إشتباك بين سرايا المقاومة وتيار المستقبل في السعديات بسبب مصلّى!
نجا إقليم الخروب أمس من فتنة بدت أنها مدبّرة، إثر وقوع اشتباكات عنيفة ليل أول من أمس بين مناصري تيار المستقبل وسرايا المقاومة في منطقة السعديات وأدّت إلى جرح 7 أشخاص بينهم عسكري أحدهم حاله خطرة. وسارع الجيش إلى التدخل لفضّ الاشتباكات والسيطرة على مصدر النيران.
وأعلنت قيادة الجيش مديرية التوجيه في بيان أنه «حصل إشكال في محلة السعديات بين أشخاص ينتمون إلى جهات حزبية، تطوّر إلى تبادل إطلاق نار بالأسلحة الحربية الخفيفة، ما أدّى إلى سقوط عدد من الجرحى. وعلى الأثر تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة، وفرضت طوقاً أمنياً حول مكان الاشتباك، كما قامت بتسيير دوريات مكثفة وتركيز حواجز ثابتة وظرفية في مختلف أنحاء المنطقة. أُعيد الوضع إلى طبيعته وتستمرّ قوى الجيش بتنفيذ عمليات دهم بحثاً عن المتورّطين في الحادث. وقد أصيب أحد عناصر الجيش بجروح غير خطرة أثناء تنفيذ المهمّة».
وفيما دعا قائد «كتائب عبدالله عزام» سراج الدين زريقات «سنّة لبنان إلى حمل السلاح» على خلفية إشكال السعديات، معتبراً أنّ «افتتاح حسينية في منطقة السعديات من قبل حزب الله استفزاز للسنّة»،
من جهته، عرض مسؤول حزب الله في جبل لبنان بلال داغر وقائع ما جرى قائلاً: «منذ خمسة أشهر افتتحنا مصلّى في مجمع يعود ملكية شققه لنا ولغيرنا في السعديات، فمنذ ذلك التاريخ تواصلت الاتهامات لنا بأنه مخزن سلاح، فقمنا بدعوتهم للصلاة معنا، وبعدها أقمنا مناسبات دينية في المصلّى واحتفلنا بالمولد النبوي وذكرى الإسراء والمعراج وتعمّدنا دعوة اخوتنا السنة في السعديات ومنهم آل الأسعد، حتى أن المنشدين كانوا من إقليم الخروب».
أضاف: «عندما رأينا أنّ الأجواء هادئة، على الرغم من الحوادث التي تحصل وهي فردية وليس أكثر، ارتأى أهالي المشروع المجمع وضع آذان في المصلّى، كوننا نتبادل الزيارات مع اخوتنا في السعديات، ويبدو أنّ رفع الآذان ترافق مع الأشرطة التي سرّبت من سجن رومية، مما تسبّب بردّ فعل».
وأضاف :» تكلم معنا الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل فطرحنا عليهما السؤال: ألا يوجد مساجد ومصليات للسنّة في مناطقنا؟ فكان الردّ نعم. فهل سمعتم أننا منعنا أيّ آذان؟ وعلى الأثر كبرت القصة وتدخل وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب محمد الحجار وغيرهما، فكان القرار من قيادتنا أن أوقفوا الآذان إذا كان يؤدّي إلى فتنة».
وتابع: «ليلة قرارنا بسحب الآذان، مرّت سيارة عند الساعة الثالثة فجراً وأطلقت أكثر من 100 طلقة على المجمّع، وأبلغنا الأجهزة الأمنية وقيادة الجيش. وتوالت الاعتداءات بعدها من شبان السعديات على شباننا، ومنها ضرب إبن مختار السعديات علي الأسعد شاباً من الأوزاعي يدعى علي الحركة. وفي اليوم التالي ضرب بهجت الأسعد شاباً اسمه علي سيف الدين، وهذه موثقة لدى الأجهزة الأمنية. ومنذ يومين تعرّضوا بالضرب لشاب سوري يعمل لدى شبابنا، وأبلغنا القوى الأمنية، ولكن للأسف على رسلهم، إلى أن حصل ما حصل بالأمس عندما أطلقت سيارة قبل الثانية عشرة ليلاً النار وكما قالوا على الكوخ الذي يملكه محمد الأسعد، ففي اللحظة التي كان الشباب يبلغونني بحادثة إطلاق النار، ما هي إلاّ دقيقة ونصف دقيقة حتى بدأ إطلاق النار على شققنا. لذلك نحن نعتبر الحادث مفتعلاً ومدبّراً، فبطبيعة الحال أنّ إطلاق النار لا يقابل بالتهليلات والصلوات، فالناس تريد الدفاع عن أنفسها، وكان أن حصل الاشتباك».
واعتبر داغر «أنّ التراخي مع هذه المجموعة هو من قبل القوى الأمنية، وانّ غطاءها السياسي والديني تأخذه من شخصيات دينية وسياسية في الإقليم، وعدم المحاسبة الجدية من قبل الأجهزة هي التي أوصلت الأمور الى ما وصلت إليه البارحة في السعديات». وقال: «نحن في السعديات كلنا موجودون، ولا أحد يريد إلغاء أحد، ورغبتنا هي العيش مع أهلنا وجوارنا بمحبة ووئام وسلام حتى النهاية، فإذا أحبّوا العيش هكذا هذا هو توجهنا وإذا أحبّوا افتعال محاور فنحن ليس لدينا توجه لصنع محاور في الإقليم. ما لدينا في السعديات هو مصلّى، ولنا حق مشروع بمعتقدنا، هناك تجمّع شيعي في السعديات التي يوجد فيها مسيحيون وسنة وشيعة، فحرية المعتقد لكلّ الناس، والاستفزاز والتطاول والاعتداء ممنوع من كلّ الناس، فهذا هو توجهنا».
تنديد بالإشكال
ودان نواب وفاعليات حزبية حادثة السعديات، فقال النائب علاء الدين ترو: «عليهم أن يفهموا جميعاً أنّ البلد غير مهيأ اليوم لمثل هذه المسائل الصغيرة، وملزمون بالتعايش في ما بينهم واحترام بعضهم بعضاً، واحترام عاداتهم وتقاليدهم وشعائرهم، وعلى القوى الأمنية ضبط الوضع الأمني ومحاسبة كلّ من يخلّ بهذا الوضع». فيما دعا النائب محمد الحجار حزب الله إلى إقفال المكتب.
واستنكر وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في اقليم الخروب سليم السيد الحادثة، وأعلن أن «الحزب وبشخص أمين السر العام ظافر ناصر وبتكليف من النائب وليد جنبلاط قام بسلسلة من الاتصالات مع جميع الأطراف ومع الحاج وفيق صفا في حزب الله، وكانت الأجواء ايجابية انطلاقاً من حرص كلّ الأطراف عدم الانجرار الى الفتنة».
ورأى مجلس محافظة جبل لبنان في حركة الناصريين المستقلين «المرابطون» في بيان «أنّ إدانة تفلت السلاح الميليشياوي لم تعد كافية، خصوصاً أنّ استمرار التعديات على الآمنين في مساجدهم أثناء تأديتهم للصلاة في شهر رمضان يؤدّي الى ما لا تحمد عقباه من تداعيات تؤثر على المسار العام للاستقرار وتجميع عناصر القوة لمواجهة الإرهابيين والمخرّبين الذين يهدّدون الوطن والمواطنين على امتداد لبنان».
ودعا «الجيش اللبناني الى ضرب البؤر المسلحة من دون تردّد».
وحذّرت جبهة «العمل الإسلامي» في لبنان «من بذور الفتنة المتنقلة بين الأحياء والبلدات والزواريب وذلك بسبب تصاعد لهجة التحريض والتجييش الطائفي والمذهبي في البلاد».