حان الوقت للخروج من الجنون

لمى خير الله

بدأ العد العكسي لساعة الصفر المكوكية للمبعوث الأممي لسورية ستيافان دي ميستورا الذي أمضى رحلة استجمامية في أرجاء الأرض ليقرر مؤخراً العودة من النروج ليحيط الأمين العام «بان كي مون» الأسبوع المقبل علماً بنتائج محادثاته مع الأطراف المتصارعة في سورية والقوى العالمية بشأن كيفية إنهاء الحرب التي مضى عليها أربع سنوات ونيف.

بان كي مون قال في بيان له بمناسبة ذكرى مرور الثلاثة أعوام على خريطة طريق السلام في سورية المسماة بـ بيان جنيف «سورية على حافة التفكك وهو ما يخلق مخاطر جديدة فيما تُعتبر بالفعل أشد مناطق العالم افتقاراً إلى الاستقرار».

وأضاف البيان «بعد مرور ثلاثة أعوام على تعبير ذات الأطراف وكلِّ من لهم تأثير عليهم عن تأييدهم لخطةٍ تهدف لإنهاء تلك المعاناة، متناسياً الانقسام الشديد بين أعضاء المجلس الخمسة عشر بشأن كيفية إنهاء الحرب في سورية.

خريطة الطريق الضبابية دفنت في مهدها ولم تؤت أكلها بتلمّس طريق السلام في سورية بعد آلاف التفسيرات وجملة من المتغيرات السياسية سيما بعد أن نقلت وسائل الإعلام أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كشف أن بلاده تتلقى خلال اتصالاتها مع دول المنطقة التي تربطها بها علاقات طيبة جداً لتمثل إشارات تدل على استعداد تلك الدول للإسهام بقسطها في مواجهة الشر الذي يمثله «داعش» الإرهابي موضحة أن ذلك «يتعلق بتحالف سوري سعودي تركي أردني فماذا يعني ذلك؟

وماذا يعني أن تعرب الخارجية الأميركية عن عدم ضرورة إقامة منطقة عازلة في سورية رداً على التصريحات التركية؟ وما هو السر وراء تراجع الرئاسة التركية عن رغبتها بالتدخل في عمق الأراضي السورية؟ وتأكيدها عدم اتخاذ تدابير عسكرية سوى لتعزيز أمنها على حدودها مع سورية مشيرة الى عدم تصرفها في شكل «أحادي الجانب»!! وما هو سر تأكيد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، عن استعداده للقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم في أي وقت يختاره الأخير مركزاً على أولوية الملف السوري الذي سيتم بحثه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته إلى موسكو، ومعرباً عن استعداده للقاء المسؤولين في الحكومة السورية التي ما زالت عضواً في الجامعة العربية!

إشارات استفهام عدة يطرحها متابعون للشأن السوري وتطوراته السياسية في ظل تقاطعها مع الأحداث الميدانية التي أثبتت قدرة الجيش في الجغرافيا السورية وجدية الدولة السورية بكل مكوناتها سنية كانت أم درزية أم وحدات حماية شعبية بتوجيه بوصلتها نحو دحر الارهاب واجتثاثه من أراضيها.

تحركات دولية تهدف للتوصل إلى حل الأزمة السورية بعد الفشل السعودي وتورطه في المستنقع اليمني وخسارة أردوغان المدوية في الانتخابات البرلمانية وعودة داعش لكنف داعميها في الدول الأوروبية والاقليمية في ظل اعادة محاولتها استرجاع الجمعة السوداء المضرجة بدماء الحقد والارهاب جميعها دفعت الولايات المتحدة الأميركية للرضوخ لضرورة الإدراك أن مشكلة «داعش» تتطلب جهوداً أكثر فاعلية بالتعاون مع روسيا في مسعى لاحتواء كل من تورط ضمن عنوان صياغة رؤية موحدة لبيان جنيف وفق التوازنات الجديدة التي فرضتها المعادلات الميدانية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى