ إلى هذه الإصدارات، من خلال نشر نبذات عنها، مع صور لأغلفتها، ما يسهّل الطريق على القارئ، كي يثري مكتبته ومكتبة أولاده.
المؤامرة على سورية
كتب محمد خالد الخضر: أصدرت «الهيئة العامة السورية للكتاب» عدداً من المؤلفات حول المؤامرة التي تتعرّض لها سورية وتداعياتها. وتنوّعت المؤلفات بأشكالها وأجناسها وفق مستويات متباينة، تعكس ما يملكه المفكّر والكاتب المثقف، لا سيما السوري، من نزوع إلى مواجهة الظلم الذي يطاول وطنه، والحفاظ على الكرامة، ورفض التبعية.
وفي كتابه الذي جاء بعنوان «في الأبعاد الحقيقية للأزمة»، استكشف الدكتور خلف المفتاح خيوط المؤامرة والوسائل التي استخدمها ناسجو هذه المؤامرة، معتمداً أسلوباً منهجياً ارتكز على قراءة واقعَي المنطقة التاريخي والجغرافي.
واعتبر الدكتور المفتاح في كتابه أن أحلام الدولة العثمانية الأردوغانية ودورها في التآمر على سورية منذ سنين طويلة، سقطت بسب البنية الحضارية التي يتمتع بها هذا البلد ورفض الضيم، تلك الصفة التي يتحلى بها السوريون على رغم مشاركة دول عربية كثيرة في المخطط الأردوغاني الذي يخدم مصلحة العدو الصهيوني والمحافظة على كيانه.
ومن أهم الكتب التي أصدرتها الهيئة، كتاب «المحنة السورية» للكاتب الفرنسي فريديرك بيشون، الذي ترجمه عدنان عزام، والذي كشف في صفحاته عن تآمر الغرب وأخطائه حول الأزمة في سورية، ودوره في إشعالها، وتورّطه في كل المؤامرات التي تواجهها سورية. معتبراً أن فرنسا كانت الأسوأ في التعاطي مع هذه الحرب، وفي إدراك خطورة هذا الأمر بسبب تورّط قادتها وعدم تفكيرهم الصحيح إزاء خطورة دعم الإرهابيين.
ورأى الكاتب الفرنسي أن بلاده ودول الغرب كافة كانت قاصرة عن معرفة ثقافة الشعب السوري وحضارته، ما دفعها إلى دعم هذه المؤامرة التي يغذّيها الفكر الصهيوني، مستشهداً بقول برنار ليفي: «نحن اليهود يحق لنا أن نقيم إمبراطوريتنا كما أقام العرب إمبراطوريتهم».
أما كتاب «طوفان الحرّية» للدكتورة رغداء مارديني، فتميّز بمقالات ذات طابع أدبي تابع الأحداث التي عاشها الشعب السوري منذ بداية مواجهته المؤامرة بشكل علنيّ، إلى ساعة صدور الكتاب، مستخدمة سرد الوقائع بأسلوب فني غلبت عليه الدلالات والإيحاءات، ما قرّب المقالات من أسلوب السرد القصصي الذي أدّى إلى إثارة العواطف والتشويق في المتابعة.
وتناولت مارديني مواضيع كثيرة تطرّقت إلى حياة الشعب السوري في ظلّ المؤامرة. ثم تعمقّت في بعض التشعّبات التاريخية التي كانت تشير إلى وجود مؤامرة كونية على العرب، وبشكل خاص سورية كما جاء في مقالَيها «تطبيقات إرهابية» و«حياً وميتاً يصوّت لأوباما»، إذ عرجت أيضاً على مستوى التحوّل الفوضوي العشوائي المدمّر الذي حققته إدارة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، وتحدّثت عن تصريحات هيلاري كلينتون الداعمة للفوضى، التي سبّبها ما سمّي «الربيع العربي».
وأصدرت «الهيئة العامة السورية للكتاب» مؤلفاً عنوانه «سورية القلب» لفادية جبريل، رصدت فيه مراحل مشروع الإدارات الأميركية المتعاقبة بإيعاز من الكيان الصهيوني لإعادة تقسيم المنطقة العربية إلى مناطق نفوذ جديدة، بما يلبّي أمن هذا الكيان وأهدافه في التوسّع باحتلال مناطق جديدة في محيطه الإقليمي.
ودلّت جبريل على منهجية قولها من خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية، واحتلال العراق، والحرب الصهيونية على لبنان عام 2006، وصولاً إلى ما نشهده اليوم من أحداث وتداعيات تعصف بالمنطقة، إضافة إلى إشعال فتيل الفتنة والحروب المتنقلة تحت مسمّى «الربيع العربي» الذي أغرق العالم العربي بالوحشية، وسقطت فيه كل المعايير الأخلاقية والدولية.
وأشارت جبريل في كتابها إلى أن سورية شكّلت العقدة في وجه هذا المخطّط بوقوفها في خط الدفاع الأول لمحاربة الإرهاب المصنّع في المطابخ الأميركية، والمدعوم من الخزائن الخليجية، والذي شكّل العمود الفقري لمشروع الهيمنة والتقسيم.
وفي كتاب علي القاسم «صفحات من دفاتر الأزمة… الصمت ليس حياداً»، تجاوز الكاتب مهمة الرصد والتسجيل ليصل إلى دائرة التوثيق اليومي بغية تعريف الأجيال والتاريخ بخطورة المؤامرة، نتيجة الطمع والحقد اللذين دفعا بالغادرين للعمل على تفتيت شخصية سورية الحضارية.
وحملت المقالات هموماً وأوجاعاً تحدثت عن متاعب ومخاطر ألمّت بالوطن وبالوجود الإنساني، وحاكت في معظمها هواجس ومخاوف. ولم تتردد في مقاربة الأمنيات والتطلعات والحديث بإسهاب عن شواهد تتراكم على ضفّتَي الحدث.
دور القيادة السياسية في إعادة بناء الدولة روسيا في عهد بوتين
صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية، كتاب «دور القيادة السياسية في إعادة بناء الدولة: روسيا في عهد بوتين » للدكتور أحمد سيد حسين.
تشعّبت وتطورت الأبحاث المتعلقة بـِ«الدولة»: النشوء، البناء، الانهيار، إعادة البناء، الشرعية، السلطة، القوة، الدور السياسي، الدور الاقتصادي ـ الاجتماعي، الدور الثقافي…إلخ، وتعدّدت المناهج والنظريّات، لكنها على تنوّعها تلتقي كلها عند ضرورة وجود الدولة، بما هي مؤسسة ناظمة وقائدة، مهما تكن طبيعتها الاجتماعية والسياسية. ومن هنا يلاحظ معظم الباحثين أن ما مِنْ دولة انهارت، لسببٍ أو لأكثر من الأسباب، إلّا وتولّدت في الواقع، ومن رحِم الانهيار نفسِه، ديناميّة البحث عن وسائل إعادة بناء الدولة، بمعزلٍ عمّا قد تكون عليه النتائج من نجاحٍ أو فشلٍ في نهاية المطاف. هذا ما عرفناهُ تاريخياً في تجارب الشعوب، قديماً وحديثاً، وقد بيّنت كلها ما للقيادة السياسية أفراداً أو مؤسسات من دور مؤثرٍ في بناء الدولة أو في إعادة البناء. ولعلَّ من بين الأمثلة البارزة في حياتنا المعاصرة، حالة روسيا في مرحلة انهيار الدولة خلال عهد بوريس يلتسين، ثم في مرحلة إعادة البناء خلال عهد فلاديمير بوتين، وهما المحور الرئيس في هذا الكتاب الذي يرصد هاتين الظاهرتين، فيحلّل الأسباب والدوافع، ويحاول صوغ قواعد عامة تتعلق بمعنى الدولة ووظائفها، ليسلّط من خلالها الأضواء على دور القيادة السياسية، وتأثير الرؤى والأهداف التي تحملها القيادة في عملية بناء الدولة.
يقع الكتاب في 510 صفحة، وهو من تأليف أحمد سيد حسين.
سوسيولوجيا العنف والإرهاب
يعرض الكاتب إبراهيم الحيدري لأهم النظريات التي عالجت العنف والإرهاب، وفي مقدّمها نظريات العقد الاجتماعي، بدءاً من هوبز ولوك، مروراً بماركس وفرويد وابن خلدون، وصولاً إلى فوكو وهابرماس.
يعالج الكتاب سوسيولوجيا العنف والاتجاهات النظرية في تفسيره وعلاقته بالطبيعة البشرية. ويتناول الكاتب موضوع الإرهاب وانتشاره في جميع أنحاء العالم، ويبحث خطورته وحساسيته وتعقيده ونتائجه الوخيمة على المجتمع والفرد، وذلك عبر دراسته من الناحيتين السوسيولوجية والسيكولوجية. ويركّز على الحركات الأصولية السلفية، وكذلك على جذور الفكر السلفي الجهادي. كما يبحث في أهم الحركات الإسلامية الأصولية المتطرّفة، وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين وتنظيم «القاعدة» وتفرعاته، خصوصاً تنظيم «داعش»، إضافةً إلى الأصوليات الدينية الأخرى، وكذلك الحركات الثورية التي خرجت على السلطة في الإسلام كالخوارج والحشاشين وغيرهما.
يقع الكتاب في 336 صفحة، وهو من إصدار «دار الساقي».
«إيبولا 76»
في عشش الكرتون، أحقر حيّ سكني في منطقة أنزارا، جنوب السودان، يكبر لويس نوا على وقع طفولة بائسة. الشاب الذي يعمل في مصنع للنسيج، يقرّر الزواج بالفتاة الأولى التي يراها تبتسم، «تينا»، بائعة الماء في الشوارع، ستصبح زوجته. لكن العامل البسيط ما يلبث أن يخونها مع خادمة الغرف في نزل للفقراء، في كنشاسا.
وفي ظهر يوم حارّ، سيلاحق «إيبولا»، الفيروس القاتل الذي ضرب الكونغو، جسد نوا ليسكن دمه. يغادر الفتى الأفريقي إلى بلاده، بعد رحلة حزن إلى الكونغو، ليصبح من دون أن يدري، جسراً يعبر عليه المرض المميت إلى أنزارا.
عبر فكرة القتل المحتمل، يرصد الروائيّ السودانيّ أمير تاج السر عوالم غرائبية، محاولاً إيجاد مدينة عادية، فيها شوارع ومتاجر، وملاهٍ ومواخير، وزيجات وطلاقات وقصص حب كاملة وناقصة.
الرواية من صدرت بطبعتها الثانية عن «دار الساقي»، وتقع في 144 صفحة.
كتب أطفال
«شَعر أحمر مجعّد»، قصّة من إصدار «دار اصالة»، للكاتبة المصرية أميمة عزّ الدين، تتناول فيها موضوعَي السخرية والاقتناع بالذات. وتتحدّث القصة عن فتى شعره أحمر مجعّد، يتعرّض دائماً للسخرية من قبل رفاقه، ويطلقون عليه نداءات وتشبيهات عدّة: «تعالَ هنا يا ذا الشعر الأحمر… أنت مثل ديك روميّ عُرفه أحمر…». ولمّا لم يعد يطيق تلك النداءات والكلام الساخر، قرّر أن يصبغ شعره. فهل يفلح في تحقيق هدفه؟
وأتت رسوم الرسّامة السورية هزار السنقنقي مميّزة في إبراز التفاصيل بشكلٍ مضحكٍ حيناً ومؤثّرٍ حيناً آخر، لتضفي على القصة جاذبية إضافية.
«وسيم يبحث عن جدّة»، قصّة للكاتبة جميلة يحياوي، والرسوم لنبيلة شيشكلي، وهي من إصدار «دار أصالة». وتتحدّث عن «وسيم»، الفتى الذي فقد جدّتيه قبل أن يولد ربما، ولما كبر ولاحظ أن أترابه يحظون بجدّات، شعر بأنَّه بحاجةٍ إلى جدّة تهتمّ به وتصنع له الكعك اللذيذ، وتروي له الحكايات الجميلة أيضاً. فأراد البحث عن جدّة، وبدأت رحلته الممتعة للبحث عنها.