بيروت تحسم رئاسة الأسد «ديمقراطياً»
كتب المحرر السياسي
إذا كان بعض اللبنانيين لم يتورّع عن التنكيل بأنبل ظاهرة عربية معاصرة مثلتها مقاومة شعبهم، فكاد لها بعضهم وشوّهها وألّف عنها الحكايات وكتب فيها التقارير لأجهزة الاستخبارات، ووصل إلى حدّ استدراج العدوان الإسرائيلي ومواكبته للتمكّن من سحقها، فليس غريباً ألا ينثني هؤلاء عن إدمان العبث بالاستحقاق الرئاسي وتشويه موقف خصومهم منه والتهويل بالفراغ لتمرير ما يتناسب مع تأدية فروض الولاء لأسياد ما زالوا يملكون من المال لمن يريد المال، بينما يعجزون عن التسديد بفواتير الكرامة لمن لا يمكن كسب ودّهم بغيرها، فالواضح أنّ الانفتاح على العماد ميشال عون كمشروع رئيس توافقي، لم يكن بنية السعي لصياغة تفاهم سياسي سيكون أقلّ كلفة على تيار المستقبل من حالة التفاهم مع العماد عون وحلفائه في الثامن من آذار، على اسم من خارجها ومن خارج مكوّناتها الأساسية التي توفر شرط الرئيس القوي الذي نادت به بكركي، بل يبدو الانفتاح كما ترشيح جعجع الذي استخدم لوظيفة مرحلية للضغط بهدف تمرير التمديد يخدمان إطالة أمد الفراغ، حتى يجد السعوديون لدى الإيرانيين ما يبيعونه في الرئاسة اللبنانية بثمن يمني أو بحراني، أو يعادلون بلغة البازار نسبة التسوية اليمنية أو البحرانية بمقابل لبناني، بعدما أسقط في يدهم إجراء ذات المقايضة في الحالتين العراقية والسورية.
الفشل اللبناني والفراغ الرئاسي صارا يستجلبان بعضيهما البعض، فشل يؤدي إلى المزيد من الفراغ والمزيد من فراغ يؤدي إلى المزيد من الفشل، حتى صار النظام السياسي والاقتصادي في حال كوما لا يخرج منها إلا بمعجزة لا تبدو في الأفق، بينما دوامة سلسلة الرتب والرواتب جعلته كمريض الزائدة الدودية الذي لا يريد استئصالها ويدعي تعايشاً مع أوجاعها، كما هو حال المصارف وحزبها السياسي الرافض لأي عملية جراحية ولو موضعية تزيل مخاطر الالتهاب الاجتماعي، الذي بات على أبواب الامتحانات الرسمية يهدّد بانفجار تربوي وصولاً إلى تسييل الشارع وافتتاحه على المفاجآت غير المحسوبة وغير السارة.
الفشل وسوء التلقي وضعف الانتباه والتفكير من الأقدام بدلاً من الرؤوس، وصل بقوى الرابع عشر من آذار إلى الامتناع عن رؤية المشهد السوري في بيروت بعين الرضا عن انخراط السوريين المقيمين في لبنان في الممارسة الديمقراطية، التي كان يدعي فريق الرابع عشر من آذار أنه يريدها للسوريين، فلما جاؤوا إليها بمعزل عن طبيعة خياراتهم التي تخصّهم وحدهم تفرّغ إعلامهم وسياسيوهم وقادتهم للنيل من المشهد وتأويله وتحويره من دون إخفاء حال الكآبة والهستيريا، التي سيطرت على «أنصار ثورة الشعب السوري على نظام معزول» بدا ببساطة أنّ شعبه يحبّه وهو خارج سورية وفي كنف الأمن المحسوب على الرابع عشر من آذار، فطار «ضبان عقل حناين البطانيات وبودرة الحليب والحفاضات»، وصار شعارهم فليرجع السوريون إلى بلادهم ما داموا يحبّون رئيسهم، واكتشف النائب مروان حمادة أنّ الوضع في سورية بات آمناً لعودة النازحين.
رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان رأى في مشهد السوريين في لبنان تعبيراً أصيلاً عن إرادة الشعب السوري بقيامة من الأزمة، تواكب إنجازات جيشه وتستعدّ عبر الاستحقاق الرئاسي للمضيّ قدماً مع الرئيس بشار الأسد، في مسيرة بناء الدولة المقاومة القادرة على حماية القرار القومي والوطني.
على رغم كلّ الضباب والغبار بقي المشهد اللبناني سورياً والمشهد السوري لبنانياً، فقد انشغلت السفارات الغربية طوال يوم أمس بمواكبة المشهد الانتخابي الذي ظهر سبب منعه في عواصم الغرب والعرب تلافياً لتكرار مشهد بيروت، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها مراكز غربية متخصصة، أنّ سكان معتقل الزعتري الذي تحتجز فيه السلطات الأردنية النازحين السوريين، أنّ 20 في المئة فقط سيصوّتون لحساب المعارضة إذا أجريت انتخابات رئاسية بينما جاهر 43 في المئة بتأييدهم للرئيس الأسد غير آبهين بتنكيل الأجهزة الأمنية الأردنية وامتنع الباقون عن إبداء آرائهم تفادياً للعواقب.
الطوفان السوري الذي قدّره البعض بربع مليون سوري ووصل البعض لرقم المليون مقارنين المشهد بيومي الثامن والرابع عشر من آذار عام 2005 في ساحتي الشهداء ورياض الصلح فاضت به الشوارع المؤدية إلى السفارة السورية، وأدى إلى قطع طرقات المحافظات المؤدية إلى بيروت خصوصاً من جهة البقاع بفعل زحمة السير الخانقة التي تسبّب بها، بما فاق توقعات السفارة السورية التي كانت استعدت لاستقبال قرابة خمسين ألف ناخب من سبعين ألفاً سجلوا المشاركة، ليفوق عدد المصوّتين في اليوم الأول الثمانين ألفاً وتضطر الجهات المشرفة على الانتخابات لتمديد الاقتراع ليوم إضافي ينتظر أن يشهد تصويت عدد مماثل على الأقلّ.
الاستنتاج الأبرز الذي شغل بال الغرب أنّ الاقتراع في لبنان المحايد سياسياً وأمنياً تجاه الانقسام السوري بفعل انقسام لبناني مواز ومشابه بالمناصفة بين مناصري الدولة السورية ومناصري المعارضة بتلاوينها المختلفة، هو نموذج عما يمكن أن يقوله الغرب عن انتخابات شفافة وفي مناخات متكافئة ومتوازنة وتنافسية، فلو تحقق في سورية هذا فلن يوفر ظرفاً أفضل من الذي توافر في لبنان حيث لم يعد قابلاً للنقاش القول إن الغالبية الكاسحة من السوريين فيه تساند الرئيس بشار الأسد وخياراته مهما قيل ومهما كتب.
سورية تنتخب وسورية تنتصر والحسم العسكري على قدم وساق وحمص نقطتها الفاصلة والحسم السياسي في بيروت نقطة انطلاقه والحسم الدستوري في الثالث من حزيران يوم الانتخاب الرئاسي نقطة الوصول.
بحر من الجالية السورية دعماً لترشيح الأسد
وسط هذه الأجواء، وعلى رغم الاستحقاقات الكبيرة التي ينتظرها اللبنانيون، انشغلت الساحة الداخلية أمس بالمدّ الشعبي السوري الهائل الذي زحف إلى السفارة السورية في اليرزة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية السورية، حيث امتدّت جموع المواطنين السوريين في معظم الشوارع التي توصل إلى السفارة في اليرزة وبعبدا والحازمية، ما فاجأ كل المهتمين والمراقبين وحتى فاجأ السفارة السورية نفسها.
إلا أن المفاجأة الأكبر في أن هذه الجموع التي تعدت عشرات الآلاف، بل أحصاها البعض بمئات الآلاف هتفت في أكثريتها بحياة الرئيس بشار الأسد حاملين الأعلام السورية وصور الرئيس الأسد.
وبينما بقيت حشود السوريين تملأ الشوارع المحيطة بالسفارة طوال ساعات يوم أمس، إذ كانت الوفود تصل تباعاً من مختلف المناطق اللبنانية، فقد اضطرت السفارة السورية إلى تمديد فترة الاقتراع إلى منتصف الليل واليوم أيضاً لكي يتمكن أبناء الجالية السورية من ممارسة حقهم بالاقتراع، وقال السفير السوري في لبنان: «إننا على أرض لبنانية ويجب أن نلتزم بالقوانين اللبنانية توفيراً لأمانكم الشخصي ونظراً للإقبال الكثيف مددنا فترة الاقتراع». ولهذه الغاية أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عن تدابير سير يوم غد اليوم لمناسبة تمديد الانتخابات في السفارة السورية.
حردان: عرس الديمقراطية الحقيقية
ووصف رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، كثافة إقبال السوريين على صناديق الاقتراع في بيروت والعواصم العربية والعالمية، لممارسة حقهم الديمقراطي في اختيار رئيسهم، بأنه عرس الديمقراطية الحقيقية.
وأشار إلى أن هذا الإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع من قبل السوريين، خصوصاً في بيروت، يشكل رسالة بالغة الأهمية، يؤكد السوريون من خلالها التفافهم حول دولتهم ومؤسساتهم وقيادتهم وجيشهم. وهم بممارسة حقهم الانتخابي يسقطون رهانات الذين تآمروا على السوريين، وعلى سورية دولة ودوراً وموقعاً.
وأكد حردان أن السوريين في هذا العرس الديمقراطي الكبير أثبتوا أنّ الإرهاب ومن يقف خلف هذا الإرهاب، لا يثنيهم عن واجباتهم التي تحصّن الدولة والمؤسسات في مواجهة المؤامرة التي تتعرّض لها سورية.
واعتبر حردان أنّ الغرب الذي يتشدّق بالديمقراطية يخشاها، وقد سقط في امتحان الديمقراطية الحقيقية، من خلال منع السوريين في العديد من دوله من ممارسة حريتهم وحقهم الانتخابي، وهذا المنع هو وصمة عار على جبين ما يُسمّى «الديمقراطية الغربية».
ولفت حردان إلى أنّ التزام بعض الدول العربية بقرار منع السوريين من حق الانتخاب، يشكل إذعاناً وخضوعاً لرغبة الدول الغربية، إضافة إلى أنّ دولاً عربية معروفة ليست معتادة على الممارسة الديمقراطية وتجسيد هذه الممارسة بالانتخاب.
وحيّا حردان جهود البعثات الدبلوماسية السورية التي تحمّلت مسؤولياتها بكلّ أمانة لإنجاز هذا اليوم الانتخابي التاريخي، وخصّ السفير السوري في بيروت د. علي عبد الكريم علي، الذي كان من صنّاع المشهد الانتخابي، وهو مشهد مميّز، أحدث صدمة لدى أعداء سورية وكلّ المتآمرين عليها.
ودعا حردان السوريين إلى إضافة مشهدية جديدة في يوم 3 حزيران، من خلال إقامة عرس كبير يتحدّى قذائف الإرهاب والإرهابيين، ويرسم مع القيادة السورية والجيش السوري البطل مشهد الانتصار على قوى الإرهاب والتطرف ومن يقف خلفهم ويدعمهم بالمال والسلاح.
وختم حردان مؤكداً أنّ إرادة السوريين التي رأينا نموذجها اليوم، هي إرادة حرة عازمة وحاسمة في تظهير صورة سورية المنتصرة على الإرهاب والتطرف يوم 3 حزيران 2014.
علي عبد الكريم: دليل على قوة سورية
ووصف السفير السوري اليوم الانتخابي بأنه «استحقاق وطني سوري بامتياز في لبنان»، وقال: «إنّ المواطنين السوريين أظهروا فعلاً محبتهم لوطنهم سورية وتفانيهم في خدمتها مهما بلغت الصعاب والتضحيات مؤكدين الالتزام بنهج قائدهم ورئيسهم بشار الأسد». واعتبر السفير السوري أنّ الحشود التي أتت الى السفارة دليل على قوة سورية ونعي للمؤامرة التي تستهدفها. وردّ السفير السوري على دعوات بعض قوى الرابع عشر من آذار التي دعت إلى طرد السوريين الذين شاركوا بالانتخابات، وقال: «إنّ هذه الدعوات دليل ارتباك وسوء تقدير»، داعياً هذه القوى الى إعادة النظر بمواقفها».
عنصرية 14 آذار
لكن الغريب في الأمر أنّ هذا الإقبال الكثيف من أبناء الجالية السورية أزعج قوى «14 آذار»، بحيث اندفع بعض الأصوات فيها إلى إطلاق شعارات عنصرية ضد السوريين تدعو لطرد المؤيدين للرئيس الأسد من لبنان، وهو الأمر الذي دعت إليه ما يسمى «الأمانة العامة لـ»14 آذار»! بينما رأى سمير جعجع «أن ما حصل ليس انتخابات بل تظاهرة تأييد للنظام في سورية»؟!
بغضّ النظر عن هذه المواقف، فكما قال السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي «إن ما حصل أمس هو رسالة للذين منعوا إجراء الانتخابات في دولهم» مثل فرنسا وألمانيا وغيرهما من الدول الغربية والخليجية، بينما شهدت عواصم عربية إقبالاً كثيفاً من الجالية السورية، خصوصاً في العراق والأردن والسودان والمغرب والجزائر.
الشغور الرئاسي مستمرّ
وفي مقابل زحف السوريين إلى اليرزة لانتخاب ومبايعة الرئيس السوري بشار الأسد مع انطلاق الانتخابات السورية في الخارج، يستمر الشغور الرئاسي اللبناني بالزحف ليصل إلى الفراغ مع انسداد آفاق الاستحقاق الرئاسي، وتعطيل فريق 14 آذار المجلس النيابي بحجة الميثاقية، تزامناً مع إعلانه وتكتل التغيير والإصلاح حضور جلسات مجلس الوزراء.
مقاطعة المجلس مسيّسة
وتوقف مصدر نيابي في 8 آذار أمام ازدواجية 14 آذار في التعاطي مع المؤسسات، وأكد لـ»البناء» أن مقاطعة المجلس النيابي من فريق 14 آذار هي مقاطعة مسيسة تستهدف رئاسة المجلس النيابي، فهم لا يقاطعون الحكومة التي يرأسها الرئيس تمام سلام الذي هو من تيار المستقبل. واعتبرت المصادر أن ما يجري لا يمت إلى الميثاقية بصلة ولا علاقة له بالتشريع أو بتفسير الدستور، فهو يرتبط بالضغط على الفريق السياسي الذي ينتمي إليه رئيس المجلس النيابي.
دفاع من التغيير والإصلاح عن حضور جلسات الحكومة
ودافع مصدر في تكتل التغيير والإصلاح لـ»البناء» عن حضور الوزراء اجتماعات مجلس الوزراء، فأكد أنّ جدول الأعمال يوضع بالتشاور مع جميع الوزراء لأنّ صلاحيات رئيس الجمهورية تنتقل إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، وطالما أن من حق رئيس الجمهورية إبداء الرأي وإعطاء المشورة في وضع جدول الأعمال، فإنّ لكلّ وزير الحق في إعطاء الرأي في جدول الأعمال.
الأولوية للانتخابات الرئاسية
وعلى ضفة 14 آذار، أكد مصدر وزاري لـ»البناء» أن مقاطعة المجلس هي لكي لا يظن أحد أن البلد يمكنه أن يسير من دون رئيس للجمهورية وبلا حضور مسيحي متمثل في رأس الدولة، ولذلك فإن نواب 14 آذار لن يشاركوا في الجلسات التشريعية، لأن الأولوية هي لانتخاب الرئيس. وتحدث المصدر الوزاري عن أن حضورهم جلسات مجلس الوزراء انطلاقاً من مسؤوليتهم في هذه المرحلة لتسيير شؤون البلد، لا سيما أن صلاحيات الرئيس تنتقل إلى مجلس الوزراء. واعتبر المصدر أن مقاطعة المجلس هي للضغط ولإجبار النواب المقاطعين لحضور جلسات انتخاب الرئيس على الحضور وإعطاء الأولوية للانتخابات الرئاسية.
رئيس من خارج النادي الرباعي
وفي موازاة ذلك، جالت المؤسسات المسيحية الثلات التي تضمّ المجلس العام الماروني برئاسة الوزير السابق وديع الخازن والرابطة المارونية برئاسة سمير أبي اللمع والمؤسسة المارونية للانتشار برئاسة الوزير السابق ميشال اده على رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل ورئيس حزب القوات سمير جعجع على أن تلتقي اليوم رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون والأربعاء المقبل رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.
وأكدت مصادر مارونية لـ»البناء» أنّ الجولة هدفها العمل على انتخاب رئيس جديد خلال فترة قصيرة، والحفاظ على المؤسسات وتسيير أمور الناس. وأشار المصدر إلى أنّ الوفد حصل على قبول مبدئي من الرئيس الجميّل والدكتور جعجع بالعمل على إيجاد مخرج، والاتفاق على رئيس من خارج النادي الرباعي، وأن الرئيس الجميّل أكد أن لا شرط لديه على أي اسم يلقى قبولاً. في المقابل رجح المصدر الماروني أن لا يحظى هذا الطرح قبولاً لدى العماد عون في الوقت الراهن، فهو سينتظر انتهاء التفاوض مع الرئيس سعد الحريري ليعطي الجواب النهائي.
وإذ توقع المصدر أنّ ترشح أجواء إيجابية عن رئيس تيار المردة الأربعاء المقبل، أكد أنّ حصيلة الاتصالات سينقلها وفد المؤسسات المارونية إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي نهاية الاسبوع المقبل.
واشنطن تشجع المجلس على انتخاب رئيس جديد
وبرز أمس صدور بيان عن السفير الأميركي في بيروت ديفيد هِلْ أكد فيه أن الولايات المتحدة الأميركية تشجع البرلمان على انتخاب رئيس جديد في أسرع وقت ممكن. وكما يواصل البرلمان اللبناني جهوده لانتخاب رئيس، تواصل الولايات المتحدة الأميركية شراكتها القوية مع الشعب اللبناني وقادته ومع مؤسسات الدولة لتعزيز أهداف السلام والاستقرار لمساعدة لبنان على تطبيق الالتزامات الدولية، وعزل نفسه عن الصراعات في سورية.
الكويت تتحرّك على خط إيران ـ السعودية
وفي هذا السياق، اعتبرت مصادر دبلوماسية أنه مع زيارة أمير الكويت المرتقبة إلى إيران في مطلع الشهر المقبل، سيتبلور أكثر ملف التقارب الإيراني ـ السعودي خصوصاً بعدما دخلت الكويت بقوة إلى هذا الملف انطلاقاً من موقعها في الخليج، وثانياً لكي لا ينحصر هذا الملف بيد سلطنة عمان خوفاً من أن يتحول هذا الدور ما يشبه الدور القطري الذي تجاوز حدوده الطبيعية في المنطقة.
وتقول المصادر الدبلوماسية إن من أولويات الاهتمامات السعودية المطلوبة من إيران بالإضافة إلى الملف العراقي واليمني واللبناني هو موضوع تطور العلاقات الإيرانية ـ القطرية ومدى انعكاسه على مصير ومستقبل مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى العلاقات الإيرانية ـ التركية والتي يجب أن لا تعطى تركيا من خلالها أي دور محوري في المنطقة.
وأوضحت المصادر الدبلوماسية، أن المتغيرات التي شهدتها المملكة انطلقت منذ زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إليها ومع بداية التفاهم الإيراني ـ الأميركي على رغم نفي بعض المسؤولين في السعودية لهذه المعلومات، ولكن ما حصل فعلياً هو أن عملية إبعاد بندر بن سلطان تمت بعد أيام قليلة من زيارة أوباما، وما تبعها من تغييرات حصلت بعد زيارة مستشارة الأمن القومي الأميركي وتلاها زيارة وزير الدفاع الأميركي.
وبحسب المصادر الدبلوماسية، فإن مصير وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لن يكون بأفضل من مصير بندر بن سلطان وأن هذه الخطوة بإبعاده ليس مؤكداً أن تحصل بوجود الملك عبدالله بن عبد العزيز في إجازته في المغرب، ولكن هذه الخطوة في نهاية المطاف ستحصل، كما أن المصادر الدبلوماسية تؤكد أن أي تقارب إيراني ـ سعودي مستقبلاً سيكون على حساب الجماعات الإرهابية في المنطقة، وعلى وجه الخصوص في سورية والعراق، وأن بداية هذا التقارب وإن كان قد ترجم عبر لقاءات بين الطرفين على مستوى مخابراتي في سلطنة عمان، إلا أن هذا التقارب الذي يمكن أن يطلق عليه الحوار الجدي والمنتج بين البلدين سيبدأ من خلال زيارة مسؤول إيراني إلى السعودية وهذا المنحى سيكون أكثر وضوحاً بعد زيارة أمير دولة الكويت إلى طهران ما بين أواخر الشهر الجاري وأوائل الشهر المقبل.
مطلبياً، قرّرت هيئة التنسيق النقابية تصعيد تحركاتها للضغط لإقرار سلسلة الرتب والرواتب. فرهنت مصير الامتحانات الرسمية بموقف النواب من إقرار حقوقهم في السلسلة.
التهرّب من السلسلة أمر صعب
من جهة أخرى، أكد مصدر نيابي في 8 آذار أنّ الاتصالات في شأن السلسلة ستستكمل بهدف بلورة تفاهم سياسي عليها، مشدداً على أن السلسلة لن تطير إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، فالتهرب منها لفترة طويلة أمر صعب وسينعكس سلباً على نواب 14 آذار الذين ليس بإمكانهم حمل عبئها على المدى الطويل.
التصويت بمادة وحيدة
واعتبر مصدر نيابي مطلع في التغيير والإصلاح أنّ التكتل مع الحقوق التي تطالب بها هيئة التنسيق النقابية، لكن لا يمكن عقد جلسات تشريعية في غياب رئيس للجمهورية، وجلّ ما سنقوم به هو عند التوافق على السلسلة، نذهب إلى المجلس النيابي استثنائياً للتصويت على المشروع في جلسة واحدة وبمادة وحيدة.